تعيش ساشا دحدوح مرحلة ذهبية في مشوارها الفني، بعد النجاح الكبير الذي حققته في مسلسلَي «النار بالنار»، و«لعبة حب»، وهي تتحضّر لمجموعة من المشاريع الجديدة للفترة المقبلة، بعد إرجاء تصوير وعرض مسلسل «الرقص مع الموت»، في الموسم الرمضاني 2025، والذي كان من المفترض أن تتقاسم بطولته مع النجم السوري محمد الأحمد.. وتؤكد ساشا إصرارها على الأدوار المركّبة التي تترك صدى بين الناس، كما تشير إلى أن الأولوية عندها هي للتمثيل، أما التقديم فهو قيمة مضافة إلى تجربتها كممثلة.
هل تتوقعين أن يتأثر تواجدك الفني بعد إرجاء تصوير مسلسل «رقصة مع الموت»، وعرضه في الموسم الرمضاني المقبل، خصوصاً بعد النجاح الباهر الذي حققتِه في مسلسلَي «النار بالنار»، و«لعبة حب»؟
تلقيتُ بعد هذين العملين الكثير من العروض التمثيلية للمشاركة في عدد من المسلسلات، وبعضها يعرض حالياً، ولكنني اعتذرت عنها لأن الظروف والأوضاع لم تكن تسمح بذلك، مع أنها أعمال هامة ومشرفة، فضلاً عن أنني كنت قد تعاقدت على مسلسل «الرقص مع الموت»، حتى أننا حدّدنا موعد التصوير، وباشرنا بورش العمل، ولكن الحرب الأخيرة في لبنان أرجأت كل شيء، لأن الشركة المنتجة كويتية، وليست محلية، ولم يعد بإمكاننا اللحاق بالموسم الدرامي الرمضاني المقبل، ولكنني لست حزينة لأن بعض الأمور لا تحصل في وقتها، ولا شك في أن الآتي أجمل.
وما الذي يدفع الفنان إلى الاعتذار عن أعمال هامّة؟
هناك أسباب كثيرة، من بينها الظروف، وتضارب مواعيد التصوير، لأنني كنت قد ارتبطت بعمل آخر.
وكيف تقيّمين مستوى الأدوار التي تعرض عليك؟
كلها جيّدة، وبعضها أدوار بطولة، والنصوص رائعة، حتى أنني تلقيت عروضاً للمشاركة في أعمال كان من المفترض أن يتم تصويرها في سوريا، ولكنني اعتذرت عنها أيضاً، بسبب ظروف الحرب.. الحرب أثرت فينا، وفي قراراتنا، وأربكتنا، ولم نعد نعرف كيف نتصرف.
وهل يتفهم الجمهور ظروف الفنان عندما يبتعد، أم أنه يعتبر الابتعاد تقصيراً منه؟
بل هو يتفهمها، شرط ألا يغيب عنه لفترة طويلة، لأن الغياب الطويل يلحق الضرر به، لكن الـ«سوشيال ميديا» تلعب دوراً في تواجد الفنان، وتفاعله مع الناس، واطّلاعهم على أخباره، وأعماله، وجديده، وهم عرفوا أنني ارتبطت بعمل مع النجم محمد الأحمد، ولذلك يفترض بالفنان ألّا يغيب عن مواقع التواصل.
ألم تتلقين عروضاً للمشاركة في الدراما التركية المعرّبة بعد نجاحك في مسلسل «لعبة حب»؟
بلى، غير أن الظروف لم تسمح لي بذلك، ولكن علاقتي جيدة مع الجميع، وبعد فترة تصوير استمرت 9 أشهر أصبحت قريبة من الجميع، على أمل أن ألتقي بهم مجدداً في مشاريع مستقبلية.
