د. سعاد السويدي: جائزة خليفة التربوية تدعم مبادرات ومشاريع تثري الميدان التعليمي
يحظى قطاع التعليم في الإمارات برعاية من القيادة الرشيدة، باعتباره أساس بناء الإنسان والركيزة الأساسية في مشروع النهضة التي تشهدها الدولة. وكون الطالب هو محور العملية التعليمية، والمعلم قبس النور الذي ينير له الطريق، تقدم الإمارات نموذجاً يحتذى به في الارتقاء بمستوى القطاع التعليمي، وتنظم المبادرات والفعاليات والمسابقات، التي تعزز روح المنافسة والإبداع والريادة والابتكار.
وفي السطور التالية، نلتقي الدكتورة سعاد محمد السويدي، نائب الأمين العام لجائزة خليفة التربوية، تلك الجائزة التي تنشر ثقافة التميز في الميدان التعليمي محلياً وعربياً ودولياً؛ لنتعرف من خلالها إلى جديد الدورة الحالية، وما تنتهجه من آليات تصب في مصلحة العملية التعليمية.
تعد جائزة خليفة التربوية جسراً لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف عناصر العملية التعليمية، هل لكِ أن ترصدي حجم الإقبال على الترشح للدورة الحالية حتى الآن؟
هناك إقبال كبير من مختلف عناصر الميدان التعليمي، سواء من داخل الدولة أو على مستوى الوطن العربي في المجالات المطروحة، وكذلك على المستوى العالمي بالنسبة لمجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر، ويتزايد هذا الإقبال عاماً بعد آخر منذ انطلاق مسيرة الجائزة في عام 2007، والتي تهدف إلى تحفيز العاملين في الميدان التربوي على التميز والإبداع، ورفد منظومة التعليم بمشروعات وبحوث ومبادرات متطورة تعزز العملية التعليمية محلياً وعربياً وتدعم مواكبتها للعصر.
هل هناك حقول أضيفت للدورة الحالية؟
طرحت في الدورة الثامنة عشرة 2024 - 2025 عشرة مجالات موزعة على 17 فئة، من بينها مجال الشخصية التربوية الاعتبارية التي يتم تكريمها تقديراً لما قدمته من إسهامات بارزة في دفع مسيرة النهوض بالتعليم.
«لأنك تستحق التكريم ميّز نفسك»- شعار الجائزة، فما دلالته واستجابة الميدان التربوي له؟
نجحت الجائزة في إثراء الميدان التربوي والتعليمي، واستقطبت مرشحين من مختلف أنحاء الدولة والوطن العربي، ودفعت بهم إلى منصات التتويج، ما أسهم في ترسيخ شعار «لأنك تستحق التكريم ميّز نفسك»، كما نجحت في رسم خريطة مستقبلية لتميز منظومة التعليم بكافة عناصرها، وهو ما جعلها في صدارة الجوائز التربوية المتخصصة على مستوى العالم، ويبدو ذلك جلياً في الأعداد الكبيرة من المرشحين لمختلف الدورات، والذين تحتوى ملفاتهم على مبادرات ومشاريع وبحوث تثري الميدان التعليمي في مختلف مراحله.
- إلى أي مدى طورت الجائزة آلية التفاعل والتواصل مع المرشحين سواء داخل الدولة أو خارجها؟
حرصنا على تدشين منظومة متطورة من آليات العمل تعتمد على أحدث التطبيقات الإلكترونية الذكية ومن بينها الموقع الإلكتروني الشامل، الذي يمثل منصة متطورة للتواصل بين المرشحين والجائزة، ونجحت هذه المنظومة في أن تكون جسراً للتفاعل مع المرشحين المحتملين من مختلف أنحاء الدولة والوطن العربي والعالم، وتقدم لهم عبر المنصات الذكية ومنصاتها الإلكترونية إجابات عن استفساراتهم، إضافة إلى تقديم الدعم التقني في تحميل الملفات المرشحة للدورة الحالية.
«جائزة خليفة التربوية» تعد مبادرة وطنية رائدة تعتمد على الموضوعية والحيادية
ما أبرز المعايير التي ترتكز عليها عملية فوز المرشحين بالجائزة؟
جائزة خليفة التربوية تعد مبادرة وطنية رائدة تعتمد الموضوعية والحيادية في فرز وتقييم الأعمال المرشحة من داخل الدولة وخارجها، بالاستعانة بنخبة من الخبراء والمتخصصين في مختلف المجالات المطروحة. وترسخ الجائزة هذه المعايير عبر دوراتها المختلفة؛ استناداً إلى منظومة متكاملة من الفرق واللجان المتخصصة في الفرز والتقييم والتحكيم، بما يجعل التتويج من حق الأعمال المتميزة، التي تلبي المعايير وتقدم أثراً إيجابياً في الميدان التربوي والمجتمع التعليمي.
