«جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب».. صناعة أجيال من القادة والمبدعين
تكريم المواهب الشابة وتقدير إسهاماتهم يساعد بشكل ملحوظ على رفع وعي الشباب بأهميتهم كركيزة أساسية في بناء المستقبل، ويشجعهم على تحمل مسؤولياتهم المجتمعية، هذا ما حققته «جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب» من خلال صقل مواهب ومهارات أجيال الغد في العديد من المجالات غير الأكاديمية، وتعزيز إرادتهم وثقتهم بأنفسهم ضمن منظومة محفِّزة تقوم على مبادئ تحديات الذات، والتعلُّم المستمر وإطلاق العنان للشغف والطاقات الكامنة.
وقد كرم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الفائزين بالدورة الرابعة من «جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب» التي أقيمت مؤخراً في قصر البديع العامر. حيث أشار سموّه إلى أنه في الوقت الذي شاهد فيه تراجع العقول الشابة، سارع سموّه في إيجاد وسيلة يصقل بها عقول الشباب والشابات، موضحاً سموّه أن مثل هذه البرامج لابد أن تبدأ من المدارس بحيث تكون العملية متكاملة تشمل التربية والتعليم إلى جانب الأمور الرياضية والأنشطة الأخرى التي يمارسها الشباب والشابات على مدى هذه السنة والسنوات السابقة.
قادة فاعلين في التغيير الإيجابي
وفي حوار «لكل الأسرة» أوضحت عزيزة المازمي، مديرة جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب، العديد من التفاصيل عن الجائزة وكيفية التقديم لها، وقالت «جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب هي مبادرة رائدة على مستوى العالم العربي تم إطلاقها في عام 2019 برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. تستمد الجائزة فرادتها من كونها غير قائمة على التنافس، بل على تحدّي الذات، وكل مشارك ينجز المهام المطلوبة يكون فائزاً. تهدف الجائزة إلى تشجيع الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة على الإبداع والابتكار والتعلُّم المستمر، وتقدير إنجازاتهم في مجالات متنوعة؛ كي يكونوا قادة فاعلين في التغيير الإيجابي داخل مجتمعاتهم، ورواداً لمسيرة التنمية في المستقبل».
وأضافت «تستلهم جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب رؤيتها من توجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة بضرورة توفير بيئة ملائمة وآمنة تتيح للشباب النمو البدني والذهني المتكامل، انطلاقاً من إيمان سموّه بأن مستقبل الأمم في شبابها. لذا، تسعى الجائزة إلى بناء جيل فاعل من الشباب والشابات يمتلكون من القدرات ما يؤهلهم لمواكبة المتطلبات الحياتية وخدمة المجتمع في مختلف المجالات، عبر تحفيزهم على تحدّي ذواتهم، واكتشاف شغفهم، وتطوير قدراتهم، من خلال خوض تجارب في بيئات متنوعة من شأنها تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتشجيعهم على إطلاق طاقاتهم. وتتضمن هذه التجارب تحديات في مجالات أربعة، تشمل: المغامرة والتطوع والمهارات والأنشطة البدنية».
زيادة المشاركين في الجائزة
في دورتها الرابعة لعام 2024، حققت الجائزة زيادةً نوعية في أعداد المشاركين والمشاركات، وفي أعداد الفائزين أيضاً؛ إذ استقطبت أكثر من 900 مشاركة، وتوجّت 555 فائزاً وفائزة في ميدالياتها الذهبية والفضية والبرونزية، وهو أعلى عدد من الفائزين منذ انطلاق الجائزة حتى اليوم. هذا النمو يعكس النجاح في استقطاب مزيد من الشباب والشابات من مختلف الجنسيات على مستوى الدولة؛ ويحفز أيضاً على العمل من أجل التطوير والارتقاء بالجائزة وتعزيز الإقبال عليها.
تعزيز التفاعل الشبابي الإيجابي مع المجتمع
وحول أهمية الجائزة في تعزيز دور الشباب في المجتمع، أوضحت المازمي أن جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب منصة ملهمة لتحفيز الشباب على الإبداع والتطوير الشخصي، وتعزيز تفاعلهم الإيجابي مع المجتمع. فعبر تشجيعهم على تطوير مهاراتهم، والتركيز على العمل الجماعي والتطوُّع والأنشطة البدنية، تُتيح الجائزة للشباب فرصة خوض تجارب فريدة تُساعدهم على اكتشاف شغفهم والعمل على تطويره في بيئة مشجعة، تسهم في بناء شخصياتهم وصقل مواهبهم، وغرس الثقة بالنفس داخلهم، ما يجعلهم مهيئين للتعامل مع تحديات الحياة بكل ثقة، وبالتالي يعزّز دورهم كعناصر فاعلة في المجتمع. إضافةً إلى ذلك، تغرس هذه التجارب في نفوسهم قيماً إنسانية سامية مثل المبادرة، والعطاء، والتسامح، وروح الفريق، وهي قيم جوهرية تُؤهلهم ليصبحوا قوة إيجابية في مجتمعهم.
كما تُكرّس الجائزة ثقافة التعلم المستمر، وهو محور أساسي في جميع مراحلها، بهدف إعداد الشباب لمواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم. بهذه الطريقة، لا تُصبح الجائزة فقط حافزاً للإبداع، بل أيضاً أداة شاملة لصناعة قادة المستقبل وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات.
