مع حلول عيد الاتحاد الـ 53 تتجدّد ذكرى الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتتعاظم أهمية تعريف الأجيال الجديدة به قائداً فذاً، ويبرز السؤال: كيف يلقّن الآباء أطفالهم حب زايد، ويملؤون به قلوبهم؟ وكيف يعرفّونهم بشخصيته التي جمعت بين الحكمة والإنسانية؟
أبناء عائلة غانم المهيري: الشيخ زايد كان قائداً عظيماً وأباً لكل الإماراتيين
غانم عبد الله بن جبر المهيري، مع أبنائه، عبد الله(16 عاماً)، غيث(15 عاماً)، خليفة(13 عاماً)، سلامة(10 سنوات)، سهيل(9 سنوات)، معروف بـ«عائلة كلنا ربّان»، يستوحي الكثير من القيم من مسيرة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، محاولاً غرسها في نفوس أبنائه، وأبناء متابعيهم، ويرى أنه كان قدوة في القيادة الحكيمة التي جمعت القلوب، ووحّدت الجهود لبناء دولة قوية متماسكة، وهو النهج الذي يسعى للعمل به مع عائلته، وأبنائه، يقول «نحن محظوظون بقيادتنا التي علّمتنا أن القيادة ليست سلطة، بل خدمة ومسؤولية، والشيخ زايد كان قائداً وربّاناً للسفينة الكبرى، سفينة دولة الإمارات، أرسى قيم الوحدة، والتعاون، والتفاني التي جعلت منّا ما نحن عليه اليوم، حيث كان، طيّب الله ثراه، قائداً حقيقياً، يهتم بمن حوله، ويسعى لتحقيق الخير للجميع».
في حديثها عن الشيخ زايد، تذكر الطفلة سلامة المهيري «لم تسنح لي الفرصة أن أرى الشيخ زايد، لكن دائماً ما أسمع عنه من والدي ووالدتي، اللذين يذكرانه بكل حب واحترام، وكيف أسّس الدولة، ووضع القوانين، وحكمها بحكمة وذكاء، وجعل منها دولة قوية، كان يسعى للخير، ويحب جميع الناس من دون تمييز بينهم، تعلّمنا من سيرته أن مساعدة الآخرين فضيلة لا يتمتع بها كل إنسان، وأن نكون يداً، واحدة يدعم بعضنا بعضاً».
ويضيف الطفل خليفة المهيري «كان الشيخ زايد قائداً عظيماً، وكل ما سمعناه عنه يجعلنا نفتخر به، جمع الإمارات السبع تحت قيادة واحدة، كان بمثابة الأب لكل الإماراتيين، حتى وإن لم نرَه نشعر بوجوده، وقربه منا.. بهدوئه، وحكمته، وسعة صدره تمكّن من حلّ الكثير من القضايا والخلافات، لذلك استحق من الجميع أن يُلقب «حكيم العرب»».
أبناء عائلة عهود المخمري: «بابا زايد» وحّد قلوبنا تحت راية الأمن والسلام والمحبة
عهود عبد الله المخمري، أم لأربعة أبناء، هداية(11 عاماً)، عبد الله (9 سنوات)، علي(6 سنوات)، ظاهر (سنة)، نجحت في المزاوجة بين ثنائية العلم وشخصية الشيخ زايد، قائلة «حب الوطن شيء فطري لا يمكن وصفه بالكلام، فما أن يدرك الطفل ويميّز ألوان علم الدولة حتى يتعرف إلى بانيها، ومؤسسها الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، لذلك أحرص من جانبي كأم، على أن أسرد لأبنائي القصص والحكايات عن «بابا زايد»، كيف كان يشجعنا على العلم والمعرفة، وكيف تمكنّا برؤيته السديدة من تحويل الصحراء إلى جنة خضراء».
