ما الذي يجعل طفلاً في العاشرة من عمره مؤلفاً وناشراً وناشطاً مجتمعياً؟ هذا ما سنعرفه خلال حوارنا مع الظبي المهيري، التي نجحت في تحقيق إنجاز عالمي كبير بفوزها بجائزة الأميرة ديانا 2024. وتعتبر الظبي أول إماراتية تحصل على هذه الجائزة المرموقة التي تكرم الشباب الملتزمين بالعمل الاجتماعي والإنساني.
وقد اشتهرت الظبي بتحطيمها أرقاماً قياسية عالمية في مجالات عدة، منها الكتابة الصحفية والقصصية، وتأسيسها مكتبة ودار نشر. وقد تم ترشيحها للجائزة من قبل مدرستها وأمينة المكتبة؛ تقديراً لإنجازاتها وإسهاماتها في المجتمع.
حدثينا عن مبادراتك الأخيرة؟
في البداية أتوجه بالشكر لكل من كان جزءاً من رحلتي، بدءاً من عائلتي إلى مدرستي وأصدقائي من حول العالم. تكريمي بجائزة الأميرة ديانا للأعمال الإنسانية والمجتمعية هو انعكاس للإيمان بقدراتي وبأن التغيير لا يعرف عمراً.
مبادرتي كتب من «الأطفال إلى الأطفال» أثبتت قوة الكلمة وأهمية النشر كوسيلة للوصول إلى قلوب الأطفال. من خلال هذه المبادرة، تمكنت من إيصال أصوات ومشاعر الأطفال لأقرانهم بشكل بسيط بعيد عن التعقيد. كان لهذا الأثر الكبير؛ فبعض الأطفال وجدوا في الكتابة وسيلة للتعبير عن مشاكلهم، وآخرون شقوا طريقهم ليصبحوا كُتّاباً مبدعين واثقين. كما أصبح العديد منهم شغوفين بالقراءة والتعلم، وهنالك من بدأ بالعمل الاجتماعي أيضاً وفي المجال البيئي. لقد شعرت بهذا التغيير ورأيت أثره في الأطفال الذين تعاملت معهم.
ما شعورك عند تلقي رسالة الأمير ويليام؟
عندما وصلتني رسالة الأمير ويليام، لم أصدق في البداية. كانت مفاجأة جميلة وشعرت بمسؤولية كبيرة تجاه الرسالة التي تحملها هذه الجائزة. الرسالة ليست فقط تقديراً لجهودي، بل أيضاً دعوة للأطفال الآخرين ليطمحوا لتحقيق إنجازات مماثلة.
وكيف تنظرين إلى هذا التقدير؟
أنا فخورة جداً بكوني أول إماراتية تحصل على هذه الجائزة المرموقة التي تكرّم إرث الأميرة ديانا في خدمة المجتمع. الجائزة تعكس الالتزام بأعمال إنسانية تحدث تأثيراً إيجابياً، وأشعر بأن هذا التكريم دافع للاستمرار في نشر رسالتي وإحداث التغيير في حياة الأطفال والمجتمع، ولا ننسى أطفال أصحاب الهمم.
لماذا اخترت طريق الأدب؟
كل شيء يبدأ من الكتاب؛ فهو أساس التعليم والتعلم. أنا أؤمن بقوة الكلمة المكتوبة لما تركته من أثر في حياتي، وأرغب في مشاركة هذا الأثر مع أطفال العالم ليشعروا بأهمية الكتب وقوة التعبير. أطمح إلى تغيير مفهوم النشر ليكون وسيلة للتعبير وإيصال الأفكار، وليس مجرد طباعة وبيع الكتب.
ما التحديات التي تواجهك؟
لا أرى التحديات عوائق، بل فرص للتعلم والتطور. كل تحدٍّ يعلمني درساً جديداً، وكلما زادت صعوبة التحدي، كان النجاح الناتج عنه أكثر روعة. أتعامل مع التحديات بتحليلها، ثم العمل على معالجتها أو التعلم منها وتطبيق الحلول. فعلى سبيل المثال، في بداية مشواري كرائدة أعمال لم أكن على اطلاع كامل بالتعاملات المالية لمكتبتي ودار نشري، فكنت أواجه تحديات في التعاملات المالية، خاصة بعد أن أصبحت دار النشر خاصتي تتعامل مع دور نشر أخرى حول العالم، بالنسبة لي التحديات جزء أساسي من الرحلة نحو النجاح، وأنا أؤمن بأن الصعوبات تصنع القوة، فإما أن أنجح أو أتعلم، لا مكان للفشل مع التحديات.
وكيف توفقين بين دراستك وأعمالك؟
بالنسبة لي، المدرسة هي بيتي الثاني، وأنا أمارس هواياتي هناك. أعشق التعلم والقراءة بشغف، وأسأل دائماً عن كل ما أجهله. أجد توازناً بين الدراسة وإدارة أعمالي لأنني أعمل على تحقيق أهدافي بجدية. كما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «في كل صباح لديك خياران: إما الاستمرار في النوم ومتابعة أحلامك، أو الاستيقاظ والعمل لتحقيقها». وأنا اخترت السعي والعمل لتحقيق أهدافي.
ما المهارات التي تتمتعين بها وقادتك لكل هذه الإنجازات؟
منذ صغري، كنت أتمتع بشخصية مستقلة وأحب إنجاز الأمور بنفسي. أتذكر أول عرض تقديمي لي أمام زملائي في الروضة عن الكواكب وأسمائها. هذا العرض كان نقطة تحول في حياتي، حيث تعلمت كيف أواجه الجمهور بثقة. ما بدا كعرض صغير في غرفة صفية تحول إلى تقديم أفكاري أمام جمهور يضم أكثر من 1000 شخص، وهذا بفضل دعم وتشجيع والديّ اللذين كانا دائماً مصدر قوتي وإلهامي.
ما المنصب الذي تحلمين به في المستقبل؟
أنا لا أحلم بالمناصب لأن الأحلام تنتهي عند تحقيقها. بدلاً من ذلك، أحمل رسالة، ورسالتي هي خلق التغيير وترك أثر دائم في حياة الآخرين.
ما رسالتك لأبناء جيلك؟
رسالتي بسيطة: النجاح غير مرتبط بعمر. لا شيء مستحيل مع العمل الجاد والإصرار. علينا أن نؤمن بأحلامنا ونسعى لتحقيقها بكل شغف؛ لأن التغيير يبدأ بخطوة، ولا يوجد حدود لمن يريد الوصول.