29 ديسمبر 2024

«لمّة» العائلية.. فعاليات ملهمة تعزّز الروابط الأسرية بالترفيه والابتكار

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

مغامرة شتوية مشوّقة أفسحت لها المجال هيئة الشارقة للمتاحف من خلال فعالية «لمّة» العائلية في دورتها الخامسة التي نظمت في متحف الشارقة للآثار بالشارقة. المبادرة، التي بدأت من 25 ديسمبر وتستمر حتى 29 منه، تشكل فرصة مميزة للعائلات للاستمتاع بمزيج من الأنشطة، الثقافية والترفيهية، في بيئة تفاعلية تجمع بين الفنون والتاريخ.

استهدف البرنامج المتنوع للفعالية جميع أفراد الأسرة، من مختلف الأعمار، بورش عمل وأنشطة ثقافية، وتعليمية، وبيئية، بغية تعزيز الترابط الأسري، وتنمية المهارات الإبداعية، مع منحى وهدف مركزي في تحويل المتاحف إلى مساحات حيوية للتفاعل الثقافي، والاجتماعي، وإيجاد منفذ للأطفال خلال العطلة المدرسية، بعيداً عن جدران المنزل، وأسْر التكنولوجيا، لاكتشاف التاريخ والفنون بطرق مبتكرة.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ومن خلال «لمّة»، أمكن للزوار، من أُسر وأطفال وشباب وشوّاب، الوقوف عند تجربة حيوية جمعت بين عناصر التراث، والترفيه، والتعليم، في منظومة واحدة. ومن خلال التجوال في جنبات الفعالية، يمكن التركيز على «ثمار» هذه الفعالية التي تجمع بين العروض والأنشطة المميّزة لجميع متاحف الهيئة في برنامج واحد...

أما أبرز ملامح المبادرة، فهي:

- التفاعل مع تاريخ وتراث الشارقة: عبر ورش عمل، مثل ترميم الفخار والطباعة على الطين، إضافة إلى سرد قصص تاريخية مشوّقة تنقل الأطفال إلى عصور تاريخية قديمة.
- استكشاف الحضارة الإسلامية: من خلال أنشطة من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، شملت ورش الزخارف التقليدية، وتعريفات إبداعية في علم الفلك.
- إطلاق العنان للإبداع الفني: ورش عمل في متحف الشارقة للفنون حول مزج الألوان لإنشاء مناظر طبيعية حيوية، وفن الألوان المضيئة الفريد لتجارب ليلية.
- الغوص في التراث البحري: عبر تنظيم ورش تصميم مشغولات بحرية، وبناء نماذج مصغرة للقوارب في مربى الشارقة للأحياء المائية، ومتحف الشارقة البحري.
- العلوم والإبداع: قدم متحف الشارقة العلمي ورش عمل أتاحت للأطفال صنع سيارات صاروخية تعمل بالطاقة الهوائية، باستخدام مواد معاد تدويرها، فيما قدّم متحف المحطة للأطفال قصصاً وحرفاً مستوحاة من تاريخ الطيران في الشارقة.

مجلة كل الأسرة

تجربة تعليمية وترفيهية فريدة

إذاً، من خلال تلك الفعالية، تجد نفسك أمام تجربة تعليمية وترفيهية فريدة تتضافر فيها جهود متاحف أخرى، بما في ذلك حصن خورفكان، وبيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي، ومتحف الشارقة للتراث، بورش عمل تتضمن تزيين الفخار، وتصميم المزهريات الزجاجية، وتزيين الأكواب التقليدية، وسط أجواء احتفالية مميّزة، تتضمن موسيقى حية، أركاناً للحكايات، سينما في الهواء الطلق، ألعاباً تفاعلية، وعربات طعام شهية. كما تضيف الشخصيات المحبوبة «عليا» و«حمدان»، أجواء خاصة، مع ظهور مميّز، وتوزيع البالونات.

فالبرامج المجتمعية موجهة للجميع، ومعها ورش عمل خصصت للكبار، وللأفراد من أصحاب الهمم، إلا أن بعضاً من تلك الأنشطة مفتوح حتى 18 مايو 2025، ومنها معرض «رحلة الاكتشافات» الذي دعت هيئة الشارقة للمتاحف الزوار إلى استكشافه، حيث يقام في متحف الشارقة للآثار، وهو معرض تفاعلي فريد موجه للأطفال، يحيي تجربة غامرة في عالم الآثار، تشمل أنشطة عملية، مثل التنقيب الافتراضي، وارتداء أزياء علماء الآثار، ما يعزز فضولهم حول التراث الثقافي.

مجلة كل الأسرة
مجلة كل الأسرة

ووفقاً للقيّمين على الفعالية، فإنّ «لمّة» تعكس، بأنشطتها، أهدافاً متعدّدة، منها تنمية الحسّ الإبداعي للأطفال، من خلال ورش تستكشف الفنون والعلوم، وتعزز الروابط العائلية عبر توفير مساحات تعليمية ترفيهية، يمكن للجميع المشاركة فيها، إلى جانب التوعية، البيئية والثقافية، عبر تسليط الضوء على التراث الإماراتي، والبيئة البحرية.

ويعزز هذا النوع من الفعاليات الهوية الوطنية وملامح التاريخ الوطني كما يساهم في تنمية المهارات الفنية والإبداعية. ومع العطلة المدرسية، شكلّت الفعالية وجهة مثالية للعائلات، وفرصة رائعة زاوجت بين التعلم والمرح لتعليم الأطفال مهارات جديدة بشكل تفاعلي، وتعزيز اهتمامهم بالتراث والثقافة، ومشاركة الأهل اهتمامات الأبناء.

ومن هذا المنطلق، يمكن اعتبار «لمّة» مبادرة ثقافية تعليمية اجتماعية، تنجح عاماً بعد آخر، في إيجاد مساحة تفاعلية بين العائلات، مع تسليط الضوء على أهمية التراث الإماراتي، والابتكار، والوعي البيئي، حيث التعليم والتعلم لا يحتاجان أن يكونا ضمن قاعات دراسية مغلقة؛ بل يمكن تحقيقهما في أجواء مملوءة بالمرح، والابتكار.

* تصوير: السيد رمضان