22 ديسمبر 2024

'ريتش' يحتضن مشاريع استثنائية لروّاد الأعمال الشباب

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

جسّد مهرجان النهضة الاستثماري الوطني «ريتش»، الذي حمل شعار «شباب اليوم للغد»، التزاماً مستداماً بتمكين الشباب من خلال تعزيز ريادة الأعمال والابتكار، ودعم هذه الفئة، عبر توفير بيئة استثمارية حيوية تجمع بين التعليم، والترفيه، والتواصل الفعّال، تتيح للشباب من رواد الأعمال الإبداع والابتكار، وخوض مجالات سوق العمل، إلى نشر ثقافة ريادة الأعمال والتجارة، واستقطاب المواهب الاستثمارية القائمة على التكنولوجيا والمعرفة.

وإذ شكل المهرجان نافذة جديدة وحيوية لتحفيز رواد الأعمال، ومساحة لعرض ابتكاراتهم، فهو لم يقتصر على حضور أصحاب المشاريع، والمورّدين، وروّاد الأعمال، بل واكب منظومة متكاملة من الأنشطة التوعوية، التثقيفية، والمحاضرات، وورش العمل التي تحفّز داخل الشباب الأسئلة، وتستشرف آفاقاً جديدة من الابتكار الخلاق، فضلاً عن استقطاب الورش للأطفال الذين بدوا متحمسين للمشاركة، ومتفاعلين مع الأجواء.

مجلة كل الأسرة

المهرجان نظم على مدار 4 أيام في مكتبة محمد بن راشد -الجداف، برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وحضور عهود الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، والتي جالت في أرجاء المهرجان، وتوقفت عند كل مشروع، وتواصلت مع أصحاب المشاريع، كما كرمّت المؤسسات الراعية للمهرجان، وبينها مجلة «كل الأسرة» كراعٍ إعلامي للمهرجان.

وشكلّت مكتبة محمد بن راشد مركزاً تفاعلياً لكل الحوارات القائمة، سواء بين رواد الأعمال والمورّدين، أو بين روّاد الأعمال ومرتادي المهرجان، فضلاً عن الأنشطة والمعارض الفنية التي صاحبت المهرجان، إلى المسابقات التوعوية، وورش خاضت غمار «صناعة الشخصيات»، أو «الطريق إلى مشروع ناجح»، وورش حول صناعة الصابون، وحياكة بطانية بالي، وغيرها من ورش استهدفت الشباب والمراهقين، وحتى الأطفال، ووفرت للمشاركين أدوات عملية، ومعلومات قيّمة للانطلاق بمشاريعهم، إلى أنشطة عائلية استضافتها حديقة المكتبة، ومسرح تفاعلي، وسط أجواء مشوّقة، وحضور فاعل.

تنوعت الأجنحة المشاركة بين أقسام مخصصة للشباب، وعرض منتجات مبتكرة ضمن متاجر شبابية تنوعت توجهاتها، ومشاريع غذائية ريادية، مع مشاركة محلية ودولية للمورّدين، حيث شارك نحو 30 من أصحاب المشاريع بين الذكور والإناث، إلى 12 من المورّدين، و21 ورشة خصصت للمراهقين والأطفال استضافتها قاعات مكتبة محمد بن راشد، و8 جلسات حوارية استهدفت التعريف بالقواعد الأساسية لريادة الأعمال، مفهومها، التحدّيات القائمة وسبل مواجهتها، وآليات نجاح المشروع الريادي، والاستمرار فيه.

وحقق المهرجان نجاحاً لافتاً في تسويق مشاريع الشباب، وإلهام الأفراد للبدء بمسيرتهم الخاصة في ريادة الأعمال، بحيث شكلّ منصة للتعريف بمشاريعهم. وشهدت الأركان التجارية الخاصة بالشباب تفاعلاً كبيراً من الجمهور، حيث أتيحت الفرصة لرواد الأعمال الصاعدين لتقديم منتجاتهم وخدماتهم أمام جمهور متنوّع، ما ساعد على تعزيز الوعي بمشاريعهم، وجذب الاستثمارات. وإلى جانب ذلك، أضفت الأنشطة الترفيهية والتثقيفية جواً من التفاعل الإيجابي، مع جلسات حوارية ملهمة قادها خبراء في مجالات ريادة الأعمال والتطوير الشخصي، سلطوا الضوء على أهم التحدّيات والفرص في سوق العمل الجديد.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة


وفي هذا الصدد، أكدت خولة المطروشي، مديرة إدارة أجيال المستقبل في جمعية النهضة النسائية، بدبي، ومديرة المهرجان، لـ«كل الأسرة»، أن مهرجان ريتش «هو الأول من نوعه على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، ويُقام برعاية كريمة، وبدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، حفظها الله، في مكتبة محمد بن راشد، بالتعاون مع مؤسسات حكومية وخاصة، ليحقق أهدافاً طموحة».

