أثناء تواجده في مقر سكنه، فوجئ شاب يبلغ من العمر 31 عاماً بتعرّض حالته الصحية إلى انتكاسة شديدة، وألم غير مُتوقع في منطقة المعدة، وبداية فقدان الإدراك لما يدور حوله، فأقدم على الاتصال بالإسعاف في أحد المستشفيات، من أجل نجدته في أسرع وقت ممكن.
الشاب، الذي اطّلعت «كل الأسرة» على قصته من تفاصيل قضية نظرها القضاء، تبيّن أن حالته الصحية المُفاجئة والطارئة لم تكن لتحدث لولا انحرافه وسيره في طريق تعاطي «المؤثرات العقلية»، وبكميات ضارّة.
ماذا حدث للشاب؟
بدأت تفاصيل قصة الشاب عندما تلقت إدارة الطوارئ في أحد المستشفيات اتصالاً هاتفياً من قِبله، يطالب فيه بسرعة إرسال سيارة إسعاف من أجل مساعدته، لكونه يعاني آلاماً شديدة أصابت جسده بشكل مفاجئ، وعدم قدرته على تحمّل هذه الآلام.
على الفور، استجاب فريق الإسعاف للمكالمة، وتوجه إلى المنزل الذي يقطنه الشاب، فقدم له الإسعافات الأولية للتخفيف عنه، وقرر نقله، على وجه السرعة، إلى المستشفى ليحصل على العلاج اللازم.
باشر الأطباء في المستشفى فحص الشاب، فتبيّن لهم أنه يعاني حالة صحية سيئة نتيجة تعاطي شيء ما، فاستفسروا منه عمّا تناوله من مواد، ليؤكد أنه تعاطى أدوية وعقاقير طبية تحتوي على مؤثرات عقلية محظور تعاطيها، وأنه تعاطاها بكميات ضارّة.
4 أنواع من العقاقير
أجرى الأطباء الفحوص المخبرية الضرورية للتحقق ممّا تعاطاه الشاب لتقديم العلاج، والتخفيف من ألمه، ليتبيّن أنه تعاطى 4 أنواع من العقاقير التي تحتوي على مؤثرات عقلية، أولها عقار مُهدئ قوي يُستخدم لعلاج الأرق في بعض الدول، وأحياناً لتخفيف القلق، ويُسبب النعاس الشديد، وفقدان الذاكرة المؤقتة، وله آثار جانبية تؤدي إلى فقدان الوعي، وإدمان.
أما الثاني فهو عقار طبي يسبب النعاس، والدوخة، والإدمان عند استخدامه لفترة طويلة، أما العقار الثالث فمن أعراضه الطبية تقليل الإشارات العصبية التي تسبب الألم، ويؤدي إلى دوخة واضطرابات في التركيز، وإدمان إذا أُسيء استخدامه، بينما الرابع له آثار سلبية تؤدي إلى فقدان الشهية والأرق، إذا أُسيء استخدامه.
ماذا تحتوي هذه العقاقير؟
ووفقاً لتفاصيل القضية، فإن هذه العقاقير تحتوي على مؤثرات عقلية من مركّبات «امفيتامين، ووميثامفيتامين، واوكسازيبام، وتيمازيبام، ونوردازيبام»، وجميعها تُعد مواد مخدّرة، يُحظر استخدامها في غير الأحوال المرخّص بها قانوناً.
وتستخدم هذه العقاقير تحت إشراف طبي صارم، ويحظر استخدامها من دون وصفة طبية، فقد يستخدمها المُتعاطون في إدمانهم للتعاطي، وبعض هذه العقاقير خاضعة لرقابة شديدة في العديد من الدول، ويُمنع تداولها من دون وصفة طبية.
والد الشاب: ابني متعاطٍ
عمل الأطباء على إنقاذ حياة الشاب، وبذل كل الجهود من أجل التخفيف من الحالة الصحية السيئة التي كان يعانيها جراء الجرعات الزائدة من التعاطي، وتعدّد أنواع المؤثرات العقلية التي دخلت إلى جسده.
في صالة الانتظار، كان والد الشاب قد هرع أيضاً إلى المستشفى ينتظر نتائج الأطباء في التعامل مع حالة ابنه الصعبة، إلى أن جاء الخبر بأن حالته أصبحت مُستقرة، بعد سرعة تقديم العلاج له.
وتماشياً مع القانون، قدم الأطباء بلاغاً إلى الجهات الشرطية المُختصة حول الحالة المرضية للشاب التي تدخل ضمن إطار التعاطي، وتقع تحت طائلة المسؤولية والقانون.
حضرت الشرطة إلى المستشفى، وشاهدت والد الشاب في البداية الذي لم يخفِ حقيقة ابنه، فأكد أنه تم نقل ابنه إلى المستشفى لكونه «يتعاطى المواد المخدّرة».
صاحب سوابق في التعاطي
بعد حصوله على العلاج، أقرّ الشاب بأنه بتاريخ الواقعة، وأثناء تواجده في مقر سكنه، تعاطى 4 عقاقير تحتوي على المؤثرات العقلية، ما أدى إلى تدهور حالته الجسدية، واتصل بالمستشفى من أجل إنقاذ نفسه من الألم.
حاول الشاب تبرير تعاطيه العقاقير التي تحتوي على المؤثرات العقلية عبر الادّعاء بأن لديه وصفة طبية، إلا أن تبريره لم يكن مُقنعاً، بخاصة أن التحقيقات أظهرت أنه من أصحاب السوابق في مجال تعاطي المخدرات.
لائحة اتهام وحبس
رفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحق الشاب إلى الهيئة القضائية في المحكمة الابتدائية، موجهة له تهمة «تعاطي مؤثرات عقلية لمركّبات «امفيتامين، ووميثامفيتامين، واوكسازيبام، وتيمازيبام، ونوردازيبام»، في غير الأحوال المرخص بها قانوناً».
وعلى الرغم من أن الشاب نجا من انتكاسة صحية، إلا أن ما فعله من تعريض حياته لخطر انتهى بإدانته من قبل المحكمة الابتدائية بتهمة تعاطي المؤثرات العقلية، وقضت بمعاقبته بالحبس لمدة سنتين، فيما تم تخفيض العقوبة أمام الهيئة القضائية في محكمة الاستئناف إلى الحبس لمدة 3 أشهر.
اقرأ أيضاً: شاب يتورّط في تعاطي المخدرات.. والصدمة في هوية من يزوّده بالسموم