25 نوفمبر 2024

أسبوع دبي للتصميم.. أكثر من 1000 موهبة تحتفي بالإبداع

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

لوحة فنية ضخمة زينت قلب دبي، عبر أسبوع دبي للتصميم، حيث اجتمع أكثر من 1000 فنان ومبدع من مختلف أنحاء العالم، في مساحة إبداعية حافلة بالألوان والأشكال، تحولت فيها أحلام المصممين إلى واقع ملموس يزين شوارع حي دبي للتصميم، حيث أقيمت فعاليات الحدث.

مجلة كل الأسرة

برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة»، وبالشراكة الاستراتيجية مع حي دبي للتصميم (d3)، التابع لمجموعة تيكوم، وبدعم من هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة»، شهد أسبوع دبي للتصميم تطورات ملحوظة في استقطاب أبرز المواهب الإبداعية، من مختلف أنحاء العالم، حيث قدم تجربة غنية، ومتنوعة، تتجاوز حدود المعارض التقليدية، لتشمل ورش عمل وفعاليات تفاعلية تلهم الزوار، وتشجعهم على الإبداع، وضم المعرض أكثر من 40 تركيبا فنيا كبير الحجم، و10 فعاليات، إضافة إلى معرض التصميم الرائد في المنطقة، ومعرض الإصدارات المحدودة الافتتاحي، والجلسات الحوارية، وأكثر من 60 ورشة عمل، ودورة تدريبية، وفعالية «السوق» خلال عطلة نهاية الأسبوع، إضافة إلى ما يزيد على 150 نشاطا آخر، لإلهام وترفيه الزوار. فقد أكدت ناتاشا كاريلا، مديرة أسبوع دبي للتصميم، أن الحدث يمثل منصة حيوية لإطلاق العنان للإبداع والابتكار في المنطقة، وقالت «نحن لا نكتفي بعرض التصاميم، بل نسعى إلى تشجيع المصممين على دفع حدود الإبداع، وتقديم رؤى جديدة تسهم في حل التحديات العالمية. أسبوع دبي للتصميم هو بمثابة مختبر للأفكار، حيث يتلاقى المبدعون لتبادل الخبرات والمعرفة، وخلق مستقبل أكثر إشراقا».

مجلة كل الأسرة

الطبيعة مصدر إلهام للتصميم

من جهتها، التقت «كل الأسرة» عددا من المصممين، الناشئين والمعروفين، المشاركين في المعرض، حيث استعرضوا تجاربهم الفنية التي تعزز الاستدامة في التصاميم، عكست رؤيتهم في إعادة التدوير، وخلق قطع فنية مستدامة، ونافعة، فقد استخدمت المصممة لينا غالب، سعف النخيل المتساقط وغير المستخدم في تصاميمها، وشرحت «لطالما ألهمتني الطبيعة في تصاميمي، وسعف النخل كان مصدر إلهام لا ينضب. عندما قررت إعادة تدويره قطعة أثاث لتعليق الملابس، كنت أطمح إلى خلق قطعة تجمع بين الصلابة والجمال، وفي عالم يزداد فيه الاهتمام بالاستدامة، أرى أن التصميم يلعب دورا حاسما في بناء مستقبل أفضل. وإعادة تدوير سعف النخل في قطعة أثاث، عملية وجميلة، هي بالنسبة لي أكثر من مجرد مشروع، إنه بيان عن إيماني بقدرة التصميم على تغيير العالم».

مجلة كل الأسرة

أعمال فنية وظيفية

أما المصمم الشباب سالار ايزشخو، فيرى في النباتات حياة، وفي التصميم وسيلة للتعبير عن هذه الحياة، فقرر أن يجمع بين الاثنين، من خلال تصميم أُصص بأشكال مختلفة، كل منها يحكي قصة مختلفة، وأكد «هذه ليست مجرد حاويات للنباتات، بل هي أعمال فنية وظيفية، تحفز على الابتكار والإبداع في تزيين المساحات، وتشجع على ممارسة الزراعة في المنزل، فأنا أؤمن بأن التصميم يجب أن يكون في خدمة البيئة. ومن خلال إعادة استخدام المواد، وتصميم أصص متعددة الاستخدامات، أسعى إلى تشجيع الناس على الاهتمام بالطبيعة، والحد من النفايات».

مجلة كل الأسرة

ابتكارات للبشرية.. ومستقبل أكثر استدامة

من طفولته التي قضاها في منازل تقليدية مبنية من الطوب الطيني والأسمنت، في توغو، غرب إفريقيا، استوحى الدكتور جنانلي لاندرو تصميمه، الذي قام من خلال بتطوير تقنية مبتكرة لتحويل نفايات البناء إلى مادة بديلة للأسمنت. تتميز هذه المادة بكونها أكثر استدامة، حيث يمكن أن تقلل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن صناعة البناء، بنسبة تصل إلى 90%، مقارنة بالأسمنت التقليدي، بالتعاون مع «ملا ديزاين استوديو»، وهي شركة تصميم مقرها دبي، أسسها المهندس المعماري الإماراتي عبد الله الملا، الذي التقته «كل الأسرة»، وحدثنا عن هذا التعاون «في ظل التحديات البيئية التي تواجه العالم، يبرز مشروع «أوكسارا» كنموذج يحتذى في مجال البناء المستدام، ومع دعم مبادرة «ابتكارات للبشرية»، وشراكتها مع مؤسسة دبي للمستقبل، تتجه الأنظار نحو مستقبل أكثر استدامة.

