لم يعُد غريباً، أو خروجاً عن القاعدة أن نرى الشخصيات النسائية في أفلام اليوم تقوم بالضرب، والصفع، والقتل، والرفس، وكسر الأذرع، وليّ الأعناق. فمنذ سنوات ليست بعيدة، ونحن نتابع مثل هذه الأفلام التي تتخلى فيها بطلاتها عن أنوثتهن، ويتحوّلن إلى مجرد شخوص آدمية مزوّدة بالرغبة في القتل، والعنف.
ليس أن التقليد جديد، ستجد أدواراً كهذه في سينمات الأمس، لكنها محدودة، والمرأة خلالها لم تتخلّ عن جمالها، وأنوثتها، وهي تلجأ للعنف. لكن في أفلام هذا الزمن كل ما تقوم به هو تجاهل تام لدورها حيال المجتمعات، كشريكة للرجل في مجالات مجتمعية، خالية من هذه المكوّنات التجارية.
حتى في السينما العربية كانت هناك موجة قادتها ناديا الجندي، في الثمانينات. فقد بادرت إلى تمثيل سلسلة من أفلام القوّة. لم تكن تجيد الكاراتيه، أو الكونغ فو، لكنها السيدة التي لها الكلمة الأخيرة فوق الجميع. المرأة الفولاذية التي لا يمكن الانتصار عليها. المعلّـمة التي ستقف في السوق، وتستولي على مصائر الناس، وتوجه الأعداء ليضربوا بعضهم بعضاً.
لكن هل يمكن القول إن هذه الصورة الجديدة لأنجلينا جولي، وجنيفر، وتشارليز ثيرون، ولورنس، وسكارلت جوهانسن، وكل ممثلة أمريكية، أو فرنسية، أو هندية، قامت بلعب أدوار عنيفة، هي ضرورة لإثبات حق المرأة في المساواة، أو تعزيز لمكانتها في حياة اليوم؟
لا بالطبع، لأن المساواة والحقوق، وكل ما ينتمي إليهما، لا يحتاجان إلى شخصيات عنيفة حول نساء يضربن الرجال في المعارك، ويتحوّلن إلى شرّيرات من حيث لا يعلمن.