أنشطة مستقبلية جديدة
وفي ما يتعلق بالمستقبل، تقول مديرة الجائزة «نحن ندرس خططاً لزيادة التأثير الإيجابي للجائزة عبر إضافة أنشطة جديدة مرتبطة بالتوجهات المستقبلية؛ مثل: الابتكار التكنولوجي، والذكاء الاصطناعي، وريادة الأعمال الرقمية، ما يتيح للشباب فرصة تقديم أفكار ومشاريع مبتكرة تسهم في تحسين مجتمعاتهم المحلية، واستحداث أنشطة تعزز التفكير النقدي لدى الشباب، وتؤهلهم للعمل في مجالات حيوية تواكب تطورات العصر، كالفنون الرقمية والاستدامة والتكنولوجيا، ما يعزز دمج الشباب في قضايا التنمية المستدامة، ويرفع من جاهزيتهم للمستقبل بقدرات تتناسب مع التطورات المتسارعة في عالمنا. وفي المستقبل، قد يتم أيضاً النظر في فتح باب المشاركة للمواهب الشابة من مختلف دول العالم، ما يعزز التبادل الثقافي والتوسع الجغرافي للجائزة وأثرها».
طريقة المشاركة في الجائزة
المشاركة في جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب متاحة للشباب واليافعين الذين تراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً من المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات، وتتم من خلال التسجيل الإلكتروني عبر الموقع الرسمي للجائزة.
تنقسم الجائزة إلى 4 أقسام تتمثّل في المغامرة والتطوُّع والمهارات والأنشطة البدنيّة، وتتفاوت صعوبتها ومدتها الزمنية بحسب المستوى الذي يتم اختياره. على سبيل المثال، للمشاركة في ميداليتها الذهبية، يُشترط إنجاز هذه الأقسام الأربعة جميعها، وفي الفضية 3 منها، أما البرونزية فتتطلّب إنجاز قسمي التطوع والمغامرة فقط. يختار المشارك أحد هذه المستويات، ويقوم بإنجاز المهام المطلوبة في كل مستوى من المستويات الثلاثة، وتوثيقها إما بشهادات إنجاز من جهات معتمدة، أو مقاطع فيديو تثبت ذلك، وتحميلها في حسابه على موقع الجائزة الإلكتروني.
من جهتها سلّطت «كل الأسرة» الضوء على تجارب عدد من الشباب المشاركين في الجائزة:
الفائزة بالميدالية الذهبية
أعربت بيسان عثمان، الفائزة بالميدالية الذهبية، عن فخرها الكبير بنيل الميدالية الذهبية، وقالت «هذه اللحظة تمثل تتويجاً للإصرار والعمل الجاد. أود أن أتوجه بخالص الشكر والامتنان إلى والدنا صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على دعمه الكبير واهتمامه اللامحدود بتمكين الشباب وتوفير هذه المنصة المتميزة. كما أشكر عائلتي ومعلميّ، وكل ما شجعني في هذه الرحلة. جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب هي رسالة لكل الشباب بأن الطموح والعمل الجاد يؤتي ثماره دائماً. وسأواصل شغفي لأكون جزءاً من بناء مستقبل إمارتي ووطني المشرق».
الميدالية الفضية
وقال حميد بن خالد القاسمي، الفائز بالميدالية الفضية: «أشعر بفخر كبير لوقوفي اليوم أمام والدي الشيخ سلطان، وأتوجه إلى سموّه بجزيل الشكر والعرفان على دعمه اللامحدود لنا وثقته بقدراتنا. هذه اللحظات ستظل محفورة في ذاكرتي، وأتعهد بمواصلة مشوار التميّز والبحث عما ينقصني من العلم والمعرفة، لأكون عند ثقة صاحب السموّ حاكم الشارقة، وأعمل على تعزيز مسيرة التنمية في إمارتي ووطني الحبيب».
من جهتها وصفت فايزة سالم البوسميط مشاركتها في الجائزة بأنها فوز في حد ذاته، وقالت «لأنها تحمل اسم والدنا الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، لقد واجهت تحديات للفوز في الجائزة أنا أعتبرها دافعاً وتحفيزاً لي لأني أستحق الفوز، شاركت في العديد من المخيمات المختلفة، والتي اجتزت فيها المغامرات والتحدي والشغف والهمة والصبر والالتزام بالوقت والثقة بالنفس، والمسؤولية كلها تعلمتها من أجل تحقيق هذا الفوز، والحمد لله.. فمن بعد رب العالمين دعم أمي وأيضاً مركز سجايا كلباء كان لها دعم كبير لتحقيق هذا الإنجاز، فقد أتممت 40 ساعة في رياضة الفروسية وهي مطلوبة من ضمن بند اللياقة أو الرياضة، وبند التطوع أكثر من 100 ساعة تطوعية، وبند المغامرة والتخييم تقريباً 7 أيام».
الميدالية البرونزية
كما تحدثت الفائزة بالميدالية البرونزية، موزة محمد الهوتي، عن تجربتها الرائعة التي علّمتها قيمة تحدي الذات والمثابرة والعمل الجماعي، مقدمةً جزيل الشكر والامتنان لصاحب السموّ حاكم الشارقة وقرينته سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، على دعمهما المتواصل للشباب، وتعزيز دورهم في بناء المستقبل، وأوضحت «هذه الجائزة هي بداية مرحلة جديدة تحمل طموحات أكبر وإنجازات قادمة بإذن الله. وسأهتدي بالتوصيات الحكيمة التي وجهها لنا والدنا الشيخ سلطان، وسأواصل العمل على كل ما ينفع إمارة الشارقة ودولة الإمارات».