يتبدّى اليوم أن توم كروز هو النجم الوحيد الباقي في سماء السينما. هذا إذا حسبنا أن كل فيلم يقوم به ينجز مئات ملايين الدولارات، أو أكثر. الباقون حبيسو ما جَنوه: التمثيل في أفلام «الهشّك بشّك». الأفلام المسلسلة القائمة على شخصيات الكوميكس. إذا ظهروا في سواها سقطوا.
لم يعد هناك نجم شاشة عربي يستحوذ على الاهتمام والإعجاب لأكثر من بضع سنوات. إما هذا، وإما ينتهي مثل إضاءة سريعة تلمع، وتنزوي.
هناك ممثلون كثيرون، وبعضهم متميّز في الموهبة والأداء بالفعل، لكن النجم العربي على طريقة فريد شوقي، أو دريد لحّام، أو نادية لطفي، أو يحيى شاهين أو عادل إمام، انتهى. مصنع التفريخ مقفل.
الأمر ليس مختلفاً كثيراً في غير مكان: بريدجيت باردو لا بديل لها. كذلك ريتا هايوورث، أو فينيسا ردغراف. مارلون براندو بلا خليفة. همفري بوغارت، أنطوني كوِين، أناتولي سوسلونستين، جان-بول بلموندو، لورنس أوليفييه، جيمس ستيوارت، جون واين، وغيرهم كثيرون رحلوا من دون بدائل.
النجومية كالمصعد الكهربائي، بعض الممثلين يتوقف في أحد الطوابق القريبة من الدور الأرضي، بعضهم ينتصف، وقليلون يتمتعون بالوصول إلى القمّة.
ليس نظام النجوم فقط تغيّر في هوليوود، بعدما كانت شركات الإنتاج هي التي تحرّك الممثل، وتضمن له النجاح لأن نجاحها من نجاحه، بل كذلك الفترة السابقة بأسرها، وتغيّر مفهوم الصناعة، وما فيهان ومن فيها، كذلك.
في عالمنا، لم يكن هناك بديل للسينما، حتى بعد انتشار التلفزيون. السينما تعطينا عشرة أضعاف ما يستطيع التلفزيون توفيره. لكن الوضع الحالي الذي بات فيه الفيلم التجاري يجهد لتحقيق النجاح، وغالباً لا يحققه، هو أحد إفرازات هذا التغيير الذي وقع في مطلع هذا القرن، (وبعد دخوله الكوما في الثمانينات والتسعينات)، قبل أن تنتبه المؤسسات، فردية أو رسمية، إلى ما يحدث، وتحسب له.
لذلك على الممثل الشاب ألا يفرح كثيراً ويزهو بنفسه، إذا ما جذب فيلم له، أو أكثر، جمهوراً يستلطفه. هو ما زال بعيداً جداً عن أن يتجاوز منطقة الفشل.