06 فبراير 2025

ملكة الجمال «مس هاواي».. أين هي «مارلا» زوجة ترامب الثانية المنسية؟

كاتبة صحافية

مجلة كل الأسرة

كانت ملكة جمال، اسمها مارلا مابلز. وقد جمعتها صداقة حميمة بالرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، قبل أن يتزوجها في عام 1993. وقد أثمرت الزيجة ابنة وحيدة تدعى تيفاني. ومنذ طلاقهما في 1999 غابت مارلا عن الأنظار، واختارت الابتعاد عن الأضواء. وخلال هذه الفترة كان نجم ترامب يصعد، ويتألق، حتى فاز برئاسة الولايات المتحدة مرة أولى، ثم مرة ثانية أخيراً.

مجلة كل الأسرة

تقول السيرة الذاتية للرئيس الأمريكي رقم 47 إنه تزوج ثلاث مرات. هناك زوجتان معروفتان، هما إيفانا زلنيكوفا، بطلة التزلج الأولمبية التي كانت من أصل تشيكي، وقد دام اقترانه بها من 1977 حتى 1992، ورزقا ثلاثة أبناء: دونالد الصغير، وإريك، وإيفانكا. بعد ذلك ارتبط بعلاقة مع مارلا، التي كانت تحمل وشاحاً لملكات الجمال، وتزوجها بعد أسابيع قلائل من ولادة ابنتهما تيفاني.

مجلة كل الأسرة

مارلا.. الزوجة المنسية

كان ترامب هو من بادر إلى طلب الطلاق، بعد أن وقعت عيناه على عارضة أزياء من أصل سلوفيني، لها عينان تشبهان أعين القطط. إنها ميلانيا التي أصبحت زوجته الثالثة، ووالدة نجله الأصغر بارون. وهذه القطة السلافية هي اليوم سيدة أمريكا الأولى، على الرغم من أنها أخفت عينيها وراء قبعتها في حفل تنصيب زوجها رئيساً للمرة الثانية. أما الزوجة الأولى إيفانا، فقد فارقت الحياة بشكل مأساوي عام 2022 إثر سقطة عن سلالم شقتها الواقعة في الطرف الشرقي من نيويورك. أما مارلا، الزوجة الثانية التي تبلغ من العمر حالياً 61 عاماً، فقد حافظت على مسافة بينها وبين القبيلة الترامبية. بل إن أغلبية الأمريكيين ما عادوا يذكرونها، على الرغم من أنها كانت شريكة حياة السياسي الذي يقيم الدنيا ويقعدها بتصريحاته، وقراراته.

مجلة كل الأسرة

بين دونالد ومارلا قصة حب بدأت خلال دورة لكرة المضرب شارك فيها عدد من المشاهير عام 1985. كان يبلغ من العمر 39 عاماً، ويقف على رأس إمبراطورية عقارية معروفة، وكانت هي تبلغ من العمر 22 عاماً، ابنة وحيدة لمقاول مغمور صار من مقلّدي المغني الراحل ألفيس بريسلي. وكانت البنت المتواضعة قد انتقلت إلى نيويورك وفي رأسها هدف واحد: أن تستخدم جمالها لكي تصبح مشهورة. وكخطوة أولى فازت في مسابقة محلية للجمال بين مرتادات شاطئ «ريساكا بيتش»، عام 1983، وبعد سنتين حصلت على لقب «مس هاواي».

مجلة كل الأسرة

طلاق دموي

لكن ترامب كان متزوجاً من إيفانا، وله منها ثلاثة أبناء، ويبدو أن علاقتهما كانت قد تراجعت، بدليل أن الصحافة نشرت صورة لهما يتشاجران فيها أثناء إجازة شتوية في منتجع «أسبن» للتزلج على الجليد، في عيد الميلاد، عام 1991، وقيل إن السبب هو أن الزوجة رأت العشيقة موجودة في المنتجع ذاته. ويبدو أن مارلا تجرأت وأبلغت إيفانا أنها تعيش قصة حب ساخنة مع ترامب. وبعد انتشار الشائعات، رفض الزوج التعليق عليها، وأنكر العلاقة، لكنه، في الخفاء، باشر إجراءات الطلاق من إيفانا. كان طلاقاً «دموياً»، حسب وصف صحيفة «النيويورك ديلي نيوز». فقد اتهمته الزوجة بأنه كان يغتصبها، وقد انتزع خصلات من شعر رأسها. وأثناء تأدية القسم أمام القاضي تراجعت عن اتهاماتها، وقالت إنه كان عنيفاً، ولم يكن هناك اغتصاب بالمعنى الذي يعتبر جريمة في بنود القانون.

اتفق الاثنان، في نهاية المطاف، على طلاق بالتراضي مقابل أن تنال إيفانا 14 مليون دولار، كنوع من التعويض عن الضرر، كما حصلت على ملكية قصر قديم في ولاية «كونيكتيكت»، ومنزل ثان يضم 118 غرفة، يقع ضمن ممتلكات ترامب في «مارالاجو»، في فلوريدا. وحال الخلاص من ترتيبات الطلاق تزوج الرجل الثري من حبيبته في حفل أقيم في «بلازا هوتيل»، في نيويورك. وكما أسلفنا، فقد كان الحبيبان قد رزقا بطفلتهما تيفاني قبل حفل العرس الرسمي بشهرين. ولأن «من تعضه الحيّة يخاف من جرّة الحبل»، كما يقول المثل، فقد سعى ترامب إلى تأميم ممتلكاته في حال طلّق مارلا. وتبعاً لهذا، فقد وقع معها على عقد ينص على أن يدفع لها، في حال وقع الانفصال، 100 ألف دولار سنوياً، كنفقة للبنت، لحين بلوغها من العمر 21 عاماً.

