حور الخاجة: دبي وجهة مفضلة للباحثين عن تجارب مميزة
محررة في مجلة كل الأسرة
تعد من العيون الساهرة على تحسين جودة الحياة في إمارة دبي، وجعلها محط أنظار العالم للزيارة والعمل والعيش، فبفضل مجهودها وفريق عملها حصلت الإمارة للعام الثالث على التوالي على لقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2024؛ إذ استقبلت 14.96 مليون زائر دولي منذ بداية يناير وحتى أكتوبر من عام 2024، بزيادة نسبتها 8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
إنها حور الخاجة، نائب رئيس أول للعمليات الدولية في مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، التابعة لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، التقيناها لتطلعنا على تفاصيل ملامح مستقبل قطاع السياحة العالمي في الإمارة.
للعام الثالث على التوالي، حصلت دبي على لقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2024، حدثينا عن هذا الإنجاز، ودوره في ترسيخ مكانتها عالمياً.
حصول دبي على هذا اللقب لثلاثة أعوام متتالية، وفق ما جاء على موقع «تريب أدفايزر»، يؤكد جدارتها واستحقاقها له؛ نتيجة الرؤية الواضحة لتطوير قطاع السياحة وما يتضمنه من لوائح وإجراءات وبنية تحتية ومنشآت فندقية ومشاريع سياحية وترفيهية، إضافة إلى الخدمات الاستثنائية، ما يجعلها وجهة مفضلة للأفراد الباحثين عن تجارب مميزة.
فهذا اللقب يعزز ثقة الزوار ويشجعهم على زيارة المدينة والعودة إليها عدة مرات، ما يسهم في زيادة أعدادهم، وبالتالي تحقيق النمو الاقتصادي، إضافة إلى جذب الاستثمارات، وترسيخ الشراكات العالمية. كما أن هذا الإنجاز يعد ثمرة للتعاون بين القطاعين العام والخاص في دبي، والحرص المستمر على توفير أفضل الخدمات والتجارب المتنوعة لضيوف المدينة من مختلف الجنسيات والفئات العمرية.
للعام الثالث على التوالي، حافظت دبي على مكانتها الأولى عالمياً في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر
بمناسبة الحديث عن التزايد الملحوظ لأعداد الزوار، ما مقدار مساهمة السياحة في اقتصاد الإمارة؟
السياحة من القطاعات المهمة المساهمة في النمو الاقتصادي لدبي، وينسجم ذلك مع مستهدفات أجندة الإمارة، الرامية إلى مضاعفة الاقتصاد بحلول عام 2033، وجعلها المدينة الرائدة عالمياً للأعمال والترفيه. وقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي في النصف الأول من عام 2024 نحو 231 مليار درهم، بزيادة قدرها 3.2% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023، وهو ما يعكس نمواً ثابتاً على معظم القطاعات، حيث شهد قطاع خدمات الإقامة والطعام نمواً بنسبة 4.7%، ما يعادل قيمة 3.54 مليار درهم. وللعام الثالث على التوالي، حافظت دبي على مكانتها الأولى عالمياً في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر وفقاً لبيانات (فايننشال تايمز- إف دي آي ماركتس)، لتتفوق على نخبة من المراكز المالية الكبرى، بفضل رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والسياسات الاقتصادية المتجددة، وقد استحوذت الإمارة خلال النصف الأول من عام 2024 على 6.2% من حجم مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة عالمياً، كما استقطبت 801 مشروع استثماري أجنبي بقيمة تزيد على 21.85 مليار درهم، ووفقاً لبيانات مرصد دبي للاستثمار الأجنبي، فقد شكّل قطاع الفنادق والسياحة ما نسبته من 10.2% من تدفقات رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر، والمأكولات والمشروبات بنسبة 14.1%.
تهتم دبي بتنوع العروض والفعاليات المقدمة لزوارها، فما أبرزها وأكثرها جذباً للزوار؟
تستضيف الإمارة فعاليات عالمية، وبطولات رياضية، وتوفر أنشطة ترفيهية تناسب الجميع، وتشمل بعض أبرز هذه الفعاليات: مهرجان دبي للتسوق، ومهرجان دبي للألعاب والرياضات الرقمية، ومفاجآت صيف دبي، ومهرجان الأضواء «ديوالي»، وأسبوع دبي للموضة، إضافة إلى الحفلات الموسيقية لنخبة من أهم الفنانين على مستوى العالم والفعاليات الرياضية: مثل ماراثون دبي، وتحدي دبي للياقة، وبطولة هيرو دبي ديزرت كلاسيك، وبطولة دبي ورلد للجولف، وبطولة سوق دبي الحرة المفتوحة للتنس، وموسم دبي للفنون، والعديد من الحملات مثل «رمضان في دبي»، و«العيد في دبي»، و«عيد الاتحاد»، وهناك أيضاً القرية العالمية التي تتيح للزوار فرصة الاستمتاع بمجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية.