وأضافت «يهدف المهرجان إلى توفير بيئة تفاعلية حيّة للشباب المواطنين، تتيح لهم فرصة تطوير مهاراتهم المختلفة، لاسيما في مجال ريادة الأعمال، حيث يشمل ورش عمل متنوعة، وفعاليات تفاعلية تمكّن المشاركين من الالتقاء برواد الأعمال، والاستفادة من تجاربهم. كما يقدم المهرجان أقساماً متعددة تغطي جوانب مختلفة من تطوير المهارات والإبداع، ويركز على دعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث خصصنا قسماً خاصاً للمورّدين من داخل الدولة، وخارجها. ولأول مرة، يشهد المهرجان مشاركات دولية تسهم في تعزيز التعاون، وتبادل الخبرات. كما يتضمن المهرجان ورشاً فنية وتقنية، وجلسات عملية مصممة لتلبية احتياجات التجار، وكل من يرغب في دخول عالم المشاريع».

وأوجزت «هذا المهرجان يعتبر فرصة مثالية لكل من يسعى للبدء بمشروعه الخاص، أو لتطوير مهاراته في ريادة الأعمال، حيث نقدم الدعم اللازم، ونوضح أهم الخطوات والأدوات لتحقيق النجاح».

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

تحديات في الطريق نحو مشروع ناجح

إذن، ما هي أهم الخطوات للنجاح، والمباشرة في مشروع رائد؟ لهذا السؤال إجابة واحدة ترتكز على الموهبة والثقة بالنفس عند مباشرة المشروع، بحسب المدربة المعتمدة من جمعية النهضة النسائية سلمى الكتبي، التي تعتبر أن رأس المال ليس دائماً العائق الرئيسي..

حيث هناك مجموعة من التحديات التي قد تواجه الشاب في بداية المشروع، ومنها:

1- تحديد الفكرة المناسبة:

التحدي يكمن في اختيار فكرة مشروع قابلة للتطبيق ومطلوبة في السوق. أحياناً تكون الأفكار مبتكرة، لكنها قد لا تكون متوافقة مع احتياجات السوق المحلي.

2- وضع خطة مدروسة:

بعض الأشخاص يبدؤون مشاريعهم من دون خطة واضحة، ما يؤدي إلى عدم القدرة على تحديد الأولويات، أو إدارة الموارد بشكل فعّال.

3- البحث عن الموارد المناسبة:

حتى لو لم يكن رأس المال هو المشكلة، فإن البحث عن شركاء، أو مورّدين موثوقين قد يكون تحدّياً.

4- التسويق والترويج:

الكثير من المشاريع تواجه صعوبة في إيصال منتجاتها أو خدماتها إلى العملاء بسبب ضعف استراتيجيات التسويق، أو عدم الخبرة في هذا المجال.

5- إدارة الوقت:

أصحاب المشاريع الناشئة غالباً ما يواجهون صعوبة في تنظيم الوقت بين العمل على المشروع، والتزاماتهم الأخرى.

6- الخوف من الفشل:

العديد من الأشخاص يتردّدون في بدء مشاريعهم خوفاً من خسارة الوقت، أو الجهد، أو حتى السمعة، إذا لم ينجح المشروع.

مجلة كل الأسرة

وتتناول الكتبي مراحل المشروع خطوة بخطوة، بداية من التخطيط، وصولاً إلى التنفيذ والتسويق، مع التشديد على ضرورة المتابعة والتقييم المستمرّين لضمان صحة المشروع واستمراريته «المتابعة الدقيقة ليست مجرد خطوة أخيرة، بل هي أساس النجاح الطويل الأمد».

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

وعلى الرغم من أن رأس المال يُعتبر من أبرز العوائق التي تواجه الأفراد عند بدء مشاريعهم، ترى الكتبي أن المشكلة الحقيقية ليست في المال، بل في الفكرة والإصرار «يمكنك بدء مشروعك من دون رأس مال كبير، إذا كنت تملك الموهبة، والإيمان بقدراتك. الموهبة هي رأس المال الحقيقي للتاجر الناجح»، موجهة النصيحة لمن يرغب في مباشرة مشروع ناجح «لا تدع الخوف أو العقبات المالية تقف أمام طموحك. كل ما تحتاج إليه هو خطة جيّدة، وشغف حقيقي، وإيمان بنفسك».

* تصوير: محمد شعلان