
تألقت الفنانة مي الغيطي في الدراما التلفزيونية، وفي السينما المصرية، ما أهّلها لأن تخوض تجارب عالمية وضعت من خلالها قدمها على هذا الطريق، بعد أن لاقت إعجاباً كبيراً بسبب أدوارها المميّزة، وأدائها المتقن، فاستطاعت أن تقترب من جمهورها بشكل لافت، كما نجحت في خلق حالة من التوازن بين حياتها الشخصية والمهنية، فضلاً عن سعيها الدائم لتحقيق النجاح في التمثيل، والغناء.
حول رحلتها وتجاربها، المحلية والعالمية، كان معها هذا اللقاء:

خضت أخيراً تجربة مع شركة ديزني العالمية، كيف جاءت هذه التجربة؟
الشركة طلبت، وقمت بعمل تجربة الأداء معهم، ثم انتظرت سنة تقريباً، وتوقعت أنني خارج حساباتهم، لكني فوجئت بهم يتواصلون معي، وعرفت أن المخرج أحمد تعيلب أصرّ على وجودي، واقتنع بي جداً، والحمد لله، قدمت تجربة رائعة ومهمة بالنسبة لي، وفتحت عيني على عالم جديد، وهام. والفضل بعد الله سبحانه وتعالى، للمخرج البارع أحمد تعيلب، لأنه إنسان مبدع ومميز جداً، وسعدت جداً بأنني جزء من هذه التجربة الناجحة، فهي مجموعة مكوّنة من عشرة أجزاء، من أفلام الرسوم المتحركة القصيرة الأصلية، وتحمل اسماً يعبّر عنها هو «Kizazi Moto Generation fire»، وتدور أحداث السلسلة حول مجموعة قصص من الخيال العلمي المشوقة التي تقع أحداثها في عدد من البلاد الإفريقية، منها جنوب أفريقيا، وزيمبابوي، وكينيا، وأوغندا، ومن شمال أفريقيا مصر، وحضرت العرض الخاص للفيلم في قاعة المخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ، في مقر «البافتا» بلندن، وهو يعرض حالياً على ديزني بلاس، وأشارك فيه أمام الممثل السوري البريطاني ليث نقلي.
أيضاً شاركت في فيلم Due Dating لتكون أول تجربة لك مع السينما البريطانية، كيف جاءت هذه التجربة؟
بالفعل شاركت في الفيلم البريطاني Due Dating، أو «تاريخ الاستحقاق»، والذي قدّمت من خلاله شخصية «بيرشا»، وهي امرأة جذابة، وتعيش قصة حب كبيرة، فهي حبيبة البطل الأولى، وأيضاً مشاركتي في هذا الفيلم جاءت بالصدفة، حيث كنت التقيت المنتجة «غيد أشا»، وتحدثنا في أمور عدّة، ثم فوجئت بها تتصل بي بعد أسابيع تقول لي إن عندهم مشروعاً متحمّسين أن أكون جزءاً منه، وفي البداية كنت قلقة جداً، لأني لا أتحدث الإنجليزية مثل البريطانيين، لكنهم استطاعوا جعل الشخصية ملائمة أكثر، لي ولقدراتي.

بعد هاتين الخطوتين هل تخططين للتواجد على خريطة السينما العالمية؟
أتمنى بالتأكيد، لكني لا أخطّط لذلك، فأنا ما زلت في البداية، والمشوار صعب جداً، ويحتاج إلى جهود كبيرة جداً، ودأب كبير، وتعلّم الكثير من الأمور أمام الكاميرا، وخلفها، وأتمنى أن أحقق ذلك. لكن قبل ذلك، لابدّ أن أحقق تواجداً هاماً في البداية، في الدراما والسينما المصرية، لأن هذا ما يهمني في المقام الأول، فالأولوية بالنسبة لي هو عملي في مصر، لأنني مدينة لشغلي هنا بأي نجاح حققته، ومسألة الفرص المتاحة طبعاً في اختبارات الأداء التي تأتي طول الوقت، والتوفيق فيها وفقاً للظروف.
من خلال احتكاك بالسينما البريطانية والأمريكية، هل شعرت بفارق كبير بينهما وبين السينما المصرية؟
فارق إمكانات، والاعتماد على التقنيات الحديثة، فنحن لا تنقصنا الخبرات، ولا المواهب، بل لدينا وفرة فيها، فقط تنقصنا الإمكانات والاعتماد على التقنيات الحديثة، التي يمكن أن تضع الفيلم المصري على الخريطة العالمية.