وجاء في العقد أن النفقة تنقطع في حال تحققت ثلاثة أمور، الأول أن تتوظف بدوام كامل، والثاني أن تتطوع في الجيش، أو أن تنضم إلى قوات السلام الأمريكية التي كانت وكالة مستقلة مهمتها نشر السلام في العالم. وقد وافقت الطليقة على الشروط، على أمل أن تعقد مع ترامب عقداً بشروط أفضل بعد خمس سنوات، حسب وعده لها. لم تكن حكايتهما أكثر من قصة حب عادية عابرة. والغريب أنها خدمته تجارياً، لأن معركة الطلاق التي تابعتها الصحف بالعناوين العريضة كانت قد أضعفت ثقة المساهمين بشركاته، ثم جاء زواجه من مارلا ليهدّئ من قلق المساهمين، ويسهم في توسيع شهرته وفي دخول شركاته في البورصة.

في تلك الفترة واجه ترامب الأزمة المالية التي ضربت قطاع العقارات عام 1990. وأفلست ثلاثة من كازينواته، في «أتلانتيك سيتي». وكان الرجل الذي سيصبح رئيساً للبلاد مجبراً على بيع يخته الذي يبلغ طوله 85 متراً، لكي يعزز ميزانيته المنهارة. كما كانت أخبار علاقته بمارلا، وخلافاته مع زوجته إيفانا، تعزز احتمالات إفلاسه، وتراجع قوته المالية. والحقيقة أنه كان يتعامل مع النساء بنفس تعامله مع أرصدته. فقد كشفت مارلا لمجلة «بيبل»، أن ترامب بعث لها رسالة تمهد للطلاق عبر شركة «فيديكس»، وجاء فيها: «لسنا متفقين حول نظرتنا للأمور، ولا حول أسلوب تنشئة ابنتنا». وأخيراً تم الطلاق في عام 1999 وحصلت الطليقة الثانية على مبلغ مليون دولار، حسبما هو مقرر في العقد في حال تم الطلاق قبل مرور خمس سنوات على الزواج.

مارلا وابنتها تيفاني
مارلا وابنتها تيفاني

لماذا تراجعت مارلا عن نشر كتابها؟

هل كان طلاقاً هادئاً وغير دموي؟ الحقيقة أن مارلا طلبت 25 مليون دولار، لكنها فشلت في مسعاها. وانتقلت بعد الطلاق لتعيش في كاليفورنيا، حيث ربت ابنتها بمفردها. وكان مما صرحت به للصحف أنها اعتنقت حركة روحية مناهضة للثقافة الأمريكية، لكي تتمكن من التركيز على تربية تيفاني. وعندما رشح ترامب نفسه للرئاسة عام 2016 فكرت الطليقة بالخروج من صمتها. واتصلت بناشرة تدعى جوديث ريجان، واقترحت عليها نشر مذكراتها. وكان الهدف كشف أسرار حياتها مع المرشح الجديد. لكنها خافت، وتراجعت بعد اجتماع في «ترامب تاور» مع ترامب، وابنته إيفانكا، اللذين أقنعاها بعدم نشر الكتاب. هذا ما أكده مصدر لمجلة «فانيتي فير». هل هدداها، أم اشتريا صمتها بالمال؟

مجلة كل الأسرة

كانت مارلا تنوي التطرق في الكتاب، أيضاً، إلى حلمها باقتحام هوليوود. لكن مهنتها كممثلة لم تلق نجاحاً، رغم حصولها على أدوار صغيرة في مسلسلات تلفزيونية. لقد دبر لها ترامب خلال فترة زواجهما دوراً في مسلسل «أمير بيل اير»، كما ظهرت في مسلسل «هابينس»، و«ريتش ريتش كريسماس ويش»، و«بلاك أند وايت»، من دون أن يعلق وجهها في بال المشاهدين والمنتجين. هذا لم يمنع ترامب من التباهي بالقول، عام 1994 أثناء برنامج لمحطة أي بي سي: «أنا أصنع النجوم. وهذا ما فعلته مع إيفانا ومع مارلا».

تيفاني، ابنة ترامب، ومارلا بالفستان الأحمر حضرت تنصيب ترامب رئيساً
تيفاني، ابنة ترامب، ومارلا بالفستان الأحمر حضرت تنصيب ترامب رئيساً

منذ ذلك الحين جرت مياه كثيرة في نهر الرجل القوي، وغابت مارلا عن المشهد تماماً لعدة سنوات، ثم ظهرت في برنامج «الرقص مع النجوم» عام 2016ن ولم تكرر الظهور. لكن في السنوات الأخيرة بات معلوماً أن اسمها موجود على قائمة المدعوين إلى الحفلة التي أقامها ترامب، وزوجته الثالثة، في مقرهما بفلوريدا بمناسبة فوزه في الانتخابات الأخيرة. وقد نشرت صورة لها مع روبرت كنيدي جونيور، ومع الملياردير إيلون ماسك، خلال الحفل. وهذا يعني أنها ما زالت تدور في فلك الرئيس الجديد.