
خلال سنوات قليلة، استطاعت النجمة سهر الصايغ، أن تؤكد مكانتها بين نجمات الصف الأول، بخاصة أنها تعشق المغامرة في عملها، على الرغم من شخصيتها البسيطة، كما تعشق التنوّع في أدوارها، ولم تمنعها ملامحها الهادئة، وروحها المرحة، من تجسيد أدوار صعبة ومركّبة، لدرجة أنها قرّرت خوض مغامرة جديدة، وتقدّم شخصية «شريرة» لأول مرة في مسلسل «حكيم باشا»، خلال دراما رمضان الموسم الحالي، ما كان محور اللقاء معها في هذا اللقاء، وأسئلة أخرى.

كيف وجدت ردود الفعل على دور «برنسه» في «حكيم باشا»؟
أكثر من رائعة، لم أصدّق حجم ردود الفعل والاحتفاء بالدور، من الزملاء، والزميلات، والجمهور، والنقاد، ردود فعل إيجابية جداً، والحمد لله، فقد توقعت أن يحقق الدور والعمل ككل نجاحاً كبيراً، لكن ليس بهذا الحجم الذي فاق توقعاتي.
كيف عرض عليك الدور؟
البداية كانت من خلال عرض مسلسل تحمست جداً له، لأنه عمل كبير وضخم، وسيكون مع النجم مصطفى شعبان، ومن إنتاج سينريجي، واحترافية السيناريو المكتوب بتقنية عالية لمحمد الشواف، مع مخرج مميّز مثل أحمد خالد أمين، وبطولة نخبة من النجوم والنجمات، فوافقت على الفور.
وماذا عن ردّ فعلك بعد قراءة الدور؟
انتابني قلق لأكثر من سبب، أوّلها وأهمها، أنه لفتاة صعيدية تعيش في قلب الصعيد، وأنا شخصياً أحب الدراما الصعيدية، لأنها قريبة جداً من الجمهور، ويعشقها، لأن لها سحرها الخاص، وقريبة من قلوب الناس، لأنها تعكس حياة شريحة كبيرة من مجتمعنا.

هل أقلقك أن يكره الجمهور الشخصية لأنها شريرة؟
بكل تأكيد.. فهي شخصية تقلق، وتثير مخاوف أيّ ممثلة، ليس لأنها تفعل الشر في مواجهة شر آخر، أو مضطرّة له للدفاع عن نفسها، بل لأنها تفعل الشر للشر، ولكل من حولها، فهي حالة نفسية مركّبة، وهو تحدٍّ كبير، وهام جداً في مشواري، لكني حاولت تقديمها في صورة مختلفة، حيث تخلط الشر بخفة دم حتى لا يكرهها الجمهور، وفي الوقت نفسه، أثق بذكاء الجمهور، وتفهمه لطبيعة الشخصية، وهو ما حدث بالفعل، وردود الفعل أكثر من رائعة.
هل واجهتك صعوبات أثناء تصوير الشخصية؟
اللهجة الصعيدية، رغم أنها ممتعة جداً، لكن الخطأ فيها يسبب مشكلة، بخاصة أن كل محافظة، بل كل قرية في الصعيد، لها لهجة، ومفردتها الخاصة، واحتاجت إلى بذل مجهود كبير في المذاكرة والتدريب حتى أتمكن من التحدث بها بطلاقة، وألا يفصلني التركيز مع اللهجة عن إتقان أداء الشخصية، لذا فهي تجربة صعبة جداً، لكنها في الوقت نفسه ممتعة.

