انطلق في الثاني من هذا الشهر مهرجان «البحر الأحمر» في مدينة جدة ويستمر حتى التاسع من الشهر. إنها الدورة الرابعة التي يشهدها المهرجان. واللافت فيه، كما في الدورات السابقة، المجموعة المنتقاة من الأفلام (أكثر من 100 فيلم) من بينها نحو 20 فيلماً في المسابقة. في ما يلي بعض أكثرها تميّزاً وبمستويات مختلفة:
إخراج: علاء الدين سليم (تونس)
الحكاية: ثلاث شخصيات اعتقد أهل القرية أنها ماتت غرقاً لكنها تعود. لا هي ميّتة ولا هي حيّة.
تقييم: موضوع غرائبي يستوحي حكايته من أساطير وأفكار خيالية داوم المخرج على اعتمادها كموضوعات لأفلام. هنا أقل نجاحاً من السابق.
إخراج: مهدي فليفل (بريطانيا)
الحكاية: شابان فلسطينيان ينويان مغادرة أثينا إلى ربوع ألمانيا رغم كل الصعوبات ولا ينجحان في ذلك إلا عبر جريمة خطف.
تقييم: ممتاز في حكايته وفي توقيته على خلفية ما يحدث من حروب حالية.
إخراج: عدي رشيد (العراق)
الحكاية: صبي صغير يتوقف عن النمو بسبب رفضه أن يكبر بعدما شاهد حادثة عنيفة.
تقييم: هذا الفيلم العراقي يطرح مسألة خيالية تتحمل اختلاف وجهات النظر حول معقوليّتها. الصبي الذي لا ينمو بقراره ورد في الفيلم الألماني The Tin Drum للألماني فولكر شنلدروف.
إخراج: خالد منصور (مصر)
الحكاية: رامبو كلب يلاحقه رجل شرير لقتله ويذود عنه صاحبه الشاب في أحداث تقع في ظلمة الحارات المهمّشة.
تقييم: لا خلاف أن المخرج حاول شيئاً جديداً هنا، ولا خلاف أيضاً أن مشكلة الفيلم هي السيناريو الذي لم يوفر تبريرات فعلية كافية لأحداثه.
إخراج: محمد لخضر تاتي (الجزائر)
الحكاية: بطل الفيلم يعيش مع عائلته الفقيرة ويعمل في التهريب معرضاً حياته للخطر. لكن الوضع الذي يعيشه لا يمنحه إمكانية البحث عن مستقبل آخر.
تقييم: دراما ذات طرح مؤثر وواضح حول الوضع المعيشي الحالي الذي يبرر لكثيرين حب الهجرة إلى الحلم الأوروبي ولو على نحو غير شرعي.
إخراج: عبد المحسن الضبعان (السعودية)
الحكاية: رجل متواضع الحال يترك منزل والدته ويستأجر منزلاً ليعيش فيه مع زوجته. هناك خلاف بينه وبين شقيقه لكن مرض الأم يجمع بينهما من جديد.
تقييم: دراما مجتمعية أخرى من المخرج الذي سبق وقدّم، على نحو أفضل، فيلمه الأول «آخر زيارة». على بعض متاهاته لا يزال المخرج جاداً في مسيرته.
إخراج: لطفي عاشور (تونس)
الحكاية: صبي يرعى الغنم يشهد مقتل ابن عمّه الشاب على أيدي الإرهابيين في أحداث تقع بتونس في التسعينات.
تقييم: دراما مجتمعية أخرى تختلف في أن الصبي (بطل الفيلم) يعايش شبح ابن عمّه بسبب الصدمة التي تعرّض لها. يهتم المخرج بتفاصيل البيئة القروية، ولو أن ذلك يتعارض نوعاً ما مع الخيال الجانح للفيلم.
إخراج: تغريد أبو الحسن (مصر)
الحكاية: امرأة قزمة تتحايل على مشكلتها باللجوء إلى موقع إسلامي للزواج.
تقييم: مثل «أناشيد آدم» هناك تلك الحالة الخاصة للشخصية الأساسية في الفيلم معالجة بمزيج من الواقع والخيال.
إخراج: مرزاق علواش (الجزائر)
الحكاية: عائلة من أم وخمسة أولاد تصل في الصباح الباكر إلى الشاطئ لقضاء يوم كامل، لكن وصول عائلة أخرى يؤدي إلى مشاكل غير محسوبة.
تقييم: كان لمرزاق علواش مكانة كبيرة في السينما العربية في الثمانينات وحتى مطلع هذا القرن قبل أن تتفاوت أفلامه. ينتمي هذا الفيلم إلى ذلك التفاوت، لكنه معالج بالقدر المطلوب من التعليق المجتمعي.
إخراج: عبد العزيز الشلاحي
الحكاية: يعتقد الجد أن يوم القيامة اقترب بدليل حرب الخليج الثانية فينأى بنفسه وعائلته إلى موقع منعزل، لكن حفيده يأبى الانصياع بسبب حبه لابنة عمّه.
تقييم: المخرج الشلاحي سبق له أن قدّم فيلمه الجيد «حد الطار» وهذا الفيلم يختلف في حكايته وفي منح المخرج معالجة شعرية للبيئة القاسية التي اختار الحديث عنها.