يعمل صنّاع الروبوتات البشرية، على قدم وساق، ليطوّروا روبوتات أقرب ما تكون إلى البشر، بشكلها ووظائفها. واليوم، تمكن روبوت بشري مطوّر من تحقيق رقم قياسي عالمي جديد بعد محاولتين فقط، من تسديد رمية في كرة السلة.
أمر لا يصدق! هل سينسحب البشر أمام الروبوتات؟ أم أن الروبوتات ستكون حافزاً لهم، ودافعاً للمنافسة؟ عندما يتحدث مصنّعو الروبوتات الشبيهة بالبشر عن قدراتهم الإبداعية، تراهم يسلطون الضوء أكثر ما يكون على خفة الحركة، والسرعة، وخير مثال على هذا التركيز في تطوير حركة الروبوتات، الروبوت «أطلس بوسطن ديناميكس» الذي يمارس رياضة الباركور، أو الروبوت «Forerunner K2» الذي يمارس ألعاب القوى.
أجيال الروبوت «كيو» اليابانية
لأجل ذلك، ركزت شركة تويوتا اليابانية في صناعة لاعب كرة السلة الروبوت «CUE» (كيو)، على سرعة الحركة، والخفة. وقد تمكن الجيل الثالث من كيو «CUE3» في عام 2019، من دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعد نجاحه في تسجيل 2020 رمية حرة متتالية.
وتعتمد تويوتا اليوم على روبوتات الجيل السادس من «كيو»، لتسجيل رقم قياسي عالمي جديد في كرة السلة، بعد تسديد CUE6 هدفاً من مسافة 24.55 متر.
محاولتان فقط وتسديدة ناجحة
على الرغم من تركيز تويوتا على تطوير الجيل السادس من «كيو» أكثر فأكثر، لكنه لم يتمكن من تحطيم الرقم القياسي العالمي المطلق في اللعبة، فاللاعب الأمريكي «جوشوا ووكر» سجل في عام 2022 رقماً قياسياً بـمسافة 34.6 متر. لكن CUE6 تمكن من النجاح في التسديدة الأطول بين الروبوتات البشرية في لعبة كرة السلة.
لكن، بينما يحتاج الإنسان إلى ما يقارب 30 محاولة ليسدد الهدف من مسافة أطول، تمكن «كيو6» من تسديد هدفه بعد محاولتين فقط! وقد كان مهندسوه يأملون أن ينجح من المحاولة الأولى، ولكن «كيو» عندما أخفق في المحاولة الأولى أعاد معايرة نفسه ونجح في تسديد الهدف التنافسي في محاولة ثانية.
في الواقع، تطوّرت الروبوتات بشكل كبير منذ الجيل الأول الذي تم تركيبه بقطع طوب الليغو. وقد عمل المهندسون كثيراً على يدَي الروبوت ليكون قادراً على التقاط الكرة، والحركة، والتسديد، والمراوغة. كما تم تزويده بكاميرات في قدميه كي يتمكن من متابعة حركات الكرة بشكل أفضل.
إلى ذلك، تعلّم الروبوت القدرة على التسديد أكثر من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، الذي ساعده على تطوير أسلوب الرمي الخاص به.