وليام شكسبير، هو أكثر المؤلفين الروائيين الذين اعتمدت السينما على أعمالهم. عدد مؤلفاته التي تحوّلت إلى أفلام بالمئات، سواء كنقل مباشر وأمين، أو كإيحاءات. اختيار هذه الأفلام من بينها لم يكن أمراً سهلاً.
1948: Hamlet
أمّ المخرج والممثل لورنس أوليفييه هذا الفيلم مستنداً إلى خلفيته المسرحية التي تتمثل هنا في الكيفية التي حقق عبرها هذا الفيلم. اعتماده الشكل المسرحي يبدو مثيراً للتساؤل في مطلع الأمر، قبل أن يستولي على الإعجاب.
1952: Othello
نسخة أورسن وَلز من تلك المسرحية، حول الملك ذي البشرة السوداء الذي تزوّج ابنة البلاط، لكنه تعرّض لحملة استغلت حبّه لزوجته لتثير شكوكه في إخلاصها. عانى وَلز، الذي قام بدور عطيل، نفاد التمويل فصوّر الفيلم كلّما وجد مالاً لذلك.
1965: Chimes at Midnight
أخرجه أورسن وَلز، وفضّله على كل أفلامه الأخرى، قائلاً إنه يتمنى أن يدخل الجنة ومعه هذا الفيلم. جمع حكاياته من فصول عدّة من أعمال شكسبير، وصاغ منها عملاً رائعاً يستحق قيامه بتفضيله عن أيّ عمل شكسبيري آخر له.
1968: Romeo and Juliet
قام الإيطالي فرانكو زيفرييلي بتحقيق فيلمين متتابعين عن روايتين لشكسبير. أولاهما The Taming of the Shrew قبل عام واحد من هذا الفيلم. وكلاهما نظرة جديدة واستعراضية بديعة لما سطّره الكاتب.
1995: Richard III
نقل المخرج رتشارد لونكرين الأحداث من عمق التاريخ إلى الثلاثينيات، لكنه احتفظ بالحكاية ذاتها. هنا نتابع أحداثاً تقع في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما يحاول رتشارد الثالث الاستئثار بالحكم، ويفشل. «مملكتي لقاء حصان»، كما يصرخ في آخر الفيلم طلباً للنجاة.
1970: King Lear
علاقة المخرج الروسي غريغوري كوزنتسيف بأدب وليام شكسبير مشهودة هنا (وفي فيلمه السابق له Hamlet سنة 1964). في «الملك لير» فهم عميق للمأساة، وتمثيل رائع من مواهب هي اليوم مجهولة الأثر، والأعمال.
1971: Macbeth
هناك عشرات الأفلام التي تم اقتباسها عن «ماكبث» شكسبير، وهذا الفيلم، الذي أخرجه رومان بولانسكي، من أفضلها، مانحاً بطولته إلى البريطاني جون فينش. الفيلم عنيف، ويذكّر بالعنف الذي تعرّض له المخرج أيام الاحتلال النازي لبولندا، كما أشار بنفسه.
1985: Ran
عمل رائع من المخرج الياباني أكيرا كوروساوا، اقتبسه من دون تصرّف يُذكر عن «الملك لير». بصرياً أخّاذ، كذلك تنفيذه، كما لو كانت حكايته جزءاً من التاريخ الياباني. المشهد الذي يهاجم فيه جيشا ولديه قصرَ والدهما لا يُنسى، بتفاصيله وشموليته.
1989: Henry V
المخرج البريطاني كنيث برانا، من بين الذين خبروا شكسبير على المسرح والسينما، معاً. هو الفيلم الأول لمخرجه وممثله، واعتمد فيه على تحقيق فيلم واقعي في قراءته للأحداث، بعيداً عن التأثير المسرحي المتوقع.
1999: Titus
«تايتوس» واحدة من أقلّ مسرحيات شكسبير انتقالاً إلى الشاشة، والمخرجة جولي تايمور واجهت التحدي بنجاح، ناقلة الأحداث إلى زمن قريب، متناولة القتال من أجل السّلطة، والنوازع الفردية، والحروب الجمعية، بوتيرة ناجحة واحدة.
2004: The Merchant of Venice
عن المُرابي اليهودي (آل باتشينو) الذي أصرّ على تنفيذ اتفاق مع رجل استدان منه، ولم يستطع الوفاء بالدين في موعده. صحيح أن الفيلم يصوّر المرابي شيلوك ضحية ظروف، لكنّ الأصح أنه يدينه حتى النهاية. إخراج مايكل رادفورد.
2021: The Tragedy of Macbeth
اقتباس آخر (وأخير حتى الآن)، عن «ماكبث» حققه حووَل كووَن بامتياز. دنزل واشنطن، هو المحارب الذي رغب في أن يمنحه الملك مقاماً أفضل. توعز إليه زوجته بأن يقتل الملك، ويستأثر بالحكم. صوّره المخرج بالأبيض والأسود، وأجاد في كل خانات العمل.