تُعد دبي واحدة من أبرز الوجهات العالمية التي تجمع بين الثقافة، والترفيه، والابتكار. ومع دخول فصل الشتاء، تصبح المدينة منصة متألقة لمهرجانات المأكولات التي تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم. هذه المهرجانات ليست مجرّد فرصة لتذوق أطيب الأطباق، بل هي أيضاً مساحة لدعم مشاريع الشباب والابتكار في عالم الطهي.
في موسم العطلات، تنبض دبي بالحياة مع طقسها المعتدل الذي يجعل من الأنشطة الخارجية متعة حقيقية، وقد جمع مهرجان المأكولات «كانتين إكس» العديد من النكهات، المحلية والعالمية، حيث شارك كبار الطّهاة، ومشاريع الطهي الصغيرة، لعرض إبداعاتهم. هذه الفعالية لا تقتصر على الطعام فقط، بل تمتد لتشمل العروض الموسيقية، والأنشطة العائلية، والأسواق الحِرفية، ما يجعلها تجربة شاملة لجميع أفراد الأسرة.
من جهته، يقول عبدالحكيم عبدالله، مساعد أول مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة- مهرجان دبي للتسوق «تعتبر مهرجانات المأكولات منصة مثالية لدعم رواد الأعمال الشباب في قطاع الطهي. وبدوره «كانتين إكس»، يمنح هذه الفعاليات فرصة لعرض أفكارهم وإبداعاتهم أمام جمهور واسع، ومتنوّع. ومن خلال الأكشاك والعربات المتنقلة، يتمكن أصحاب المشاريع الصغيرة من التواصل مع العملاء، وتلقّي ملاحظاتهم، وتطوير منتجاتهم بناء على احتياجات السوق».
وخلال جولتنا في «كانتين إكس» حاورنا أصحاب مشاريع شبابية مبتكرة، أكدوا أن مثل هذه المهرجانات تسهم بشكل مباشر في تطوير استراتيجيات تسويقية مبتكرة، وتحقيق النجاح في مشاريعهم.
قدمت هند الراشد «غودز» الذي يقدم مذاقاً مختلفاً ومبتكراً من الشوكولاتة، ودمجت فيه نكهات مختلفة من الشوكولاتة الإيطالية، وصنعت مذاقاً جديداً ومختلفاً خاصّاً بعلامتها التجارية الإماراتية التي انطلقت من البيت، وتقوم بتسويقها «أونلاين»، ولاقت إعجاباً من عشاق الشوكولاتة في الدولة.
كما ذكرت هند أهم الخطوات التي اتبعتها للمشاركة في مهرجان «كانتين إكس»:
- التميّز في تقديم مفهوم ومذاق جديد ومبتكر.
- المشاركة في العديد من الفعاليات ومهرجانات المأكولات.
- التواصل المستمر مع العملاء والمتابعين من خلال الـ«سوشيال ميديا».
حرصت عبير الجريد على التعريف بثقافة المطبخ السعودي من خلال مشاركة مطعم والدتها حنان القصبي، وشريكتها آلاء الزواوي «فول وتميس»، وتبيّن «اسم المطعم في حد ذاته يعبّر عن ثقافة الفطور في السعودية، والذي يشمل الفول، وخبز التميس، كما استعرضنا من خلال مشاركتنا في «كانتين إكس» الأطباق التقليدية، ومنها «المطبق» الذي يُعد من أهم الأكلات السعودية، فضلاً عن الكرك، والشاي بالنعناع، والقهوة السعودية، فنحن نعلم أهمية هذا المهرجان للمواطنين والمقيمين في الإمارات، فهم شعب يعشق الانفتاح، والتعرف إلى المطابخ العالمية، وهو شعب ذواق أيضاً، لذلك حرصنا على أن يتذوقوا القهوة السعودية التي تمتاز بلونها الذهبي، ورائحتها المميزة».
أصبح مشروع «بي كافيه» لعبده بجاني، من الأسماء المعروفة في عالم القهوة في الإمارات. يشارك عبده، بانتظام، في الفعاليات والمهرجانات، حيث يرى أنها منصة مثالية لعرض منتجاته، وزيادة قاعدة عملائه. ويواجه عبده في هذه الفعاليات تحدي تقديم تجربة مميزة وسط منافسة شرسة، ولكنه يعتبر ذلك حافزاً للإبداع والتجديد. فإضافة إلى القهوة العربية التقليدية، يقدم عبده تشكيلة متنوعة من المشروبات، مثل الماتشا، والقهوة الباردة التي يتم تحضيرها بطرق مبتكرة. كما يهتم بتقديم تجربة كاملة للعميل من خلال الحلويات المصاحبة، والجو العام للمقهى.
تعتز كلثوم علي بالثقافة الإماراتية من خلال مشروعها «تبرا»، الذي تقدم من خلاله مجموعة من التصاميم المستوحاة من التراث، وأوضحت «لطالما كانت الإبداعات الحرفية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا الإماراتية. قررت أن أدمج هذا الإبداع في مشروع تجاري مبتكر. أرى أن الجوارب هي أكثر من مجرد قطعة ملابس، إنها وسيلة للتعبير عن الذات، وإضفاء لمسة من الفردية، والرموز الإماراتية التي استخدمتها متنوعة وأصيلة، مثل البرقع، الخنجر، المها والجمل، النخيل، الطوابع القديمة.. وقد حرصت على أن تكون طريقة الرسم عصرية ومبتكرة».