28 نوفمبر 2024

دمج الفنون المسرحية في المناهج التعليمية.. أداة فعالة لتنمية المهارات الناعمة

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

إدخال الدراما والتمثيل في النظام التعليمي العربي، يمكن أن يشكل جسراً يربط بين القصص الثقافية، ويمنح الطلبة المهارات الناعمة التي أصبحت ذات أهمية متزايدة في سوق العمل العالمي.

هذا ما أكدته دينيس جوسني، المديرة التنفيذية ومؤسِّسة رزاماتاز لفنون المسرح، خلال حوارها لـ«كل الأسرة»، والتي تؤمن بأن الفنون المسرحية ليست مجرد وسيلة ترفيه، بل هي أداة أساسية للتطوير الشخصي، وتعزيز مهارات المرونة والعمل الجماعي.

عرض طلبة مدرسة رزاماتاز لفنون المسرح مواهبهم الفنية في المعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم ( GESS )، في دبي 2024، في تجربة تعكس نتاج دمج الدراما والفنون المسرحية في المناهج التعليمية، وقدرتها على تنشئة جيل من المفكرين المبدعين، يتمتعون بقدرات فنية، ووعي اجتماعي، ويجمعون بين التفكير المنطقي والإبداع، لتحقيق عالم أفضل، وأكثر توازناً.

مجلة كل الأسرة

إشعال خيال الطلبة

فقد لاحظت دينيس جوسني، على مدى 25 عاماً من الخبرة في العمل مع الأطفال والشباب، في تعليم الفنون المسرحية، قوّة الدراما كأداة تعليمية تتيح للطلاب التعلم بشكل غير مباشر. وقالت «خلال دروس الدراما، يعمل المعلمون على المشاركة في سرد القصص، والارتجال، واستكشاف الشخصيات، ما يوفر لهم فرصاً لتوسيع خيالهم، والتفكير في حلول مبتكرة. فمن أهم مزايا الدراما تعزيز الإبداع، وإشعال خيال الطلبة، ومن خلال تجربة ممتعة ومسلية يكتسب الطلاب مهارات أساسية، تساعدهم على تطوير ذكائهم العاطفي، وتعزيز قدراتهم على التفكير النقدي. كما تلعب الدراما دوراً كبيراً في تعزيز التعلم من خلال تنمية القدرات المعرفية، عبر أنشطة تحفز مهارات التفكير، الذاكرة، والذكاء العاطفي، إلى جانب مساعدتهم على التكيف مع مواقف ووجهات نظر مختلفة».

مجلة كل الأسرة

الفنون تعزز ثقة الأطفال بأنفسهم

وحول استعداد الأطفال لتعلّم الفنون، أضافت «يولد الأطفال ولديهم تقدير فطري للفنون منذ سنّ مبكرة جداً، يظهرون ميولاً إبداعية، ويستمتعون بجميع أشكال التعبير الفني. ولكن إلى جانب المتعة، أظهرت لنا تجربتنا أن المشاركة في الدراما، في السنوات الأولى، يمكن أن تؤثر بشكل كبير في ثقة الأطفال بأنفسهم، وتنمية مهارات القراءة والكتابة، وتطوير المهارات الاجتماعية، وحلّ المشكلات».

الدراما تغذي خيال الطفل

وعن آلية التعليم المسرحي في المدارس، أوضحت دينيس «خلال دروسنا، نحرص على إشراك كل طفل في الأنشطة الجماعية ولعب الأدوار، ما يساعدهم على التعبير عن أفكارهم، والاستماع إلى أقرانهم، وتقدير وجهات النظر المختلفة، كما نشجع حتى أصغر الأطفال على توسيع مفرداتهم اللغوية في أنشطة مثل سرد القصص، والارتجال، والمناقشات الجماعية، ما يعزز ثقتهم بالتعبير عن أنفسهم. وتهدف دروسنا في الدراما إلى تغذية خيال الأطفال وتشجيع فضولهم الطبيعي. وعلى الرغم من أن هذه الصفات شائعة في الطفولة المبكرة، نوفر الأدوات التي تساعد الأطفال على الاحتفاظ بهذه المهارات الأساسية، وتطويرها مع مرور الوقت».

معلمون متخصصون بالفنون المسرحية

وفي ختام حديثها، أكدت جوسني أهمية أن تكون الدراما جزءاً أساسياً من التعليم العربي، جنباً إلى جنب مع العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، كجزء من المناهج الشاملة والمتكاملة. فبينما يحتاج الطلاب إلى تنمية مهارات التحليل والتكنولوجيا، تقدم الدراما قدرات لا تقل أهمية تساعدهم على التعامل مع التحدّيات في الحياة الواقعية، ولفتت إلى ضرورة أن تكون الفنون المسرحية على يد معلمين متخصصين، يفهمون جيداً كيفية تعزيز الإبداع والذكاء العاطفي، وتطوير قدرة الطلاب على التعبير عن أنفسهم.

كما حاورنا عدداً من الطلبة المشاركين في العرض المسرحي، وممن خضعوا للتعليم المسرحي في المدرسة، حيث ساعدتهم الدراما على بناء ثقتهم بأنفسهم في جميع مجالات الحياة.

فهم أعمق

اكتسبت مولي ريدلي، مهارات من خلال الدراما ساعدتها في مواقف عدّة في الحياة؛ فهي تمنحها فهماً أعمق لما قد يمرّ به الآخرون، وتوجهها إلى كيفية مساعدتهم.

شعور بالراحة

وقالت إيزي ألدرسون «أصبحت أشعر بثقة أكبر في المواقف الاجتماعية، وبإمكاني اليوم التحدث والتفاعل مع الآخرين بطريقة لم أكن أشعر بالراحة معها من قبل».

التعبير عن المشاعر

أما جيسي ريدلي فقد تعلمت كيفية التعبير عن مشاعرها بشكل أسهل، والتواصل بفعالية مع من حولها.

مجلة كل الأسرة

نظرة إبداعية

من جهتها، تشعر هافانا جيت، بأن المهارات التي اكتسبتها من الدراما منحتها نظرة أكثر إبداعاً في التعامل مع الحياة، وتطبقها في جميع المواد الدراسية في المدرسة.

مجلة كل الأسرة

الثقة بالذات

كما أكدت كوهانا جانجولي «أصبحت الآن أثق بصوتي، وأعرف أنني قادرة على التعبير بوضوح عن مشاعري لمن حولي، وأشعر بالارتياح عند التحدث مع أشخاص جدد، وأستطيع بناء صداقات في مختلف جوانب حياتي».

قيمة جديدة

أما كريم أحمد، فقد وصف تجربته في تعلم التمثيل والدراما بالسحرية، وأنها أعطت حياته قيمة لم يكن يشعر بها من قبل، وأصبح لديه طاقة لإنجاز أعماله وواجباته بطريقة أسرع، حتى يتفرّغ لتعلّم الشيء الذي يحبه.