تُعتبر القِمم والمنتديات النسائية في الوطن العربي بوصلة تُرشد نحو مستقبل أكثر إنصافاً وتمكيناً للمرأة. فهي منابر حواريّة، وتبادل للخبرات، تجمع نساء من مختلف الخلفيات، والاهتمامات، بهدف تسليط الضوء على التحدّيات التي تواجههن، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة، ولكن لماذا يزداد انعقاد القمم والمنتديات المتعلقة بالمرأة، مقابل قلّة المنتديات التي تناقش شؤون الرجل؟
هذا السؤال طرحته «كل الأسرة» على عدد من المشاركين والمشاركات في «قمة فوربس للسيدات 2024»، احتفاء بالقيادات النسائية الملهمة، والتي انعقدت فعالياتها، أخيراً، في الرياض، وشهدت العديد من ورش تعلّم فن التواصل القيادي، إلى أخرى تدعو إلى الانسجام مع الذات عبر اليوغا، والتنفس العميق، وجلسات تعزيز الثقة بالذات، وغيرها من الورش التفاعلية، ولكن لماذا تحتاج المرأة إلى كل هذه الأمور؟ ولماذا تحتاج إلى تطبيقها في تجمّعات وملتقيات كبرى؟
المساعدة والتشجيع على التغيير
أجابت المدربة هالة كاظم: لا تحتاج المرأة سوى حافز للتغيير، ولا توجد أيّ قوّة تغيّرها إلا قوّتها الداخلية، ورغبتها في تحدّي أيّ ظروف لتغيّر عاداتها، وسلوكاتها اليومية للأفضل، وإطلاق المنتديات والقمم المتعلقة بالمرأة، كي نشارك قصصنا، فقط لا غير، فلا أحد يدفع أحداً إلى التغيير، بل نلهم بعضنا بعضاً فقط، لا غير.
تعزيز الوعي بالقضايا النسائية
من جهتها، قالت الممثلة المصرية مريم الخشت: لقد تأخرنا كثيراً في مناقشة حقوق المرأة، وهذه القمم تعمل على رفع مستوى الوعي بالقضايا التي تواجه المرأة العربية، وهذا الوقت المناسب للقضاء على الصور النمطية المأخوذة عن المرأة، وتشجيعها على كسر القيود، والانطلاق لتحقيق ذاتها.
بناء شبكات التعاون
أما المؤثرة ليالي بوكير، فترى أن الفعاليات المخصصة للمرأة هي منصة لبناء شبكات تعاون بين الناشطات والباحثات، والمنظمات العاملة في مجال المرأة، ما يعزّز التضامن والعمل المشترك، فالنساء دائماً يقفن مع النساء، وهذه المنتديات تعزز حاجة بعضنا إلى بعض كأفراد في المجتمع، وليس من النساء فقط .
مساعدة النساء لمواجهة تحديات المجتمع
ترى الفنانة التشكيلية عايدة مراد، أن الإجابة عن السؤال تختلف بحسب المنطقة، أو البلد الذي تعيش فيه المرأة، ففي الماضي كانت المرأة تقيم في المنزل، والرجل هو الذي يخرج ويتعامل مع المجتمع، واليوم أصبحت فرص المرأة أكثر في الخروج، بسبب الانفتاح الفكري، ولكنها لا تزال بحاجة إلى التوجيه، والتشجيع، والاندماج، من خلال مشاركة قصتها مع الأخريات، وتعلّم بعضهن من بعض.
تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً
من جهتها، لفتت القبطان سحر راستي إلى ما توفره هذه المنتديات والملتقيات من فرص لتمكين المرأة، اقتصادياً واجتماعياً، من خلال توفير فرص التدريب والتأهيل، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تقودها النساء، وقالت إن هناك العديد من الرجال يشاركون في هذه المنتديات، ويقومون بدورهم في دعم النساء، وتوفير الفرص لهن.
المرأة بحاجة للاعتراف بجهودها
أما «الاستاند أب» كوميدي أمل طالب فأجابت: إن المرأة، على مرّ التاريخ، كانت مظلومة، ولم يتم تسليط الضوء على جهودها لسنوات طويلة، واليوم، هي بحاجة فقط إلى استعراض ما تقوم به في مختلف المجالات، حتى وإن كانت ربّة منزل، نحن بحاجة إلى التصفيق، والتشجيع، والدعم، بالقول والفعل، حتى نستمر بمزيد من الثقة.
نقل الخبرة في مجالات لم تخضها النساء من قبل
وحول سبب تواجده في قمة نسائية أجاب البودكاستر حكمت وهبي: المرأة تحتاج باستمرار إلى الدعم، فعلى الرغم مما حققته المرأة، من تطوّر ونجاحات وحقوق، ولكن في جوانب أخرى لم تأخذ حقها بعد، ووجود الرجل في ملتقى نسائي يعزز الاعتراف بحقها من الجنس الآخر في الحياة، وننقل لها بدورنا خبراتنا وتجاربنا التي ربما لم تقتحمها من قبل، أو ظلت حكراً على الرجال لسنوات طويلة.
القمم النسائية منارة للإلهام
بدورها، أكدت خلود العميان الرئيسة التنفيذية ورئيسة تحرير فوربس الشرق الأوسط، أن قمة السيّدات تُعد منارة حقيقية للإلهام، تُلهم النساء في كل مكان. ومع استمرارها في النمو كمنصة بارزة للأصوات النسائية في الشرق الأوسط، نتطلع إلى مواصلة تسليط الضوء على قصص نجاحهن، وعرض مواهبهن للعالم أجمع، حيث تشاركت الرائدات تجاربهن، مُلهماتٍ الأجيال القادمة، من خلال مناقشات ثرية عبر منصتين رئيسيتين، تناولت موضوعات متنوّعة، مثل الشمولية كمحرك رئيسي للتقدم، وتحقيق الأهداف من خلال التركيز والمثابرة، إضافة إلى قوة الإبداع، والروحانية. واستعرض المشاركون الابتكارات التي تسهم في بناء مستقبل أفضل، ودور القانون والتعليم، وتأثير التعاون المجتمعي. كما جرى تسليط الضوء على قضايا مثل تحقيق التوازن بين العمل والرفاهية الصحية، والنجاح المستدام، والتغلب على التحدّيات في مجالات التمويل والقيادة، مع تقديم استراتيجيات عملية للنمو الشخصي والمهني، والاحتفاء بالقوّة الاستثنائية للمرأة من خلال الفن والحياة.