تقدمين مع الفنان مصطفى شعبان العمل الثالث على التوالي، فما السر في ذلك؟
بالفعل جمعني بالفنان مصطفى شعبان عملان سابقان، هما «بابا المجال»، و«المعلم»، وحققنا نجاحاً كبيراً فيهما، وأصبح بيننا حالة من التناغم والتفاهم في العمل معاً، فهو فنان مُثقف وواعٍ، ويركز دائماً في تفاصيل الشخصية، ونجم ذكي وموهوب، ولديه القدرة على الحفاظ على مكانه في الدراما، كما أنه من النجوم الذين يحبون عملهم، ويهتمون بكل التفاصيل، ليس في دوره فقط، بل مع الجميع، ويحب أن يخرج كل فنان أفضل ما في داخله، ويحب النجاح للآخرين، حتى يخرج الجميع بالصورة الجيدة.
أنا أمارس هذه المهنة بحب، وفي الوقت نفسه بنوع من المغامرة في اختيار الأدوار التي أقدّمها
الملاحظ تنوّع وتفاوت طبيعة الشخصيات التي تقدمينها، فهل تتعمدين ذلك؟
بالتأكيد أحرص على تقديم أعمال مختلفة، وأحب المغامرة بتقديم أدوار صعبة ومركّبة، وهذا ظهر في عدد من الأعمال المختلفة، مثل «المداح»، وشخصية «الجنيه» مليكة، وكذلك شخصية «زمزم» في «المعلم» ملائكية، أو مثالية نوعاً ما، وشخصية «ناهيا» في «بابا المجال»، وهي شخصية فيها تحولات كثيرة، وهناك أيضاً شخصية «عيشة» في «الباب الأخضر»، وهي أيضاً من الشخصيات المركّبة، وقبل كل هذا شخصية «أمينة» في «الطاووس»، ثم أخيراً «برنسه» في «حكيم باشا»، فأنا أمارس هذه المهنة بحب، وفي الوقت نفسه بنوع من المغامرة في اختيار الأدوار التي أقدّمها.
هل تفضلين الأعمال المركّبة تحديداً؟
بالتأكيد، لأنها فيها مساحة مميّزة للتمثيل، وليست شخصية مسطّحة، لذا أحاول قدر المستطاع اقتحام المناطق الدرامية الشائكة، كما يقولون، والتي عادة ما تترك بصمة في عقل ووجدان المشاهد، لأنني لست مع تقديم الأدوار السهلة، أو البسيطة، وأتصوّر أن هذا سبب رئيسي في بناء جسر الثقة بيني وبين الجمهور، منذ ظهوري الأول.
هل «برنسه» أرهقتك نفسياً؟
هذا صحيح بالفعل، لأنها شخصية صعبة جداً، وأيّ إنسان يكون لديه هذا الكم من الشر، لابد أن يكون غير سوي، أو طبيعي، لأنه يقدم الشر المطلق، وهذا أمر صعب على أيّ إنسان.

كيف تحضّرين لكل شخصية تعرض عليك؟
أذاكر الشخصية بكل أبعادها، وتفاصيلها، وأدرس الظروف المحيطة بها، ولابد أن أعرف تاريخها، وإذا لم يكن موجوداً في السيناريو أتخيّله من معطيات الشخصية، حتى أتمكن من أن أضيف إليها بعض النقاط التي تدفع الجمهور للشعور بمصداقيتها، وهذا أساس مرجعيتي في أيّ عمل فني.
أيّ من شخصياتك التي قدمتها تشبه إلى حدٍّ ما سهر الصايغ؟
أشعر بأن شخصية «زمزم» تشبهني إلى حد ما، بخاصة في فكرة التضحية، فهي مُضحية بالفطرة، والدليل على ذلك لحظة معرفتها أنها مريضة، لم تفكر في إخبار المُحيطين بها كي يدعموها، لكنها فكّرت في منزلها وأسرتها زوجها وابنها فقط، ولم تفكر في نفسها.
كل هذا يدفع للسؤال عن سبب عدم تقديمك للبطولة المطلقة حتى الآن؟
بالتأكيد أيّ فنان يفكر، بل ويتمنى تقديم البطولة المطلقة، لكني شخصياً لا أتعجل هذه الخطوة، لأنني أرغب في تقديم المزيد من الأدوار المميّزة والمختلفة، لمزيد من الثقة بيني والجمهور، حتى عندما أقدّم البطولة المطلقة يتقبلها الجمهور بكل ترحاب.
* إعداد: نادية سليمان