رغم صغر سنّها، تظهر الطفلة هداية الظاهري وعياً كبيراً بمكانة القائد المؤسس الشيخ زايد الذي لا يزال أثره حاضراً في كل بيت من بيوت الإمارات، تتحدث بفخر وحب عن شخصيته «بابا زايد صاحب الرؤية الكبيرة، وحّد قلوبنا كشعب تحت راية الأمن، والسلام، والمحبة، قبل أن يوحّد الإمارات السبع، فهو كما سمعت عنه القائد الحليم، الكريم، الصبور، المتواضع القريب من كل أبناء شعبه، ضمِن لنا نحن أطفال الإمارات كلّ ما يؤمّن لنا حياة سعيدة، وكريمة، أسّس المدارس، وبنى المستشفيات، والحدائق، أفخر بأني إحدى بناته (هو حي في قلبي حتى ولو ما شفته بعيني)».
بينما عبّر الطفل عبد الله الظاهري عن حبه للشيخ زايد، مشيراً إلى دوره الكبير في بناء وإعمار الدولة «بابا زايد ترك أثراً خالداً في كل شيء، نحن أطفال الإمارات نفتخر به، ونتعلّم من حكمته وأفعاله، هو قدوتنا، وسيبقى في قلوبنا إلى الأبد».
أبناء عائلة سميرة المازمي: «أبونا زايد» في قلوبنا رغم أننا لم نعِش في زمنه
أما سميرة حسن المازمي، وأبناؤها، ميثاء (17 عاماً)، علي(15 عاماً)، فاطمة (10 سنوات)، سيف(9سنوات)، حصة(4 سنوات)، فهي تشاركهم ذكرياتها عن قيام الاتحاد، وتغرس في نفوسهم حب الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، قائلة «مواكبة ولادتي عام قيام الاتحاد ومراحل تطور وازدهار الدولة، جعلتني أشعر برابط خاص، لكوني من الجيل الذي واكب البداية، وأبنائي هم الامتداد الذي سيحمل رؤية الشيخ زايد.. دائماً ما أحدّثهم عن الجهود التي بذلها، طيّب الله ثراه، ليجعل من الإمارات دولة تترقبها العيون، وبفضله اليوم يحظى أبناؤنا بأفضل فرص التعليم، وهي أعظم هدية تركها لنا».
من خلال أحاديثها عن الشيخ زايد، تحرص سميرة المازمي على زرع بعض خصاله في نفوسهم، وتؤكد «قبل أن يركّز، طيّب الله ثراه، على البناء والعمران اهتمّ ببناء الإنسان، وهو صاحب المقولة الشهيرة (الرزق رزق الله، والمال مال الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، والأرض أرض الله، والّلي يجينا حياه الله)، فالمحبة والرحمة قيم تجعلنا أمّة قوية ومتلاحمة. وهذا ما أركّز عليه في تربية أبنائي».
وتتحدّث الطفلة فاطمة حاجوني عن شخصية الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، بكل فخر ومحبة، وتنقل ما تعلّمته من والديها عن هذا القائد العظيم الذي أسّس دولة الإمارات، ووحّد شعبها «تعلّمت من عائلتي أن الشيخ زايد هو أول رئيس للدولة، تمكّن بحنكته وحكمته من جمع الإمارات السبع، وتأسيس الاتحاد، وكيف كان كريماً، وطيّب القلب، يهتم بكل من يعيش على أرض دولة الإمارات، شجاعاً يحب الخير للجميع»، وتختم فاطمة «أشكر بابا زايد على كل شيء فعله، هو في قلبي، وأنا فخورة بكوني من دولة الإمارات التي بناها».
يتجلّى حب الشيخ زايد في كل بيت إماراتي، والطفل علي حاجوني أحد أطفال الإمارات الذين ترك الشيخ زايد بصمة لا تمحى في قلوبهم، يقول «(أبونا زايد) في قلوبنا، رغم أننا لم نعِش في زمنه، إلا أنه حاضر في حياتنا بذكراه الطيّبة، وأعماله العظيمة، وأبنائه الذين ما زالوا محافظين على نهجه».
