19 ديسمبر 2024

عصابة 'الأصدقاء الأربعة' تقرر فجأة سرقة حقيبة.. فماذا جرى لها؟

فريق كل الأسرة


مجلة كل الأسرة

شاب كان برفقته 3 من أصدقائه أثناء وجودهم في أحد الشوارع، شاهد رجلاً يمشي ويحمل حقيبة في يده، فراهنهم على شكوكه بأنها تحتوي على مبالغ مالية، وعرض عليهم أن يُقدموا على إيقاف الرجل، والتعرف إلى محتويات الحقيبة، ليتبين فعلاً أنها تحتوي على مبلغ مالي كبير.

وفقاً لتفاصيل القضية، التي اطلعت «كل الأسرة» عليها من خلال حكم قضائي، فإن «الأصدقاء الأربعة» أصابهم الذهول من المبلغ المالي، وقادهم طمعهم إلى سرقة الحقيبة، ما ورطهم في جريمة جنائية قادتهم للمثول أمام القضاء كمُتهمين.

مراقبة الرجل وإيقافه

بدأت تفاصيل القضية، عندما شاهد الشاب وبرفقته أصدقاؤه الرجل يحمل حقيبة ويمشي في أحد الشوارع، فراهنهم على أنها تحتوي على المال نظراً إلى نوعية الحقيبة.

توافق الأربعة على إيقاف الرجل والتعرف إلى محتويات حقيبته وبدؤوا في متابعة تحركاته والمشي خلفه...، يروي الرجل حول ما كان في الحقيبة وتفاصيل ما حدث، فيقول: «أنا أعمل بقسم المشتريات في شركة للتجارة العامة، وقد استلمت في ذاك اليوم مبلغاً مالياً مقداره 268 ألفاً و350 يورو مقابل دفعة أولى (عربون) نتيجة بيع شقة لأحد الأشخاص من أجل جلبها إلى مُديري، مالك الشقة».

وأضاف: «طلب مني مُديري استلام المبلغ من المُشتري وتوصيله إلى مكتبه، وبالفعل أخذت المبلغ، ووضعته في الحقيبة، وانطلقت مشياً على قدمي».

وتابع: «كان التوقيت في ذاك الوقت يقارب الساعة الثانية بعد الظهر، وأثناء مروري في الشارع، شعرت بمراقبتي من قِبل شخصين، وعليه غيّرت مسار حركتي، لكنهما واصلا السير خلفي إلى أن اقتربا مني ثم أوقفاني في الشارع العام».

كان هذان الشخصان من الأصدقاء الأربعة الذين خططوا لمعرفة ما في داخل الحقيبة...، يقول الرجل: «طلب مني أحدهما أن أتحرك معه إلى زاوية معينة في الشارع، ثم طلب التحقق من الحقيبة، فاستفسرت منه عن المشكلة وعن سبب ذلك، فادعى حينها أنه يعمل موظفاً في جهة رسمية، وأنهما يرغبان في معرفة محتويات الحقيبة».

بالفعل، أقدم الرجل على فتح الحقيبة لإطلاعهما على محتوياتها؛ فشاهد الصديقان المبالغ المالية داخلها، ثم حضر الصديقان الآخران إلى المكان وأصبح الرجل وحيداً ومحاصراً بين الأربعة، إلى أن تمكن أحدهم من أخذ الحقيبة وسرقتها من المجني عليه والمغادرة.

بلاغ وضبط المتورطين

وفقاً لتفاصيل القضية، فإن الجهات الشرطية أخذت إفادة الرجل وتوجهت إلى مكان وقوع الجريمة، وباشرت التحقيق في الواقعة إلى أن تمكنت من التعرف إلى هوية المتورطين في جريمة السرقة، وتبين أنهم الأصدقاء الأربعة، وأن من بين الأربعة هناك شقيقين.

أقر أحد الأصدقاء بأنهم توجهوا معاً إلى المنطقة التي سرقوا فيها المجني عليه سيراً على الأقدام، بعد إيقاف سيارتهم في أحد المواقف، وأنه أثناء الطريق شاهد أحدهم الرجل يحمل حقيبة، وهو يقطع الإشارة، وأكد لهم أن لديه شكاً بأن في الحقيبة كمية من النقود، مبيناً أنهم أقدموا على اللحاق بالمجني عليه لمسافة لا بأس بها، وبعدها أقدموا على إيقافه عنوة.

تشبث بالحقيبة...!

وأضاف أن الرجل تشبث بالحقيبة وأخبرهم أن فيها مبلغاً مالياً، لكنهم سرقوها منه وغادروا المكان، فيما أقر باقي الأصدقاء بمضمون ما جاء في إفادة صديقهم عن ما اقترفوه من جريمة.

تشكيل عصابة

رأت النيابة العامة أن الأصدقاء الأربعة بجريمتهم قد شكلوا في ما بينهم عصابة من أجل سرقة المجني عليه؛ لذلك رفعت في حقهم لائحة اتهام تتضمن نص هذه التهمة: «سرقوا ضمن عصابة في الطريق العام مبلغاً مالياً قدره 268 ألفاً و350 يورو من المجني عليه، بأن قاموا بالتخطيط مُسبقاً للجريمة عن طريق إعداد كمين مُحكم وفق خطّة رسموها مع بعضهم بعضاً، إلى أن حانت الفرصة لهم لتنفيذ ما أضمروه، ما مكّنهم من الحصول على الحقيبة وما تحتويه من أموال، والفرار بها من المكان».

وطالبت النيابة العامة بمعاقبتهم عملاً بالمادة 437 البند الثاني من مرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات والتي تنص على أنه: «يعاقب بالسجن المؤبد أو المؤقت كل من ارتكب جريمة سرقة في الطريق العام أو في إحدى وسائل النقل البرية أو المائية أو الجوية في إحدى الأحوال الآتية: إذا وقعت السرقة من شخصين فأكثر وبطريق الإكراه».

حبس وغرامة وتعويض مدني

بناءً على الأدلة والبراهين، دانت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، الأصدقاء الأربعة بالتهمة الموجهة إليهم، وقضت بعد أن قررت استعمال الرأفة والرحمة معهم في العقوبة، بمعاقبتهم بالحبس مدة ستة أشهر.

وأمرت المحكمة بتغريمهم بالتضامن قيمة المبلغ المالي الذي سرقوه من المجني عليه أو ما يعادله بالدرهم الإماراتي إلى جانب إلزامهم بدفع مبلغ 51 ألف درهم كتعويض مدني مؤقت للمجني عليه، وإلزامهم بمصاريف المحاماة إلى جانب تسليم المبلغ المالي المضبوط بحوزتهم إلى المجني عليه.