بمشاركة إماراتية مميّزة، أقيمت فعاليات الدورة السادسة من معرض المنتجات والحِرف اليدوية والتراثية، «تراثنا»، أكبر ملتقى يقام على أرض مصر يجتمع فيه المبدعون والفنانون والحِرفيون، في مكان واحد.
يضم معرض «تراثنا» هذا العام، الذي ينظمه جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ويقام في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، أكثر من ألف مشروع من مختلف محافظات الجمهورية، تغطي 32 قطاعاً حِرفياً، وتقدم في قالب عصري يناسب أذواق الجميع. إذ تتنوع هذه الفنون لتعرض السجاد، والكليم اليدوي، والمنسوجات، والتلّي، ومفروشات أخميم، والإكسسوارات الحريمي، والحِرف النحاسية والزجاجية، وأعمال التطريز، ومنتجات الحجارة، والخيامية، والصدف، والتابلوهات، والخزف، والجلود، ومنتجات الأخشاب، والخوص، والمنتجات الغذائية، ومنتجات سيناء، والأثاث، إلى جانب الملابس التراثية، والمكرميات، وأعمال الرسم على الحرير، والبامبو، وغيرها.
وفي إشارة إلى تحويل «تراثنا» إلى منتدى عالمي، انضمت إلى المعرض هذا العام أجنحة لثماني دول، تقديراً لجهودها الرائدة، وإسهاماتها المتميزة في مجال دعم ريادة الأعمال، وإعادة إحياء الحِرف اليدوية، وحماية التراث، وهي: الإمارات، والسعودية، والبحرين، وتونس، والجزائر، والهند، وباكستان، ولاتفيا.
وأثناء جولة «كل الأسرة» في جنبات المعرض، لفت انتباهنا الحضور الكبير للزوار لجناح دولة الإمارات العربية المتحدة، وتفاعلهم مع الفعاليات المقامة بشكل كبير.
حيث التقينا وفاء الشميلي، منسقة فعاليات بمؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب، وقالت «تعد هذه المشاركة الرابعة على التوالي لنا في «تراثنا»، هذا المعرض الذي يشكل انعكاساً لحضارات الشعوب التي تجتمع في مكان واحد، لتبرز فيها الدول المشاركة تراثها، الذي يُعد حجر أساس ترتكز عليه لتكمل به مسيرة مستقبلها، فهدفنا من خلال المشاركة توعية جمهور المعرض بأهمية الفنون الشعبية، ونشر ثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتراثها، وما يتضمنه من حِرف يدوية، وطقوس وعادات توارثناها من أجدادنا، ونسعى دوماً، «أبناء زايد»، لإبراز هذا الإرث الكبير، فمن ليس له ماضٍ، ليس له حاضر، ولا مستقبل».
وتضيف مريم سعيد المزروعي، سفيرة التراث الإماراتي ضمن فريق البرزة في إدارة وتنظيم الفعاليات التراثية برأس الخيمة «هناك حضور لافت من زوار المعرض لجناح دولة الإمارات، إذ استوقفني إقبال الجمهور الكبير للتعرف إلى معروضاتنا، وما تشتهر به دولتنا الحبيبة من حِرف يدوية مأخوذة من عادات وتقاليد أجدادنا، بخاصة تلك المتعلقة بالصناعات التي شكلت مصدر رزق لبعض الأسر الإماراتية، وكانت تنتجها المرأة قديماً، إذ تمكنت، بجانب إداراتها لنشاطات المنزل، من صناعة العديد من المشغولات اليدوية، التي باتت تقاوم الاندثار، رغم وجود ما ينافسها من منتجات وسلع مصنوعة آلياً».
وتواصل «التلي من الأعمال النسوية التي لا تخلو الملابس المرتبطة بالنساء منها، لتزيّن بها أكمام وياقات الأثواب، والسراويل الخاصة بها، كما كان هناك إقبال من الزوار للتعرف إلى أنواع البخور والعطور التي تستخدمها المرأة الإماراتية، كل هذا يعد فخراً لنا كشعب محب لتراث بلده، ويتطلع إلى أن يتعرف إليه الجميع، في شتى مشارق الأرض ومغاربها، وهو أقل ما نقدمه ردّاً، ولو كجزء، من جميل دولتنا علينا».
بدت على ملامح سعيد المزيود، رئيس فرقة المزيود للفنون الشعبية، السعادة والفرح نتيجة تفاعل الجمهور مع الرقصات الشعبية التي قدمها الجناح الإماراتي، ويعلّق «الرزفة فن تقليدي أصيل يجمع بين الأداء والشعر، وتمتد جذوره في تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، وثقافتها، فما نقدمه للجمهور المصري اليوم يجعلنا نفخر بأصولنا، وبأصالة هويتنا، وقد سعدت كثيراً بتواجدي وسط هذا الجمهور الذي يحمل في دمائه حضارة متجذّرة تجعله يقدّر الفن بأشكاله المختلفة، ويقدّر أيضاً ما تحمله الشعوب الأخرى من ثقافة وتراث، وخير دليل معرض «تراثنا»، هذا الحدث الذي يعبّر عن شعب متحضّر، استلهم القائمون عليه اسمه من وعيهم، وإيمانهم بدور التراث على مر العصور، وارتباطه بالهوية الوطنية».