27 فبراير 2025

كيف أصبحت باميلا أندرسون سفيرة للوجوه المغسولة من المساحيق؟

كاتبة صحافية

مجلة كل الأسرة

لم تلفت نظر أيّ من المارّة وهي تتجول في شوارع باريس، قبل أيام. من يخطر بباله وهو يرى هذه المرأة ذات الملامح العادية الباردة، أنها باميلا أندرسون، بلحمها ودمها، نجمة الإغراء الكندية، ذات العينين الكحيلتين، والرموش الصناعية، والصدر العامر؟

مجلة كل الأسرة

وصلت باميلا إلى العاصمة الفرنسية للترويج لفيلمها الجديد «فتاة الاستعراض الأخيرة»، من إخراج جيا كوبولا، حفيدة المخرج الأمريكي الشهير، فرانسيس فورد كوبولا. يبدأ عرض الفيلم في باريس منتصف الشهر المقبل. وقد تبدلت الممثلة كثيراً في السنوات الأخيرة، كأنها ولدت إنسانة ثانية. ويبدو أن للسن أحكامها، فهي اليوم تبلغ من العمر 57 عاماً، وقد مرت بظروف معقدة، وابتعدت عن الأضواء، ثم انفصلت عن شريك حياتها الذي يصغرها بنحو 18 عاماً، لاعب كرة القدم الفرنسي ـ المغربي الأصل، عادل رامي.

تؤدي باميلا في الفيلم دور آشلي، راقصة تفقد عملها في الكباريه المتواضع الذي عملت فيه لمدة 30 عاماً، في مدينة لاس فيجاس. إنها لا تجيد أيّ مهنة أخرى، ورغم تقدمها النسبي في السن، تضطر لأن تحضر مقابلات واختبارات للفوز بفرصة عمل جديدة، وتعثر على معنى مختلف لحياتها، وقالت باميلا «كان من حظي أنني فزت بهذا الدور».

مجلة كل الأسرة

ضمن جولة الترويج للفيلم حلّت الممثلة المولودة في كندا، وتحمل الجنسية الأمريكية، ضيفة على عدد من برامج التلفزيون في فرنسا. وقالت في إحدى المقابلات إن هذا الدور سمح لها بإعادة اكتشاف ذاتها، وكسر صورة ممثلة الإغراء المصطنعة التي ألصقتها بها المجلات الشعبية، منذ بداياتها، وأضافت «إنها فرصة طيبة أنني كنت جزءاً من الثقافة الشعبية، لكنني كنت في نظر البعض ممثلة متواضعة، بسبب طبيعة الأدوار الخفيفة التي كانت تسند لي». كان على باميلا أن تثبت للناس أنها إنسانة ذات عقل، وليست مجرّد جسد جميل، ورأس فارغ. لهذا أسعدها دور آشلي في فيلمها الجديد، لأنه جاء بمثابة التحدّي لموهبتها، وسمح لها بأن تقدم أحاسيس عاشتها بالفعل، عند انتقالها من وظيفة الراقصة إلى مهمات في الحياة الحقيقية.

مجلة كل الأسرة

كان ظهورها في المسلسل التلفزيوني «بايووتش»، (العنوان الفرنسي: إنذارفي ماليبو)، هو بداية شهرتها في تسعينيات القرن الماضي، حيث لقي المسلسل رواجاً سمح بأن يستمر طوال 243 حلقة. وفي 2017 تم عمل فيلم مأخوذ عن قصة المسلسل، وظهرت باميلا في دور صغير فيه. وفي عام 2019 عادت إلى الشاشة لتمثل في الفيلم الكوميدي الفرنسي «نيكي لارسن وعطر كوبيدون». وعموماً، فإن فيلمها المنتظر عرضه في باريس ليس نهاية المشوار، فهي قد تعاقدت على فيلمين، الأول مع الممثلة إيل فانينج، والثاني مع النجم الإيرلندي ليام نيسون.

باميلا مع عادل رامي
باميلا مع عادل رامي

تزوجت باميلا 3 مرات، ورزقت بطفلين، كما ارتبطت بعلاقات حب مع 3 آخرين، وكان في حياتها عاشق رابع، هو اللاعب المغربي الأصل عادل رامي، الذي تعرفت إليه عام 2017 واستمرت علاقتهما سنتين. وقد اشترك رامي في النسخة الفرنسية من البرنامج الترفيهي «الرقص مع النجوم»، وصرح للصحافة بأنه ما زال يحمل في قلبه شيئاً من المرارة ضد باميلا، رغم مضي سنوات على انفصالهما. والسبب هو أنها بادرت إلى قطع العلاقة معه، ونشرت في مواقع التواصل أنها اكتشفت خيانته لها. كما اتهمته بأنه كان يمارس العنف معها. وقد نفى اللاعب تلك الاتهامات، بشدّة.

قالت باميلا إن عادل، الذي يصغرها في العمر كثيراً، كان يعيش حياة مزدوجة. فهو واصل علاقته مع شريكة حياته عارضة الأزياء الفرنسية، سيدوني بييمون، التي رزق منها بتوأم في عام 2016، أي قبل تعرفه إلى النجمة الأمريكية. ومن جهته، رد اللاعب بأنه لا يؤمن بالمصادفات، ويتقبل كل ما حصل عليه في الحياة، من دون أن يندم على شيء. وحتى علاقته مع باميلا كانت ذات جانب إيجابي، على الرغم من أنها سببت له ألماً كبيراً، فقد ساعدته على النضوج، وفهم أمور الحياة. لقد عاش معها تجربة جميلة، وكانت لابد أن تنتهي ذات يوم.

مجلة كل الأسرة

لدى استضافتها على هامش نشرة الأخبار المسائية في التلفزيون الفرنسي، ظهرت باميلا بوجه خال تماماً من المساحيق، وبشعر منسدل بشكل طبيعي. قالت إنها تدعو البنات والنساء إلى القبول بما منحتهنّ الطبيعة، وعدم الخضوع لاشتراطات صناعة التجميل، والأزياء. وحين لفت المذيع نظرها إلى أنها صاحبة الرقم القياسي في الظهور على أغلفة مجلة «بلاي بوي»، الإباحية، ردت بأنها كانت صغيرة، وقد شجعتها والدتها على القبول بالعرض الذي قدمته لها المجلة، لكنها اليوم تشعر بالأسف لتلك الفترة من حياتها.