أطلق الفنان اللبناني عاصي الحلاني أغنيته الجديدة بعنوان «كسر عضم»، في يناير 2025، وصوّرها بطريقة الفيديو كليب، تحت إدارة المخرج أحمد المنجد، ويقدم الحلاني من خلال هذه الأغنية نوعاً موسيقياً يمزج بين الألحان الشرقية، والتوزيع الحديث، ما يبرز قدرته على مواكبة التطور الموسيقي، والحفاظ على هويته الفنية.
وتمكنت الأغنية الجديدة، بكلامها ولحنها، وأداء الحلاني المتميّز، من جذب جمهور واسع من مختلف الأعمار، ما يعزز شعبيته أكثر بين الأجيال الشابة، كما يؤكد إصدار الأغنية في هذه المرحلة استمرارية إبداعه، وقدرته على تقديم محتوى مميّز، يواكب تطلعات الجمهور.
كيف تم التحضير لأغنيتك الجديدة «كسر العضم» والكليب الخاص بها، والذي هو عبارة عن فيلم قصير فعلاً؟
احتاجَ التحضير لأغنية «كسر عضم» إلى فترة طويلة من الزمن لكي أتمكن من تقديمها بصورة لائقة، وهي من كلمات عبير أبو إسماعيل، وألحان الدكتور حسان زيود، وتوزيع غسان مرهج. وبسبب الحرب الأخيرة على لبنان تأخر إصدارها، إذ كان يفترض أن أطرحها في نهاية الصيف الماضي، وتحديداً في شهر سبتمبر. لقد حرصت على تصوير الأغنية بطريقة الفيديو كليب، وتعاونت مع المخرج أحمد المنجد في تصويرها على شكل فيلم قصير يترجم كلماتها، وقد شاركت معه في كتابة القصة، وصياغة أفكار الفيديو كليب. الناس لم يشاهدوا منذ فترة كليبات من هذا النوع، لأن معظم ما يقدم منها يركز على المشاهد الجميلة، أي على صورة من دون قصة، والتي تكون في معظم الأحيان أماكن، أو «لوكات»، جميلة للفنان، واكتفى كثيرون بتقديم هذا النوع من الكليبات.
أنا أعتقد أن الناس اشتاقوا إلى مشاهدتي في هذا النوع من الأغاني المصورة الذي قدمته في «كسر عضم»، خصوصاً أنني كنت مدركاً، منذ بداية مشواري الفني، لأهمية القصة في الفيديو كليب، كما في «وأنا مارق مرّيت»، و«يا ناكر المعروف»، و«عذبوني وعذبوك»، و«ما لي صبر»، وحتى في «زغيري الدني»، و«باب عم يبكي». أنا كنت أهتم كثيراً بالمواضيع التي أقدّمها في الفيديو كليب، بحيث يشاهد الناس أغنية مصوّرة، وقصة، في آن معاً، وكليباتي كانت عبارة عن فيلم قصير، والحمد لله، أننا وُفقنا في أغنية «كسر عضم»، وردّة الفعل حولها كانت إيجابية جداً من خلال الجمهور، والمشاهدين، والصحافة والإعلام، الذين هنّأوني بصدور عملي الجديد، وأثنوا على الأغنية، والحمد لله، أنني وُفقت في الأغنية، كما في الفيديو كليب، لأن الفنان يمكن أن يوفق أحياناً في الأغنية، ولكنه لا يوفق في الفيديو كليب، والعكس صحيح أيضاً، ولكن أغنية «كسر عضم» تتميّز بالتكامل ما بين الكلمة، واللحن، والتوزيع، والفيديو كليب.
برز عاصي الحلاني الممثل بشكل واضح في كليب «كسر عضم»، فهل اشتقت إلى العودة للتمثيل، ولماذا تأخرت في تكرار هذه التجربة، وما هي شروطها؟
أنا لم أضع «فيتو» على التمثيل، وعندما يتوفر السيناريو المناسب الذي أحبه وأقتنع به، وكذلك فريق العمل المحترف، والإنتاج الجيد، عندها يمكن أن أوافق على العرض، وكل التفاصيل التي أشرت إليها تلعب دوراً أساسياً في قرار عودتي إلى التمثيل.. لا مانع لديّ من تكرار تجربة التمثيل، ولكن يجب أن تكون هذه الخطوة مدروسة بشكل جيد، وأن يكون هناك تأنٍّ في الاختيار.
تألقت في مهرجان «جوي أووردز» بحضورك المحبّب والمميّز، فكيف تتحدث عن الحفل وتواجدك فيه؟
مهرجان «جوي أووردز» أصبح من أهم المهرجانات التي تنظم على مستوى الدول العربية، والعالم، وهو مهرجان عالمي يستقطب أهم وأكبر النجوم، الأجانب والعرب، وأنا كفنان لبناني، أحيّي القيّمين عليه، والدور الكبير للمستشار تركي آل الشيخ، في الإشراف عليه، كما على الأنشطة الفنية الأخرى، وهذا الأمر يلعب دوراً أساسياً في نجاح هذا المهرجان الذي يقام في المملكة العربية السعودية، التي تتطور وتزدهر بشكل دؤوب، ومستمر، ولا يسعني سوى أن أتمنى أن يبارك الله هذا البلد، وأن يحفظ أهله، وناسه، وقيادته.
كيف تنظر إلى مستقبل لبنان الفني في المرحلة المقبلة؟
أنا لا أخاف على الأغنية اللبنانية، لأن لبنان يضم عدداً كبيراً من كبار الفنانين، ويزخر بالشعراء، والملحنين، والأصوات الرائعة. الفنان اللبناني محبوب، ومطلوب في كل الدول العربية، والعالم، وهذا التواجد يثبت أن الأغنية اللبنانية مستمرة، وأن الفنان اللبناني مستمر في عطائه، وأنه يشكل، سواء من خلال فناني جيلنا أو فناني الجيل القادم، امتداداً للفنانين الكبار الذين رسّخوا الأغنية اللبنانية، والفولكلور اللبناني، أمثال السيدة فيروز، أطال الله في عمرها، والفنانة الراحلة صباح، والراحل الكبير وديع الصافي، والراحلة نجاح سلام، والراحل ملحم بركات الذي غادرنا بعمر مبكّر، وغيرهم، لأن هؤلاء الكبار رسموا لنا الطريق، ونحن مستمرون على الوتيرة نفسها، وعلى النهج نفسه.