كادت فتاة تجمعها علاقة عاطفية مع شاب، أن تنهي حياته، بعد أن شكّت في أنه على علاقة غرامية مع فتاة آخرى، ويتحدث معها بالسّر من وراء ظهرها، من خلال أحد تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.
الفتاة «ن»، التي اطّلعت «كل الأسرة» على قصتها من حكم قضائي، قادها شكّها في صديقها إلى الوقوع في «المحظور»، خلال لحظة غضب عارمة جعلتها تستلّ «سكيناً»، وتُشهرها نحوه.
تبيّن من خلال تفاصيل قصة الفتاة مع صديقها، أن علاقة عاطفية غرامية تجمعهما، لكن هذه العلاقة تشوبها، في كثير من الأحيان، المشاكل التي تندلع بينهما بسبب خلافات مُستمرة، جرّاء الغيرة والشك، وغيرهما من الأسباب.
سماع صوت فتاة
في أحد الأيام، سمعت الفتاة الشاب، أثناء تواجدهما في الشقة التي يقطنانها معاً، يتحدث مع فتاة أخرى عن طريق برنامج محادثة صوتي لموقع تواصل اجتماعي، فهرعت نحوه، وهي في حالة غضب شديد.
كان الشاب في ذلك الوقت داخل المطبخ بمفرده بعيداً عن صديقته، وكان صوت الفتاة الأخرى قد وصل إليها في غرفتها، ما جعلها تشك في أنه «على علاقة مع أخرى في ظل الخلافات المستمرة بينهما».
تقول الفتاة في روايتها حول ما حدث في تلك اللحظات «شاهدته في المطبخ وهو يتحدث مع فتاة عن طريق برنامج محادثة صوتي، فسألته عنها، فلم يُجب، فطلبت منه إعطائي هاتفه، فرفض، فحاولت أخذ الهاتف بالقوة، فلم أتمكن».
توترت الأجواء بشكل كبير بين الطرفين في ظل رفض الشاب إعطاء هاتفه النقال للفتاة، وارتفع مستوى الصراخ والشجار بينهما في المطبخ، تضيف الفتاة «أقدم على ضربي بيده على وجهي، جهة حاجبي الأيسر، فأخذت سكيناً كانت في المطبخ ووجهتها إليه، وقلت له إنه في حالة اعتدائه عليّ مرة أخرى سأطعنه».
بعد أن شاهد الشاب الفتاة تحمل سكيناً في يدها حاول أخذها منها لمنعها من القيام بأي عمل مؤذٍ، لكن النتائج كانت في غير مصلحته، تشرح الفتاة «حاول أخذ السكين من يدي، فأقدمت على طعنه، فخرج من المطبخ إلى دورة المياه ثم سقط على ظهره».
وتابعت الفتاة «عندما شاهدت الدماء تنزف من صدره تملّكني الخوف، واتصلت بالشرطة والإسعاف، وأبلغت عن الواقعة من أجل إنقاذه»، مؤكدة «أن قيامها بطعن صديقها لم يكن الهدف منه قتله».
الشاب: كنت أتحدث مع شقيقتي
بالفعل، وصلت سيارة الإسعاف، ونُقل الشاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، ثم قدّم روايته حول ما حدث في المطبخ، فقال «بتاريخ الواقعة كنت في المطبخ أقوم بإعداد الطعام، وكنت أتحدث هاتفياً مع شقيقتي عن طريق برنامج للتواصل الاجتماعي، فحضرت المتهمة فأغلقت المحادثة».
وأضاف «سألتني عن الشخص الذي كنت أتحدث معه، فأخبرتها أنها شقيقتي، لكنها لم تصدق، وطلبت مني الاتصال بها للتأكد من ذلك، فرفضت ما زاد في غضبها».
يؤكد الشاب أن الفتاة ونتيجة رفضه لطلبها، توجهت نحو أحد أدراج المطبخ وأخذت سكيناً، ووضعت يدها خلف ظهرها، ثم تقدمت نحوه وأبلغته صارخة «إن علاقتهما ستنتهي الآن».
يقول الشاب «وجهت السكين نحو صدري وضربتني بها فوضعت يدي لمحاولة تفادي الضربة، فلم أستطع، ما تسبب بإحداث جُرح في ساعدي الأيسر، ثم وصلت الطعنة إلى صدري».
وتابع «سقطت على الأرض، فأخذت هاتفي من جيب بنطالي، وهمّت بالخروج من الشقة، إلا أنها شاهدت شخصاً آخر يقوم بتصويري، فعادت، واتصلت بالشرطة، ثم حضر رجال الشرطة ورجال الإسعاف، وتم نقلي إلى المستشفى».
حالة الشاب
وفقاً لتقريرين طبيّين، فإن الشاب تعرّض، جراء استخدام السكين ضده، إلى جرح طعني نافذ في جدار الصدر الأمامي، عند الجهة اليسرى، وقد تمت معالجته، لكن تبيّن بعد ذلك وجود إصابة في شريان الثدي الداخلي الأيسر، ما اضطره إلى مراجعة عيادة جراحة الصدر مرة أخرى، وحصل على العلاج الجراحي، وأصبحت حالته مُستقرة من الناحية السريرية والشعاعية.
يؤكد التقرير الطبي الثاني «إن الإصابات التي تعرض لها الشاب تحتاج إلى أكثر من 20 يوماً للشفاء».
أمام المحكمة الفتاة: لم أقصد
نظرت الهيئة القضائية المختصة في المحكمة الابتدائية، قضية الفتاة، حيث مثلت أمامها، وأقرّت بقيامها بالاعتداء على صديقها بالسكين، مؤكدة أنها «لم تقصد قتله».
رأت المحكمة أن الجريمة التي ارتكبتها الفتاة لا يمكن اعتبارها «جريمة شروع في القتل»، نظراً لأنها لم تكن تقصد إزهاق روح المجني عليه، وأنها لم تكن تُبيّت النيّة مُسبقاً من أجل طعنه.
وأضافت المحكمة «أن المتهمة قد أقدمت على طعن المجني عليه بقصد الإيذاء من دون إزهاق روحه، ثم ألقت بالسكين في مكان الواقعة، واتصلت بالشرطة لإنقاذه، وأنه لا يوجد دليل على أنها كانت تقصد إزهاق روحه مُسبقاً».
ورأت المحكمة أن ما أقدمت الفتاة عليه تجاه صديقها يعتبر جريمة «اعتداء عمد على سلامة جسم المجني عليه، باستعمال سكين أفضى إلى عجزه عن ممارسة أعماله الشخصية مدة تزيد على عشرين يوماً»، وهي جريمة مُجرمة بالمادة رقم 390 البند أولاً من المرسوم بالقانون الاتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات.
قضت المحكمة في نهاية حكمها، بحبس الفتاة لمدة 6 أشهر، بعد أن رأت أخذها بقسط من الرأفة والرحمة في إنزال مدة العقوبة بحقها.. ليكلّفها «شكّها» ولحظة «غضبها» هذه النتيجة.