يبرز مهرجان الشيخ زايد كواحد من أبرز الفعاليات الثقافية والتراثية في دولة الإمارات، مقدّماً مزيجاً من الأنشطة التي تجمع بين أصالة الماضي، ورؤية المستقبل، ويقدم تجربة تلهم الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات.
انطلق المهرجان برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، ليقدم باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتراثية التي تلبي جميع الأذواق.
بأكثر من 6000 نشاط ثقافي عالمي، و100 معرض عام، يهدف المهرجان إلى تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب، مع التركيز على إبراز التراث الإماراتي، والترويج له عالمياً، من خلال الحِرف التقليدية والفنون الفولكلورية، حيث يجتمع زوار ومشاركون من أكثر من 27 دولة للاحتفاء بالقيم الإنسانية التي غرسها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
يتضمن المهرجان عدداً كبيراً من الأنشطة والفعاليات الممتعة والمثرية التي تستمر لأكثر من 120 يوماً، بمشاركة 25000 من العارضين والمشاركين من مختلف أنحاء العالم، من أبرزها احتفالات عيد الاتحاد الـ53 لدولة الإمارات، والتي تتضمن عروضاً موسيقية وفنية، إضافة إلى الألعاب النارية التي تستقطب عدداً كبيراً من الزوار إلى جانب عروض الطائرات من دون طيار، والكثير من البرامج المخصصة للأُسر.
تأخذ «قرية التراث» زوار المهرجان في رحلة إلى الماضي، مستعرضة بعض العادات الاجتماعية، والفنون الشعبية، وبعض أطباق المطبخ الإماراتي التقليدية، كما تسلط الضوء على الحِرف اليدوية والمِهن التقليدية، من خلال العروض الحية التي تبرز جوهر الثقافة الإماراتية.
أما على صعيد الترفيه، فيمثل المهرجان وجهة مميّزة للعائلات، حيث يحفل بمجموعة من الفعاليات المعدّة لإمتاع الزوار، من أبرزها «نافورة الإمارات» التي تقدم عروضاً مبهرة من الماء والضوء والليزر، ترافقها الموسيقى، كما يضم مدينة ملاهٍ تتوفر فيها ألعاب تناسب جميع الأعمار. ولمحبي الإثارة، يقدم «بيت الرعب» تجربة مشوقة ومثيرة لعشاق المغامرة، إضافة إلى منطقة للترامبولين، والمغامرات الرياضية Bounce Adventure، ومسرح الأطفال الذي يهدف إلى تعزيز إبداع الأطفال، وتنمية مهاراتهم بمجموعة من الأنشطة، الترفيهية والتعليمية، منها العروض الحية، وورش العمل التفاعلية التي تتيح استكشاف مواهبهم، وتطوير مهاراتهم بطريقة مرحة، وممتعة.
ولعشاق السيارات، يُعد معرض السيارات المعدّلة تجربة مميّزة تجمع بين الشغف بالإبداع والهندسة، حيث يُعد المعرض منصة مثالية لاستعراض أروع التصاميم المبتكرة، والموديلات الكلاسيكية التي تجذب محبي السيارات للتعرف إلى أحدث التقنيات والابتكارات في عالم تعديل السيارات، فيما تضفي العروض المتجوّلة لمسة حيوية على أجواء المهرجان، بينما ينتقل الفنانون بين أروقة المهرجان ليقدموا عروضاً مبهرة، تتنوع بين الموسيقى، والفنون الأدائية، وتخلق أجواء مملوءة بالبهجة، والإثارة. أما «سوق الوثبة العائم» المعروف بـ«جنة سيام»، الذي يجمع بين جمال التصميم وروح التسوق، فهو محطة مميّزة للزوار الباحثين عن تجربة تسوّق غير تقليدية، عبر استكشاف المتاجر العائمة المملوءة بالمنتجات التقليدية، والهدايا التذكارية.
أما في ما يخص الفعاليات الفنية، فينظم المهرجان «حفلات ليالي الوثبة» التي تستضيف نخبة من الفنانين العرب، لتقديم عروض وحفلات موسيقية متنوّعة، كما يخصص مسرحاً لتقديم عروض وورش عمل ترفيهية خاصة بالأطفال، تنمّي مواهبهم، وتعزز إبداعهم.
ويولي المهرجان اهتماماً خاصاً بالأنشطة الرياضية التراثية مثل «جائزة الشيخ زايد لسباق الهجن» التي يجتمع فيها عشاق هذه الرياضة من مختلف الدول، و«سباق الشيخ زايد للقوارب الشراعية التقليدية» الذي يبرز التراث البحري الإماراتي، كما يحتضن المهرجان «بطولة الصيد بالصقور» التي تبرز كأحد الموروثات الشعبية في المجتمع الإماراتي.
من بين التجارب الاستثنائية، تشكل الأجنحة الدولية محطة رئيسية في المهرجان، حيث يرى الزوار معروضات أكثر من 27 دولة، تمثل تراث وثقافة بلدانها، ويمكن للزوار عيش تجربة فريدة تعكس تنوع العادات والتقاليد من مختلف أنحار العالم، ما يعزّز قيم التعايش، والانفتاح الثقافي، كما يقدم المهرجان فرصة لاستكشاف العمق الثقافي للصين، من خلال «طريق الصين» الذي يبرز جماليات الثقافة الصينية عبر ديكورات تقليدية تعكس أصالة حضارتها، إضافة إلى المعروضات الفنية المميزة التي تتيح فرصة التعرف إلى التراث الصيني عن قرب. فيما تُعد محمية «الأنواع النادرة» إضافة مبتكرة إلى فعاليات المهرجان، فهي تسلط الضوء على الحياة البرية النادرة، من خلال عروض تعليمية تفاعلية، تسهم في رفع الوعي بأهمية حماية التنوّع البيئي.
يسلط المهرجان الضوء على ماضي الإمارات، وحاضرها، ومستقبلها من خلال أجنحة مختلفة يعكس كل واحد منها جانباً من هوية الإمارات، ليجسد رؤية مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتبرز الإنجازات الوطنية والإنسانية التي تشكل جزءاً من مسيرة الدولة، من بينها جناح «الأرشيف الوطني» الذي يضم معارض تسلط الضوء على حياة وإنجازات الشيخ زايد، وتعرض صوراً نادرة تعكس ملامح تاريخ الدولة، وقيمها الراسخة، وجناح «الإنسان والإمارات العربية المتحدة» الذي ينقل رسالة الإمارات الإنسانية، ودورها الرائد في تقديم المساعدات الخيرية حول العالم، وكذلك جناح «التراث والتقاليد»، القلب الثقافي للمهرجان، حيث يعرض الجوانب المختلفة للتراث الإماراتي الأصيل، ويتيح الفرصة التعرف إلى العادات الاجتماعية والتقاليد الموروثة، بما فيها الفنون الشعبية، والحِرف اليدوية، والممارسات الثقافية التي تشكل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، علاوة على جناح «الواحة الزراعية»، حيث يمكن التعرف إلى بعض المعلومات القيّمة عن الابتكارات الزراعية التي تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، التي تجذب المهتمين بالبيئة، والتنمية المستدامة.
* تصوير: السيد رمضان ومن المصدر