أبناء عائلة فاطمة الحمادي: الشيخ زايد القائد المؤسس والمعلم والملهم الذي غيّر حياتنا
تتحدث فاطمة الحمادي، أم لستة أبناء، سارة (19 عاماً)، عمار(16 عاماً)، مريم(14 عاماً)، شما (13 عاماً)، عبد الله( 11 عاماً)، مزنه (9 سنوات)، عن الشيخ زايد، والشيخ راشد، رحمهما الله «هما من أرسيا أساسيات الوحدة، والازدهار الذي نعيشه في دولة الإمارات، تعلّمنا منهما، الكرم، وحسن الضيافة، والتسامح، والحفاظ على السنع، والعادات الإماراتية الأصيلة التي نحاول التشبث بها، ونقلها لأبنائنا». وتؤكد فاطمة الحمادي «الشيخ زايد ليس مجرد قائد، هو المؤسس الذي لا تزال تعاليمه وأفكاره حيّة فينا، نحن على العهد ماضون في مواصلة طريقه، والمحافظة على قيمه ومبادئه التي جعلت من الإمارات دولة عصرية، ومتقدمة، وبفضل رؤيته المستقبلية وحكمته تمكنّا من بناء مؤسسات قوية، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة، لذلك نحرص على تذكير أبنائنا بهذه السيرة الطيّبة، وغرس القيم والمبادئ التي ورثناها عنه فيهم، هو قدوتنا في الطموح، والعزيمة، والتفاني في خدمة الوطن».
فيما تستذكر الطفلة مريم المرزوقي، بكل فخر وشغف، شخصية الشيخ زايد، أبرز القادة الذين سطّروا تاريخ الإمارات، وتُبيّن «من خلال أحاديثنا، كأسرة، نتعرف إلى الكثير من إنجازات الشيخ زايد التي نفخر بها، ونستلهم من القصص والمواقف التي تذكر عنه العِبر والفوائد التي تستحق أن تكون دروساً تعلم في المدارس، لذلك نحن دائماً حريصون على سماع الكثير عن سيرته، وتعلّم الكثير عن حياته».
أبناء عائلة صالح الياسي: الشيخ زايد رمزاً للعطاء والحكمة
يتذكر صالح علي الياسي، أب كلٍّ من علي (5 سنوات)، سارة (سنتان)، الشيخ زايد قبل رحيله كما لو كان بالأمس «صورته لا تفارق ذاكرتي، كنت طفلاً صغيراً حين فارقنا، لم يكن، طيّب الله ثراه، مجرّد قائد، بل كان رمزاً للعطاء والحكمة، عمل بلا كلل لتوحيد الإمارات، كان شجاعاً في اتخاذ القرارات، عطوفاً، يهتم بالصغير قبل الكبير، يقطع المسافات ليزور المناطق البعيدة، ويطمئن على أحوال الناس، فهو الذي كان يقول (الشعب عائلتي)».
وكأب يحرص الياسي، على نقل هذه الصورة لابنيه، يقول «رغم صغر سنّ ابني «علي» أجلس معه، وأحدّثه عن زايد الخير، وأشرح له كيف أنه بفضل رؤيته أصبحت دولة الإمارات واحة للأمان والتقدم، أزرع فيه قيم التسامح، والكرم، والاحترام التي أصبحت أرثاً خالداً من ذكراه».
تتلّمس آمنة محمد الفردان، زوجة صالح الياسي، أثر الشيخ زايد في كل زاوية من زوايا الإمارات، وتقول «كان قائداً استثنائياً، ترك بصمة خالدة في ذاكرة الوطن، عندما أتحدث عنه أشعر بالفخر والشرف، أشرح لطفلي كيف كان يهتم بشعبه، يتفقد أحوالهم، يستمع لاحتياجاتهم، وكيف كان أباً للإنسانية، فهو الذي جمع أكثر من 200 جنسية على هذه الأرض بسلام».
في منزل الطفل علي الياسي، يتردّد اسم الشيخ زايد، ويسمع الكثير من القصص عنه، مثل كل أطفال الإمارات، يقول علي الياسي «بابا وماما يقولان إن الشيخ زايد هو أبونا الكبير الذي أسّس لنا دولتنا، كان شجاعاً وطيّباً، بابا زايد يحب يساعد الناس، ولا يفرّق بين شخص وآخر، منه تعلّمنا كيف نحب بعضنا».