مهرجان تنوير.. رحلة إلى الروح تنطلق من صحراء مليحة

في قلب صحراء مليحة بالشارقة، حيث تتلاقى السماء بالأرض، عاش زوار مهرجان تنوير حالة روحانية عميقة، في حدث فريد جسّد روح التسامح والوحدة الإنسانية، مستلهماً حكمة جلال الدين الرومي، حيث يتلاشى فيه الفارق بين الثقافات، وتتلاقى الألحان والأصوات لتشكل سيمفونية عالمية واحدة. مهرجان تنوير هو رحلة عبر الزمان والمكان، وفرصة للاحتفال بالتنوع الثقافي والإبداعي الذي يجمعنا جميعاً.

التنوع الموسيقي والثقافي

تحت عنوان «أصداء خالدة من المحبة والنور» وتحت شعار «رحلتك تبدأ من هنا» المستوحى من حكمة الشاعر جلال الدين الرومي، برؤية وحضور الشيخة بدور القاسمي، مؤسسة المهرجان، جمع مهرجان تنوير آلاف الحضور في صحراء مليحة ليشعل شرارة التغيير الإيجابي. من خلال الفن والثقافة، زرع المهرجان بذور الأمل والتسامح، فقد شمل مهرجان تنوير ألحاناً من مختلف أنحاء العالم، من موسيقى القوالي إلى موسيقى الغناوة، ومن الإيقاعات الإفريقية إلى الموسيقى الكلاسيكية الهندية، اجتمعت كل هذه الفنون والثقافات في صحراء مليحة لتشكل لوحة فنية عالمية. كانت الليلة الأولى انطلاقة لرحلة مملوءة بالإبداع والجمال، استطاعت أن تجمع بين الأصوات والألحان من مختلف أنحاء العالم، لتقدم لنا تجربة فنية فريدة من نوعها.

المحبة والتسامح

حضر المهرجان أكثر من 2000 زائر، من نجوم الفن والموسيقى من أنحاء العالم، حيث ألقت الشيخة بدور القاسمي كلمة على أنغام آلة الـ«كورا» التي عزفتها الفنانة السنغالية سيني كامارا، أوضحت فيها أن «تنوير أكثر من مجرد مهرجان، إنه دعوة لإيقاظ النور بداخلنا، فمن خلال المحبة والتسامح والاتحاد نزرع بذور واقع جديد ونشهد بناء وعي ووجدان يتحول من خلاله الجفاء إلى وصل، والخوف إلى تعاطف وتراحم، وهنا على أرض مليحة المباركة لا نجتمع بالمصادفة وإنما عمداً مع سبق الإصرار لنحمل شعلة النور ونلهم جميع المجتمعات لصناعة التغيير الإيجابي المطلوب».

حفلات وبصمات لا تنسى

تميزت أمسية اليوم الأول بليلة سحرية، غمرت الحواس بألحان آسرة ورؤى بصرية مبهرة. قدم سامي يوسف وصلة موسيقية حركت القلوب، بينما استحوذت فرقة «الندبة» على الحضور بأداء تقليدي أصيل. وفي تجربة فريدة، جمع زياد سحاب بين الماضي والحاضر، مصحوباً بصوت يحيى حسين، ورسم جوليان بريتون لوحات ضوئية خلابة، واختتم أنس الحلبي الأمسية برحلة موسيقية فريدة على آلة الهاندبان، تاركاً بصمة لا تُنسى في نفوس الحضور.

في اليوم الثاني، يتحول مهرجان تنوير إلى منصة عالمية تحتفي بالتنوع الثقافي. ففي عرض «Journeys of Light» المبهر، يجتمع فنانون من مختلف أنحاء العالم لتقديم تجربة صوتية وضوئية فريدة. وتستكشف فرقة «قسطنطينية» عمق فلسفة جلال الدين الرومي من خلال الموسيقى، بينما تقدم موسيقى القوالي الأوركسترالية مزيجاً ساحراً من التراث الهندي. وعلى مسرح «شجرة الحياة»، ينطلق الجمهور في رحلة موسيقية عالمية، من إيقاعات غرب إفريقيا إلى نغمات الغناوة المغربية.

منتجات وحرف يدوية

شهد «سوق تنوير» تنوعاً مذهلاً في المنتجات والحرف اليدوية، حيث يعرض الحرفيون المحليون والدوليون أحدث ابتكاراتهم. التقينا رايا التي شرحت لنا معنى العلامة التجارية «بيت الوال» للشيخة بدور القاسمي، وتعني المسافر، وتشمل قطعاً فريدة من نوعها جمعتها الشيخة بدور من مختلف دول العالم التي قامت بزيارتها.

أما نيسان ارجن، فهي صاحبة علامة ملابس «زينابيا»، المخصصة لتصميم أزياء «البوهو»، وتحكي العلامة قصة خيالية لثلاث أخوات، خلقن أبجدية خاصة بهن، وتستخدم نيسان مواد عضوية في صناعة الملابس.

كما يستمتع الزوار بأداء أنس الحلبي الرائد على آلة الهاندبان، إضافة إلى إيقاعات «ساندو طبلة» المميزة.

وإضافة إلى ذلك، يقدم المهرجان مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية، من مراقبة النجوم إلى الطيران الشراعي، لتلبية اهتمامات جميع الزوار.

وخلال فعالياته يحرص «مهرجان تنوير» على تذكير الحضور والزوار بالعلاقة الوثيقة بين الوجود البشري والبيئة الطبيعية.