كرّست الباحثة فاطمة الشامسي، أبحاثها لتخفيف معاناة مرضى السكري، الأمر الذي يعكس التزام الباحثات الإماراتيات بالابتكار والتطوير العلمي، ويبرز دور المرأة الإماراتية في تحقيق التميز العلمي على المستوى الإقليمي والدولي، خصوصاً أن فاطمة حصدت جائزة برنامج «الشرق الأوسط الإقليمي للمواهب الشابة لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم»، تقديراً لجهودها المتميزة وإسهاماتها البارزة في مجال البحث العلمي.
حاورت «كل الأسرة» الباحثة الإماراتية فاطمة الشامسي، لتخبرنا عن بحثها حول تحديد الجينات المعززة لاختلال وظيفة الخلايا البطانية في مضاعفات أمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بمرض السكري؛ كحالة مرضية تؤثر بشدة في السكان بدولة الإمارات، ومن بينهم أسرتها. تتعمق أبحاثها في دراسة المضاعفات الوعائية لمرض السكري، وخاصة اعتلال وظيفة الخلايا البطانية، وهو عامل مهم لا يمكن التغلب عليه بشكل كافٍ من خلال التحكم في نسبة السكر في الدم فقط.
فاطمة الشامسي
كيف انطلقتِ في عالم العلوم؟
حصلتُ على درجة الدكتوراه من جامعة خليفة، وبدأت مشواري المهني في مجال العلوم بخلفية في مجال الهندسة الطبية الحيوية. ونجحت في تطوير طرق جديدة للكشف عن دلالات الاكتئاب خلال دراستي الجامعية وصقلت مهاراتي البحثية من خلال دراسة دلالات سرطان الغدة الدرقية طوال فترة برنامج الماجستير. وقد شهدت أعمالي الكثير من الدعم من خلال عدة جهود تعاونية مع مختبرات دولية، بهدف توسيع نطاق أبحاثي وزيادة انتشارها وتأثيرها في الشعوب المختلفة.
لماذا اخترتِ هذا البحث؟
يحمل بحثي مغزى شخصياً عميقاً بالنسبة لي؛ نظراً لانتشار مرض السكري من النوع الثاني بشكل كبير في دولة الإمارات. لقد عانى كثير من أفراد عائلتي هذا المرض بشدة، كما أثّر بشكل مباشر في جودة حياتهم. إن الافتقار إلى علاجات فعّالة للمضاعفات الناجمة عن مرض السكري على الأوعية الدموية، وخاصة لدى السكان المعرضين للخطر مثل سكان بلادي، يدفعني إلى إيجاد حلول يمكنها أن تُحسِّن النتائج بالنسبة للمرضى.
كيف يسهم بحثك في علاج مرض السكري؟
يهدف بحثي إلى كشف الستار عن أهداف علاجية جديدة تساعد على علاج مضاعفات مرض السكري التي تؤثر في الأوعية الدموية؛ ما يوفر للمرضى جودة حياة أفضل. يتمثل الحافز وراء هذا العمل في تقليل المعاناة الناجمة عن هذه المضاعفات، والتي تعجز العلاجات الحالية عن تخفيفها بالقدر الكافي.
بدأت مشوارها المهني في مجال العلوم من خلال الهندسة الطبية الحيوية
ما هي خطواتك القادمة؟
الحصول على المُصادقة على الأهداف العلاجية التي تم تحديدها من خلال إجراء تسلسل الحمض النووي الريبوزي الأحادي الخلية scRNA-seq في المختبر، باستخدام الحمض النووي الريبوزي المتداخل الصغير siRNA وتقنيات البيولوجيا الجزيئية الأخرى. إضافة إلى ذلك، أخطط لتوسيع الدراسة من خلال دمج مجموعات أكبر من المرضى واستكشاف أثر تحقيق هذه الأهداف العلاجية المحتملة في مجموعات عِرْقية متنوعة. كما سنسعى إلى التعاون مع المختبرات الدولية لتحسين نطاق البحث وتطبيق النتائج على البيئات السريرية؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى رأب الفجوة بين الأبحاث النظرية وخدمات الرعاية المقدمة للمرضى.