ولا تقتصر زيارة دبي على الترفيه فحسب، بل إنها وجهة تجذب الزوار بهدف الأعمال أيضاً؛ إذ تحتضن العديد من فعاليات الأعمال والمعارض المهمة على مستوى العالم، مثل سوق السفر العربي، ومعرض جيتكس، ومعرض الخليج للأغذية - جلفود وغيرها الكثير.
ما عدد الزوار الدوليين لدبي حتى الآن، ونسبته مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ونسبة إشغال الفنادق خلال الفترة نفسها؟
استقبلت دبي 14.96 مليون زائر دولي منذ بداية شهر يناير وحتى شهر أكتوبر من عام 2024، بزيادة نسبتها 8% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، والتي سجلت فيها 12.40 مليون زائر، فقد حققت الحجوزات الفندقية أداءً استثنائياً، وبلغت نسبة إشغال الفنادق في الفترة ذاتها نحو 77%، مع ارتفاع عدد الغرف الفندقية إلى 152532 غرفة ضمن 827 منشأة فندقية.
تلعب دبي دوراً نموذجياً في ترسيخ الاستدامة بالقطاعين السياحي والخدمي عن طريق العديد من المبادرات، حدثينا عن تعزيز تلك المكانة كوجهة مستدامة رائدة.
شهدت دبي إطلاق العديد من المبادرات التي تسهم في الحفاظ على البيئة؛ إذ أطلق سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، مبادرة «دبي تبادر» للاستدامة في فبراير 2022، بهدف التقليل من استخدام عبوات المياه البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد، وتوفير 50 محطة مياه لشرب المياه النقية بالمجان في مختلف أنحاء المدينة.
كما أطلق سموّه في عام 2023 مشروع «مشدّ دبي»، أكبر مشاريع تطوير الشعاب البحرية في العالم، والذي شهد خلال شهر نوفمبر 2024 تثبيت أول 1000 وحدة من الشعاب البحرية المصممة لهذا الغرض، من أصل 20 ألف وحدة يتم تثبيتها على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وتأتي هذه الخطوة في إطار دعم الجهود العالمية للحفاظ على البيئة، كما تلعب دوراً محورياً في تعزيز التنوع البيولوجي، والحفاظ على الموائل البحرية والساحلية في دبي، وتنمية مخزون الأسماك، وحماية المنظومة البيئية. وإلى جانب ذلك، طورت دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي الكثير من المبادرات، ومن ضمنها مبادرة دبي للسياحة المستدامة في عام 2017، ودعم مبادرة دولة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، ومواكبة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، كما منحت الدائرة «ختم دبي للسياحة المستدامة» إلى 70 فندقاً في الإمارة خلال هذا العام، بهدف تكريم الفنادق الأكثر التزاماً بمعايير الاستدامة الـ19 المعتمدة من قبل الدائرة، وغيرها من المبادرات التي تسهم في تحسين جودة الحياة في دبي، وبما يتماشى مع الجهود الرامية لتحويلها إلى وجهة رائدة للاستدامة، وأفضل مدينة في العالم للزيارة والعمل والعيش.
ما هي استراتيجيتكم لتعزيز مكانة دبي على خريطة السياحة العالمية؟
تشمل استراتيجيتنا عدة جوانب رئيسية، بما فيها تعزيز الشراكة المتميزة بين القطاعين العام والخاص، ومشاركة الرؤى السياحية والتجارب مع المسؤولين وأصحاب القرار والخبراء في القطاع، إلى جانب استكشاف المفاهيم والتوجهات الجديدة، التي تسهم في رسم ملامح مستقبل قطاع السياحة العالمي، وفتح آفاق جديدة للتعاون والشراكة. أما بالنسبة للترويج لدبي عالمياً، فتلتزم الإمارة بتوسيع عروضها السياحية، بما في ذلك افتتاح وجهات جديدة ومنها، متنزه عالم ريال مدريد، إضافة إلى افتتاح فنادق تحمل أسماء علامات تجارية، وكذلك إطلاق حملات تسويقية عالمية تلفت الأنظار وتستهدف أسواقاً متنوعة، لاستقطاب زوار جدد من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب تعزيز رحلة المستثمر وترسيخ مكانة دبي الرائدة في مجال الابتكار، من خلال الارتقاء بالمعايير في مجال الاستثمار، وتبسيط الإجراءات، وضمان حفاظ دبي على مكانتها كوجهة عالمية لمزاولة الأعمال، توفر بيئة مستدامة ومميزة للشركات.