اقتحام الشباب الإماراتيين عالم الأزياء.. رسائل إبداعية تعكس نظرتهم للحياة
يشهد عالم الأزياء في الإمارات تحوّلات جذريّة مع اقتحام جيل جديد من المصمّمين الشباب، الذين يحملون في أيديهم فرشاة الإبداع، وأقلام التصميم، ليخطّوا لوحاتٍ مفعمة بالحيوية والشباب. فبعد أن كانت صناعة الأزياء حكراً على الأسماء العالمية الكبيرة، بات الشباب الإماراتيون يفرضون وجودهم بقوة، متسلحين برؤى مبتكرة، وأفكارٍ عصرية تعكس هوية جيلهم، وتطلعاتهم.
من جهته، يواصل مهرجان دبي للتسوّق تقديم مجموعة من التجارب الشبابية الملهمة، ويقام خلال دورته الثلاثين الأكثر تميزاً في تاريخه، سوق &e إم أو تي بي، حيث تحتفي الدورة الثانية عشرة من هذه الفعالية المجانية، التي تنظمها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، في حي دبي للتصميم من 3 وحتى 12 يناير 2025، بأحدث التوجهات العصرية والثقافية للمجتمع المحلي، والأجيال الجديدة، من خلال متاجر البوتيك المحلية، والعلامات التجارية الخاصة بالمصمّمين، وكذلك الصديقة للبيئة، حيث التقينا أصحاب هذه المشاريع المميّزة، ليخبرونا أسباب اقتحامهم مجال الأزياء، وكيف أسهم هؤلاء الشباب في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال إنشاء علاماتهم التجارية الخاصة، وتوفير فرص عمل للشباب، وتعزيز السياحة في الإمارات.
ثورة الشباب في عالم الأزياء الإماراتي
الهوية الإماراتية المعاصرة
تقول عائشة لوتاه: نسعى، نحن المصممين الشباب، إلى دمج العناصر التقليدية الإماراتية في تصاميمنا، ولكن بطريقة عصرية ومبتكرة، ومن جهتي صممت علامة «couture365»، أحافظ من خلالها على العباية كزيّ إماراتي محتشم، وباستخدام الأقمشة المحلية، ولكن بتصاميم تحاكي أحدث صيحات الموضة العالمية، لخلق هوية إماراتية معاصرة تجذب الشابات، وتلفت أنظار العالم لجمال العباية، كاختيار يناسب العديد من المناسبات والأجواء، الصيفية والشتوية، فقد حرصت على التنوّع في اختيار الألوان، والأقمشة والتصميم، من أجل ذلك، كما أريد أن أنوّه بأن هذا النجاح يقف خلفه فريق عمل مبدع، عزز الصناعة الإماراتية في مجال الأزياء.
التعبير عن الذات في صناعة الأزياء والاستدامة
أما سيف الأميري، فيرى أن الأزياء بالنسبة إلى الشباب الإماراتيين وسيلة للتعبير عن شخصيتاهم وقيمهم، ولا تقتصر أفكارنا على تصميم الملابس، بل نروي قصصاً من خلالها، ونعكس اهتماماتنا، وهمومنا، كما نوجّه رسائل إيجابية للمجتمع، فقد صمّمت كنزة شبابية شتوية (هودي)، وأطلقت عليها «nineteen ninety twoo»، تجمع العديد من المفاهيم، مثل الحنين إلى الماضي، وزمن التسعينيات، الألوان التي تعكس العلم الإماراتي، وكذلك نوعية القماش المريح والعملي الذي يشبه حياتنا اليومية، والأبرز هو الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة.
التنوّع والخروج عن المألوف في تصاميم أزياء شبابية
أدخل الشباب الإماراتي تنوعاً كبيراً على المشهد الأزياء التقليدية في الإمارات، فقد قدمت فرح العبدالله تصاميم للعباية أطلقت عليه اسم «abayable»، وخاطبت من خلالها شرائح مختلفة من الجمهور، وقالت إن العباية قادرة على أن تعبّر عن شخصيتنا بحسب الطريقة التي نرتديها بها، والتصميم، واللون الذي نختاره، فقد جمعت العديد من ثقافات الدول في تصاميمها، كما اعتمدت قصّات وألواناً مختلفة لتناسب كل شخصية بحسب العمر، أو أسلوبها الذي تعتمده في حياتها، الشخصية والعملية.
تصميم نِعال يعبّر عن أسلوب حياة المواطن الإماراتي
صمّم أحمد محمد الشيخ علامة «رحّال»، التي تعبّر عن الهوية العربية، وطبيعة حياة العرب بشكل عام، ويقول: الرحّال هو الشخص الذي ترحّل من مكان لمكان، وأكثر ما يحتاج إليه الرحال هو «النعال»، الذي حرصنا على تصميمه بطريقة مختلفة، وخامات جيدة، تناسب ارتداءه مع «الكندورة»، أو البدلة، أو تنسيقه مع أيّ زي آخر، وعلامة «رحّال» مصنوعة بأيدٍ إماراتية، تحديداً في إمارة الشارقة، والجلود الإيطالية الرسمية، وهذا ما يميّزه كمنتج قوي، ويحكي قصة أرضنا وأهلنا، وأبرز ما يجذب الناس للتعامل معنا، هو إعجابهم بنا كشباب إماراتيين، نسعى إلى المنافسة، وتقديم منتجات محلية ذات جودة عالية، وتعبّر عن مجتمعنا، إضافة إلى المصداقية في التعامل من خلال التواصل المستمر مع العملاء عن طريق منصات التواصل الاجتماعي.
تصميم قطع فريدة من نوعها
أمّا سعيد المحرزي، فقد اختار صناعة منتج مخصص للأشخاص الذين يحبون التفرّد، وهذا ما يميّز الكثير من الشباب في الإمارات، وكذلك السياح الذين يزورون البلاد، ويحبّون اقتناء قطع لا يمكن أن توجد إلا مع عدد محدود من الناس، وأوضح أن الفكرة من علامته «limico» أن الزبون الذي يشتري القطعة، وهي عبارة عن إسوارة أو محفظة جلدية، أو وشاح، سيكون واحداً من 100 شخص فقط، هم من اقتنوا هذه القطعة في العالم.
ختاماً
إن اقتحام الشباب الإماراتيين لعالم الأزياء ليس مجرد موضة عابرة، بل هو ثورة حقيقية تعكس طموحات وتطلعات جيل جديد. فالشباب الإماراتيون لا يقتصرون على اتّباع الصيحات العالمية، بل يخلقون صيحاتهم الخاصة، ويقدّمون للعالم رؤية إماراتية أصيلة، للموضة والأزياء.