شاركت في موسم رمضان الماضي في مسلسل «مسار إجباري» الذي عرض في النصف الأول من رمضان، ما الذي جذبك إلى هذا العمل، وكيف عرض عليك؟
جذبني في البداية العمل ككل، ثم الشخصية، حيث قدمت دور «خديجة»، وفي البداية تحدثت معي الأستاذة نادين خان، وبعد الاطلاع على الدور تحمّست جداً له، لأنه مختلف عن أي دور عملته من قبل، بسبب الغموض، وشغفها الكبير.
كيف كان تحضيرك لشخصية «خديجة»؟
تحدثت مع المخرجة نادين خان، والاستايلست ريم العدل، عن الشخصية، ومواصفاتها، وتفاصيلها، بخاصة أن لديها شغفاً كبيراً تجاه الحقيقة، وتريد أن تعرف، ومتحمسة لاكتشاف الحقيقة، كما أن لديها مسؤولية كبيرة في أن تستردّ حق ابنة خالتها، وتبرئ الدكتور صفوت، فكانت هناك جلسات دائمة لتوضيح الغموض في شخصية خديجة، ورسم ملامحها، وقصة شعرها، وطريقة كلامها، وكل تفاصيل شخصيتها.
أنا ضد فكرة أن كل عمل لابد أن تكون له رسالة وهدف، لأنني مؤمنة بأن التسلية في حد ذاتها هدف
على أيّ أساس تختارين أدوارك؟
الاختيار دائماً يقوم على إحساسي الداخلي، ومدى ارتياحي للشخصية التي سأقدمها، فأنا ضد فكرة أن كل عمل لابد أن تكون له رسالة وهدف، لأنني مؤمنة بأن التسلية في حد ذاتها هدف، وطبعاً هذا لا ينفي أن يكون للعمل هدف ورسالة، لكن عندما يعرض عليّ دور أبحث عمّا يجذبني فيه أولاً، فإذا ما وجدته، أعرف أنه سيجذب المشاهد، وأوافق عليه.

كيف وصلت إلى مرحلة انتقاء أدوارك والأعمال التي تشاركين فيها؟
أنا بطبيعتي شخصية منفتحة على الفن، بشكل عام، منذ طفولتي، ولديّ رغبة في مشاهدة السينما، العربية والعالمية، أكتشف الأفلام وصناعتها خارج المحيط الخاص بي، وكيف ينتقي النجوم أدوراهم، وكيف يؤدّونها، وهذا فارق جداً معي، إضافة إلى البوصلة الداخلية لي، وكل فنان لديه اختياراته التي تتلاءم مع أهدافه في الحياة، ومع ما يريده من الفن، لذلك كل فنان له رؤيته الخاصة في اختياراته، لذلك تكون اختياراتي قائمة على الرسائل التي أريد توصيلها.
وما الرسائل التي تريدين توصيلها من خلال الأعمال التي تقدمينها؟
حياة الناس، ومشاكلهم، وهمومهم، وتحديداً الشخصيات غير العادية في المجتمع، أو الذين يقدمون أشياء غير تقليدية في الحياة، وأنا شخصياً كل يوم أكتشف جديد، وأتعلّم أموراً جديدة تضاف إلى خبراتي.
كانت البداية عندك من خلال الغناء قبل التمثيل، فهل استطاع التمثيل أن يأخذك من الغناء؟
إلى حدّ ما الفترة الماضية، بخاصة أنني أقوم الآن بالتحضير لفيلم سينمائي جديد مع المخرج عبد العزيز النجار، ولا نزال نعمل عليه، وقبله قدمت فيلم «شوجر دادي»، أمام النجمة ليلى علوي، والنجم بيومي فؤاد، وهذا شغلني إلى حد كبير عن الغناء خلال الفترة الأخيرة، لكنني لن أتخلى عن الغناء، بغضّ النظر عن نجاحاتي في التمثيل.
بصراحة هل كنت محظوظة بنشأتك في بيت فني؟
بالتأكيد هذا حقيقي، فعندما تنشأ في بيت أب كاتب كبير، وإعلامي، وأمّ إعلامية، وأخت فنان، فهذا المناخ لابد أن يؤثر في شخصيتي وتكويني، ويساعد أيّ موهبة داخلية على أن تتفجر، وتخرج في سلاسة، لأنها وجدت المناخ المناسب، وهذا ساعدني منذ طفولتي، لأنني كنت أسعى لأن أكون مطربة، وكنت أتعلّم الغناء والموسيقى في البداية، لأنني عاشقة للغناء والموسيقى، حتى جاءت فرصة لأن أكون ممثلة، وسرت في هذا الاتجاه، لكنني لن ابتعد بالتأكيد عن عشقي للموسيقى، والغناء.
إعداد: نادية سليمان