لا يهمني أن أطلّ كامرأة جميلة ولكنني أُجبرت على ذلك عندما قدمت شخصية «سيرين»
كيف تتعاملين مع مسألة البطولة الأولى، خصوصاً أنه كان يفترض أن تكوني بطلة مسلسل «الرقص مع الموت» إلى جانب محمد الأحمد؟
يهمني النص الجيد أولاً.. أحياناً يمكن أن يوافق النجم على المشاركة في أعمال لا يتعدّى دوره فيها عدداً قليلاً من المشاهد، ولكن وقعها يكون كبيراً جداً على الناس، وأنا تهمني الأدوار المركّبة، وأقرأ كثيراً، وأتعمّق في الشخصية، ولا يهمني أبداً المشاركة بدور لا يترك أثراً في الناس. أنا أريد أن أتحدّى نفسي في كل عمل أشارك فيه، وأن أشعر باللذة عند تقديم أي دور، وأن يحبه الناس. الناس لم يصدقوا أن «قمر» في مسلسل «النار بالنار»، هي نفسها «سيرين» في مسلسل «لعبة حب»، وهذا يعني لي الكثير، إذ لا يهمني أن أطلّ كامرأة جميلة ولكنني أُجبرت على ذلك عندما قدمت شخصية «سيرين»، لأنها تتطلب ذلك، بينما أنا ظهرت من دون ماكياج عندما قدمت شخصية «قمر». أنا أعشق مهنة التمثيل، وأشعر بسعادة كبيرة لأنني أعمل فيها، وقد حالفني الحظ بالتعامل مع مخرجين، وممثلين، وشركات إنتاج جيدة، وأتمنى أن أستمر كذلك.
ولكن مع الوقت يتم تصنيف بعض النجوم لأدوار البطولة الأولى، ويصبح هذا الأمر متعارفاً عليه في الوسط؟
هكذا هي التركيبات، وليس صادقاً الممثل الذي يقول إن أدوار البطولة لا تهمّه، لأننا كلنا نطمح إلى هذه الأدوار، ولكنها لا تكفي عندما يكون النص ركيكاً، لأن النص الركيك لا يخدم الممثل، بينما عندما يكون متيناً يتم التركيز عليه، وعلى حركته، ثم يتابع بهذا النمط من الأعمال، وفي مرحلة لاحقة يمكن أن يشارك كضيف شرف في عمل مهم، ويكون وقع هذا الدور هامّاً وقيّماً، ولا يمر مرور الكرام، وأنا اعتذرت عن بعض الأدوار لأنني لم أقتنع بها، مع أنها مع أسماء مهمة وكنت الممثلة اللبنانية الوحيدة.
يبدو أنك حسمت قرارك بالابتعاد عن مجال التقديم؟
التقديم قيمة مضافة إليّ كممثلة، وقصي خولي خاض تجربة التقديم، وأضافت إليه، ولكنني سعيدة بالمكان الذي أتواجد فيه حالياً، وهذا لا يعني أنني ألغيت المكان الآخر، بل هو موجود، ولكن ضمن شروط معيّنة تتناسب مع ظروفي التمثيلية.
وما هي الأعمال التي سوف تتابعينها في رمضان؟
مسلسل «بالدم» للممثلة ماغي بو غصن، لأن نصوص نادين جابر تعجبني كثيراً، ومسلسل «البطل» للمخرج ليث حجو، الذي سبق أن تعاملت معه في مسلسل «أولاد آدم»، وأذكر أنه قال لي عند انتهاء التصوير إنه يراهن عليّ في الكوميديا، وقد تحقق كلامه عندما اجتمعت مع طارق تميم في مسلسل «النار بالنار»، كما سوف أتابع مسلسل «نفس»، ومسلسل «تحت سابع أرض»، للنجم تيم حسن، الذي أتمنى أن أجتمع به في عمل مستقبلاً، و«ليالي روكسي» للمخرج مجمد عبد العزيز الذي تعاملت معه في مسلسل «النار بالنار»، وأنا أتابع أعمال المخرجين الذين تعاونت معهم، وتربطني علاقة جيدة بهم، وقد اتصلت بهم، وقدّمت لهم التهنئة.
وما هي مشاريعك للمرحلة المقبلة؟
هناك عروض لما بعد الموسم الرمضاني، لأن الكل حالياً مشغول بمسلسلات رمضان، ومن ثم هناك فترة استراحة تسبق التحضير للأعمال الجديدة.