نادين لبكي نجمة بكل تأكيد، بل نجمة عالمية بين المخرجين المنتمين إلى جيل القرن الحالي. منذ أن حققت فيلمها الروائي الطويل الأول «كراميل» وهي تنتقل من نجاح إلى آخر كمخرجة. لكنها بعد «كفرناحوم» (2018) باتت تدرس خطواتها بمزيد من التأني ولو أن حماسها للعمل لم يفتر بعد..
التقيناها لنتعرف منها على بعض أعمالها ومشاريعها:
نادين لبكي مع زين في فيلم كفرناحوم
سمعنا أنك على وشك إخراج فيلم جديد يكون أول عمل لك بعد «كفرناحوم» قبل خمس سنوات، هل هذا صحيح؟
ليس تماماً. «كفر ناحوم» استحوذ على الكثير من الوقت حتى من بعد عرضه في «كان». انشغلت بمتابعة عروضه في مهرجانات أخرى وعروضه التجارية. كانت لدي عدة مشاريع بعضها كتبتها وأخرى بقيت في البال لكني لم أحبذ أي مشروع على آخر.
ماذا عن فيلم قيل إنه سيكون أول مشاريع العودة تحت عنوان «غير المرئيون» (The Invisables)؟
هذا المشروع لم يدخل بعد مرحلة الإنتاج. ربما يكون الأول بالفعل لكن هذا ليس مؤكداً.
وماذا عن فيلم قمت بتمثيله وسيعرض قريباً في الصالات بعنوان «رجال وراء الموج»؟
تحمست كثيراً لهذا الفيلم لأنه يطرح فكرة ذات حبكة مثيرة: أربع شخصيات تجد نفسها فوق جزيرة نائية وعليهم التعايش رغم اختلافاتهم.
في «كفر ناحوم» جمعت بين الإخراج والتمثيل وليس للمرّة الأولى، حيث لعبتِ دور المحامية.. لماذا اخترتِ ذلك؟
لأني كنت أفكر فيه من دون أن أدري إذا ما كان قيامي بتمثيل الدور هو فعل صحيح أم لا. هذا التردد كان نتيجة أنه كان بالإمكان إسناد الدور إلى ممثلة أخرى. لكنني من ناحية ثانية كنت أرى أنه يناسبني لأني قمت بالبحث الميداني خلال التحضير وأصبحت على دراية كبيرة بما هو حاصل. لذلك رأيت في نهاية المطاف أنه من الأفضل أن ألعب هذا الدور. ما ساعدني على هذا القرار حقيقة أنني كنت أشعر كما لو كنت محامياً خلال مقابلاتي مع الأطفال وشعرت بأني أريد الدفاع عن حالتهم ما أوعز لي بأني الشخصية المناسبة فعلاً لنقل هذا الدور من الحياة إلى الشاشة.
النظرة المطروحة في «كفر ناحوم» تبدو لي سلبية. نعم هناك نخبة من المجتمع اللبناني، بينهم المحامية، تحاول مساعدة الولد الذي رفع دعوى قضائية ضد والديه، لكن كل ما عداها (وهو الغالب) سلبي.
لا أوافقك الرأي لأكثر من سبب. «كفر ناحوم» عن واقع عليّ أن أتصدى له وأطرحه وأناقشه. وكل واقع إن لم يكن فيه ما يثير النقاش فهو ليس ضرورياً للنقاش. ثم ما عرضته في الفيلم يحدث. إنه ليس أمراً مختلقاً. لقد قمنا، خلال فترة البحث، بمقابلة أولاد كثيرين. تحدثنا إلى أولاد واجهوا حالات تجاهل قصوى. أتحدث عن اغتصاب واعتداء وسوء معاملة. أطفال كانوا يتعرضون للضرب كل يوم. أولاد في السجون. وحين تتحدث إليهم هناك خمس وعشرون في المئة منهم فقط يستطيعون وضع فاصل بين ما حدث لهم وبين تطلعهم للغد. بل إن بعضهم يصبح قادراً على أن يتولى إدارة البيت. يصبحون آباء لوالديهم.