06 يناير 2025

عبدالله أجمل: كيف تختار التركيبة المثالية لعطرك المفضل

فريق كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في عالم العطور الذي يُعد مزيجاً من الفن والحواس، يتجّه العديد من محبّي الروائح إلى تركيب العطور بطريقة تعكس أذواقهم، وشخصيّاتهم. ولأن فنّ العطور يتطلب معرفة عميقة بالمواد العطرية، وطرق مزجها، إليكم هذا الحوار مع «عبد الله أجمل»، أحد الخبراء في هذا المجال، لنكشف أسرار تركيب العطور، وكيفية خلق روائح فريدة لا تُنسى. في هذا الحوار، سنستعرض معه بعض التركيبات العطرية الكلاسيكية التي لم تفقد بريقها على مرّ السنين، ونكتشف كيف يمكن لكل شخص أن يختار العطر الذي يعبّر عن شخصيّته بأفضل طريقة ممكنة.

مجلة كل الأسرة

هل يقتصر تركيب الروائح على الكولونيا وحدها؟

لا تقتصر عملية ابتكار العطور على الكولونيا، فحسب، بل تتعداها لتشمل مزج مكونات عطرية متنوّعة لصنع عطر فريد يعكس شخصيتك. ابدأ بتطبيق العطر الأساسي كأساس ثابت، ثم أضف الطبقات العطرية المكملة بحذر، مع مراعاة تدرّج كثافتها. تُعد التركيبات الكلاسيكية مثل مزيج اللافندر مع الفانيليا، أو البرغموت مع الراتنجات، أو الورد مع الباتشولي، بداية مثالية. لكن في النهاية، الجمال يكمن في اختياراتك التي تعبّر عن ذوقك الخاص.

هل يمكنك استعراض بعض التركيبات الكلاسيكية للعطور؟

نقدم لكم تركيبات عطرية خالدة، تعكس جمال فنّ تناغم الطبقات العطرية:

العود والورد: يتناغم عبق العود الخشبي العميق مع نفحات الورد الرقيقة، ليُبرزالطابع المميّز للعطور الشرقية.

خشب الورد والفانيليا: تركيبة ناعمة ومهدّئة تمزج بين رائحة خشب الصندل والفانيليا الحلوة.

الياسمين والعنبر: يمتزج عطر زهور الياسمين بسلاسة مع عبق العنبر الدافئ ليأسر الحواس.

التوابل والعود: تركيبة متناغمة تجمع بين القرفة أو الهيل، ونفحات العود المدخن، مثالية للأمسيات الهادئة، أو الأجواء الباردة.

ما الطريقة التي تعتمدها لاختيار عطرك الفريد؟

يكتشف كل منّا عطره المميّز في رحلة يخوضها بنفسه، حيث تصبح الرائحة امتداداً طبيعياً لحضورك وسحراً يميّزك بهدوء وأناقة. إذ يتحوّل العطر المثالي إلى بصمة تميّزك، وتأسر الآخرين برقّتها، من دون مبالغة.

ما هي عطور النيش؟

تُعرف عطور النيش بتركيباتها الاستثنائية، وجودتها الفاخرة، إلى جانب توفرها المحدود الذي يمنحها طابعاً حصرياً، ما يجعلها الخيار الأمثل لمحبي التميّز، بعيداً عن العطور التجارية المعتادة. ازدهرت هذه العطور بشكل بارز في التسعينيات، حيث صُممت خصيصاً لتلبية شغف عشاق العطور المتفردين، وغالباً ما تُعرض في أماكن حصرية لتجربة فريدة. تتميّز عطور النيش ليس بتركيباتها العطرية المبتكرة فقط، بل أيضاً بتصاميم تغليفها الأنيقة التي تضفي عليها طابعاً مميّزاً لا يشبه الخيارات التقليدية المتوفرة في الأسواق.

مجلة كل الأسرة

ما المقصود بالنفحات «العليا» و«الوسطى» و«القاعدية»؟

يتكون العطر من ثلاث طبقات، تسهم كل منها في تجربة العطر الفريدة:

النفحات العليا: هي الانطباع الأول الذي يلامس حواسّك فور رش العطر، حيث تحمل عبيراً مشرقاً، ومفعماً بالحيوية، مثل الفواكه الحمضية. صُممت لتكون مؤثرة في اللحظة الأولى، لكنها عابرة، وتدوم لبضع دقائق فقط. من أبرز أمثلتها روائح البرغموت، والليمون، والمريمية، وحتى لمسات من الشوكولاتة.

النفحات الوسطى: عندما تتلاشى النفحات العليا، تنبثق النفحات الوسطى لتأخذ مركز الصدارة، حيث تُعرف بأنها قلب العطر، وجوهره. تلعب مكوناتها العشبية، والزهرية، والنباتية، والتابلية دوراً حاسماً في تشكيل شخصية العطر، وهويته. تتآلف روائح مثل البابونج، والفلفل الأسود، والكافور، والصنوبر، والورد بانسجام في هذا القلب العطري، لتُبرز الطابع الأساسي للعطر، بعد أن تتلاشى النفحات العليا.

النفحات القاعدية: هذه هي الروائح العميقة والثابتة التي تتطور بمرور الوقت لتؤسس قاعدة العطر. تتطور الروائح الأساسية ببطء، ولا تكتمل إلا بعد مرور نحو نصف ساعة من رش العطر. وتتميز بتركيبة عطرية فاخرة، تجمع بين روائح خشبية ترابية عميقة، كخشب الأرز، والعود، ونجيل الهند، وروائح شرقية دافئة كالمسك، والباتشولي، والإفرينيا الخوخية.

بتراكب هذه الروائح، يمكنك خلق تركيبة عطرية ديناميكية تتطور بمرور الوقت لتجسد شخصيتك الفريدة، وتتلاءم مع كل حالة.

ما الفرق بين العود والعطر؟

تختلف عطور العود والعطر اختلافاً كبيراً:

العود: مادة عطرية فاخرة ذات قيمة عالية، تستخرج من قلب شجرة العود، وتستخدم في صناعة العطور الفاخرة نظراً لرائحته القوية، والخشبية الدخانية. إنه مكون رئيسي ثابت في صناعة العطور الشرقية الفاخرة.

العطر: عطر تقليدي خالٍ من الكحول، مستخلص من نباتات عطرية طبيعية، كخشب الصندل والمسك. ويتميّز العطر بعبيره الناعم المتفاوت، وهو عنصر أساسي في التراث العطري للعديد من الشعوب في جنوب آسيا، والشرق الأوسط.