إلسي فرنيني: أشارك في مسلسل «بالدم» في رمضان 2025.. وأميل للأعمال الجادة

إلسي فرنيني، ممثلة مخضرمة، وكانت في طليعة الممثلات اللبنانيات اللواتي انتقلن من الإعلام إلى التمثيل، حيث يضم رصيدها عدداً كبيراً من الأعمال التي أسهمت في انتشار الدراما اللبنانية عربياً.. فرنيني، التي ستطلّ بشخصية «شمس» في الموسم الرمضاني 2025، أشادت بتجربتَي ريتا حرب، ورولا بقسماتي، اللتين سارتا على دربها نفسه، موضحة أن التمثيل يحتاج إلى موهبة أولاً، ويمكن تعلّمه في الجامعات شرط ألّا يتحول الممثل إلى «تكنيك»، ينقل ما تعلّمه، مشدّدة على أن التمثيل يعتمد على الإحساس أولاً، معقّبة بأنه مهنة صعبة جداً، لا يمكن الاستمرار فيها إلا لمن يملك الموهبة، ويتحمّل تعبها.

كيف تتحدثين عن دورك في مسلسل «بالدم»؟
أنا أشارك بشخصية «شمس» في مسلسل «بالدم»، وهي امرأة لديها قصة في حياتها، لكنني لن أكشف عنها. الدور جميل، وهناك تركيبة إنسانية في الشخصية لأنها كافحت في الحياة بأظافرها، ومع أنها امرأة قوية، لكنها تعاني حرقة بسبب تخلّي الآخرين عنها، وتركها وحيدة، واضطرارها إلى الاعتماد على نفسها فقط.
كيف تقارنين بين تجربتك كمذيعة انتقلت إلى العمل في التمثيل، وبين تجارب الإعلاميين الذين دخلوا مجال التمثيل في الفترة الأخيرة، ولكنهم لم ينجحوا جميعاً؟
لم ينجح الجميع كما أشرت.. الناس يتابعون كل شيء، ولكن مع الوقت تحصل غربلة، ولا يستمر إلا من يستحق، حتى الشخص نفسه يشعر بأن مجال التمثيل ليس مناسباً له، وينسحب تلقائياً، لأن الموهبة تولد مع الإنسان.
هل أصبح التمثيل مجالاً مغرياً بالنسبة إلى الكثيرين؟
لا أعرف، فكلّ شخص لديه تجربته، وتوقعاته من الدخول إلى المجال، ولا يمكنني أن أحكم على تجارب الآخرين، بل إن الحكم النهائي هو للجمهور.
وكم يتحمل المنتجون المسؤولية من منطلق أنهم يختارون الوجوه الجميلة في أعمالهم؟
مع الوقت لا بدّ أن يخضع الجميع للغربلة، ولا يستمر في المهنة إلا من يملك موهبة حقيقية، ومن لم يدخلها بهدف الاستعراض فقط، أما من لا يستحقون فسرعان ما ينسحبون ويتوجهون للعمل في مجالات أخرى.
وأيّ التجارب تلفتك من بين تجارب الإعلاميين الذين أثبتوا أنفسهم في التمثيل؟
تلفتني ريتا حرب التي بدأت كإعلامية، ثم دخلت مجال التمثيل في الدراما اللبنانية، من خلال أدوار مناسبة لشكلها وحضورها، ونجحت، وهناك أيضاً رولا بقسماتي التي تمثل بشكل جميل، وأنا تابعتها في المسرح والتلفزيون، وكمقدمة برامج، وهي تشارك معنا في مسلسل «بالدم».
جيلنا لم يدخل المجال حباً بالشهرة والاستعراض بل كانت هناك بساطة محببة وليست عن ضعف أو غباء
كيف تقارنين بين تجربتك كممثلة مخضرمة أسهمت في انتشار الدراما اللبنانية، وبين ممثلات الجيل الحالي؟
اليوم كل شيء تغيّر. كانت هناك براءة وبساطة أكثر في كل مجالات الحياة، وليس في مجال التمثيل فقط. كثيرون يحبون المغامرة، والتجريب، ويظنون أن التمثيل مجال سهل، مع أنه عكس ذلك تماماً. صحيح أن الأصداء تكون جميلة بالنسبة إلى الممثل، ولكنها مهنة متعبة، وتحتاج إلى جهد، وهي ليست حقلاً للنزهة، أو للتسلية، وكثيرون لا يستطيعون التحمّل. جيلنا لم يدخل المجال حباً بالشهرة والاستعراض، بل كانت هناك بساطة محببة، وليست عن ضعف، أو غباء، ولكن كل شيء تطوّر بسرعة، ليس في لبنان فقط، بل في كل العالم، وسيطرت المادة على كل مناحي الحياة، في كل العالم، وأنا أتمنى أن يتغير هذا الزمن الذي أصبح فيه كل شيء له ثمن.
كيف تردّين على الممثلين الأكاديميين الذين يؤكدون أن الممثل الأكاديمي هو الأفضل؟
موهبة التمثيل تولد مع الإنسان بالفطرة، وليس خطأ أن يدعمها بالدراسة، شرط إلا يتحوّل التمثيل إلى«تكنيك»، وتطبيق لما درسه في الجامعة، لأن أهم ما في التمثيل هو الإحساس، ومن دونه لا يصل الممثل إلى قلب الجمهور.

هل تميلين إلى المشاركة في أعمال تركية معرّبة خصوصاً أنها المفضلة عند الممثل اليوم؟
لم تُعرض عليّ حتى الآن المشاركة في هذا النوع من الأعمال لكي أفكر في هذا الموضوع. لكن بشكل عام، هناك أعمال جيدة تستحق التعريب، من بينها مسلسل «الثمن»، وأعمال أخرى لا تستحق المشاهدة، على مستوى النوعية والقصة. لست من النوع الذي يصفق لكل ما يعرض على الهواء، بل أنا أغربل كثيراً، وأتعامل مع كل عمل كتجربة مستقلة، وأجد أن بعض الأعمال لا تستحق أن تعرّب، وفي حال تم تعريبها فلن تحقق النجاح، وأعمال أخرى تم تعريبها واستحقت النجاح، وشارك فيها الكثير من الممثلين اللبنانيين الذين اشتغلوا في المسرح، وفي الدراما التلفزيونية، ثم اتجهوا للعمل فيها، ولا شك في أنهم تأكدوا من مستواها، ونوعيتها، قبل الموافقة على المشاركة فيها.
هذا يعني أنك لست ضدها، وأن رفضك أو قبولك المشاركة فيها يرتبط بالمشروع الذي يعرض عليك؟
أيّ ممثل يفضل أن يشارك في الدراما المحلية، لأنها تحكي قصصاً من بيئته، ومجتمعه، وهناك أعمال تضيء على مجتمعات لا تشبه مجتمعاتنا، والخيار يعود إلى الممثل، وأنا كممثلة أميل إلى الأعمال الجادة التي لا تستخفّ بذوق المشاهد.
ما هي مشاريعك للمستقبل؟
لا يمكنني التحدث عن أي مشروع، فأنا حالياً بانتظار عرض مسلسل «بالدم»، في الموسم الرمضاني 2025،أما الأعمال اللاحقة فيمكن أن أتحدث عنها في الوقت المناسب.