إن العمل الفني «ستوت» ليس مجرد تحفة فنية، بل هو نذير لثورة في قطاع البناء، حيث ستحل المواد المستدامة محل المواد التقليدية. وتؤكد هذه الشراكة التزام دبي بتحقيق مستقبل مستدام، حيث تتحول الأفكار المبتكرة إلى واقع ملموس، لنواكب توجه دولة الإمارات في كل المراحل، ففي العام الماضي، صنعت مجسما لمظلة توسطت حي دبي للتصميم، وكانت مصنعة من النخيل، تشجيعا على الاستدامة، وإعادة التدوير، واليوم نقوم بالأمر نفسه، ولكن برؤية مختلفة».

مجلة كل الأسرة

إبداع حقيقي ونتاج جماعي

صممت نورة السركال قطعة سجاد منسوجة بأيدٍ نسائية، حرصت أن تنسب لها الجهد الأكبر وراء وصول هذه القطعة إلى أسبوع دبي للتصميم «عندما قررت تحويل مخلفات صوف الأغنام إلى عمل فني، كنت أفتح بابا لعالم من الإمكانات. لم أكن أعمل بمفردي، بل كنت جزءا من فريق رائع من الحِرفيات المغربيات اللواتي أضفن روحهن إلى كل خيط. هذا العمل هو نتاج تعاوننا المشترك، وهو دليل على أن الإبداع الحقيقي هو نتاج عمل جماعي، وتجسيد لمفهوم الاستدامة والإبداع. لقد حولنا ما كان يُعد نفايات إلى عمل فني جميل، وأعطينا فرصة للنساء المغربيات لعرض مهاراتهن وإبداعهن. هذا المشروع يثبت أننا يمكن أن نحقق التوازن بين الحفاظ على البيئة، ودعم المجتمعات المحلية».

مجلة كل الأسرة

تمكين المواهب المحلية

من جهته، أكد الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في «دبي للثقافة»، أهمية «أسبوع دبي للتصميم» في تمكين المواهب المحلية. وأشار إلى أن مبادرات مثل «معرض المصممين الإماراتيين»، و«سوق أسبوع دبي للتصميم»، توفر منصة مثالية لعرض إبداعاتهم، وتطوير مهاراتهم، ما يسهم في إثراء المشهد الثقافي المحلي، وتعزيز الاقتصاد الإبداعي في دبي، وأوضح أن مشاركة مركز الجليلة لثقافة الطفل تعكس حرص الهيئة على الاستثمار في الأجيال القادمة، وتنمية قدراتها الإبداعية، ما يعزز مكانة دبي كمدينة مبدعة على مستوى العالم.

مجلة كل الأسرة

المشاريع الخاصة: معرض أبواب والأشغال المدنية

يُعد معرض «أبواب» أحد أهم برامج أسبوع دبي للتصميم، وهو مخصص للمواهب الإقليمية، من خلال لجان سنوية تدرس التركيبات، أو الأجنحة الجديدة. ومنذ انطلاقه في عام 2015، شارك في أبواب أكثر من 180 مصمما من دول عدة، بما في ذلك الجزائر، والبحرين، ومصر، والهند، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، والمغرب، وباكستان، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية، وتونس، والإمارات العربية المتحدة.

يستكشف موضوع عام 2024 العمارة المحلية، وعمليات التصميم المستدامة، من خلال استخدام المواد المحلية والتقنيات المستجيبة للمناخ، والتصاميم التي تركز على المجتمع. وقد تم اختيار ثلاثة أعمال إقليمية: «المضيف الحاضر/الغائب»، للعراقية علا سعد زناد، العمل الذي يصور التراث المعماري لعرب الأهوار في العراق، باستخدام القصب، والتقنيات السومرية القديمة، و«إعادة التجذير» لديما السروري، من الأردن وفلسطين، وداليا حماتي من لبنان وفلسطين، وآندي كارتييه من فرنسا، وروزا هامالينين من فنلندا، الذي يستكشف حلول الإسكان الطارئة من خلال عدسة بيئية باستخدام مادة مشتقة من الفطريات، كما تستمد ميريام هيلاوي أبراهام من إثيوبيا، إلهامها من «حجر المرجان» الموجود على ساحل شرق إفريقيا، والإمارات العربية المتحدة.

كما تعتبر مسابقة الأشغال المدنية فعالية سنوية بارزة ضمن أسبوع دبي للتصميم، تتيح للمصممين تشكيل المساحات العامة من خلال تصميم مدروس يوجهه المجتمع. ويتجاوز موضوع هذا العام الأشكال والوظائف التقليدية للطاولة، مستكشفا دورها في تعزيز التبادل، والحوار، والتقاليد الثقافية، وقد منحت جائزة هذا العام لمكتب «التقدم»، وهو استوديو تصميم من عُمان، مع طاولة «توكتوك دوم» المبتكرة، المستوحاة من الثقافة الموسيقية في الخليج، حيث تتجمع المجتمعات تقليديا، حول الموسيقيين، وترافقهم. تم صنع «توكتوك دوم» من مواد تقليدية، وعضوية، وتدعو أفراد الجمهور ليصبحوا مؤدين، وحتى جزءا لا يتجزأ من الطاولة نفسها، ويتواصلون بطريقة شخصية وجماعية.