هل ينتهي دوركم في تكريم الفائزين وتتويج أعمالهم؟
علاقاتنا تظل مستمرة مع الفائزين؛ إذ نتولى نشر أعمالهم بما يعزز وصولها إلى مختلف الجمهور المستهدف في الميدان التعليمي والتربوي، كما نطلق ورشاً وبرامج تطبيقية لتبادل الخبرات بين المرشحين المحتملين والفائزين، إضافة إلى المشاركة في معارض الكتب الدولية والفعاليات التعليمية ذات العلاقة، للتعريف برسالتنا وأهدافنا.
هل هناك موقف تتذكرينه لأحد الفائزين أثر فيك وترك انطباعاً ما داخلك؟
هناك مواقف كثيرة لمسناها طوال الدورات الماضية، سواء للأسر الإماراتية المتميزة التي دفعت بأبنائها إلى منصات التفوق في العملية التعليمية، وأسهمت في تقديم نماذج أقل ما يقال عنها أنها مشرفة، أو المرشحين من أصحاب الهمم الذين يثبتون يوماً بعد الآخر قدرتهم على العطاء والمثابرة على التميز، أملاً في الفوز بهذه الجائزة الغالية.
تحدثتم عن فئة الأسرة الإماراتية المتميزة، فما الدافع من وراء هذا الفرع؟
حرصنا على طرح فئة مستقلة تخاطب الأسرة الإماراتية المتميزة، تلك التي تقدم إسهامات بارزة في توفير مناخ تعليمي يكفل للأبناء مواصلة دراستهم بتميز وتفوق في مختلف المراحل الدراسية، وهذا يعد من جانبنا نوعاً من التقدير لما تقدمه الأسرة من دور كبير يخدم المجتمع، وقد لاحظنا حجم الإقبال الكبير من مختلف الأسر للترشح والمنافسة، وهو ما يعكس الوعي المجتمعي بقيمة التعليم ومكانته في المجتمع.
تخاطب الجائزة في مجالاتها المطروحة مختلف عناصر العملية التعليمية، وعلى رأسها المعلم فما المجالات التي تستهدفه؟
المعلم من الركائز الأساسية المهمة في منظومة تطور التعليم، وقد طرحت الجائزة مجالات وفئات موجهة لقياس تميزه وتسليط الضوء على إبداعاته في الميدان التعليمي؛ ومن بينها فئة: المعلم المبدع، والأستاذ الجامعي المتميز، والمعلم المتميز، وقد شكل فوز هؤلاء المعلمين إضافة حيوية للمؤسسات التي يعملون بها وللميدان التعليمي والأكاديمي، وحافزاً لنظرائهم في الميدان لاقتفاء أثرهم في نشر التميز بالتعليم.
هناك شخصيات عامة تستحق التكريم لما قدمته من إسهامات بارزة في خدمة قطاع التعليم
تخصّصون فئة للشخصية التربوية الاعتبارية، ما الهدف من تسليط الضوء عليها؟
تمثل الجائزة منارة فكرية وحضارية في قطاع التعليم، والذي لا يقف عند المؤسسات الرسمية والخاصة من مدارس ومعاهد وجامعات ومؤسسات مجتمعية ذات علاقة بالشأن التعليمي، وإنما هناك شخصيات عامة قدمت إسهامات بارزة على مدار سنوات طويلة في خدمة هذا القطاع والنهوض به ودعمه، وكان لهذه الشخصية الأثر الكبير في رفد المجتمع بالكوادر المؤهلة والمتخصصة في جميع القطاعات، ما عزز وجوب تكريمها وتسليط الضوء على إنجازاتها.
ما الصورة التي تودين أن تكون عليها منظومة التعليم في المستقبل؟
نحن في الإمارات محظوظون بقيادة رشيدة تؤمن بقيمة التعليم وأهميته في بناء الوطن؛ إذ تدشن الحكومة المبادرات التي تنهض به وتكفل له التفاعل مع تحديات العصر، ما يجعل هذا القطاع يتمتع بأعلى معايير الجودة التي توظف فيها التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي بشكل احترافي، ما يعكس نظرة صناع القرار التعليمي في مواكبة هذا التطور والتفاعل معه، وهو ما أعتبره صورة مكتملة ومرضية نفخر بها جميعاً.