في ختام عام حافل بالإنجازات والتحديات، يحتفي الشباب المبدع بمسيرتهم الناجحة، ويشاركون الآخرين خطواتهم ونصائحهم لتحقيق الأهداف، التي يحرص كثير منا على تدوينها في بداية العام الجديد، خصوصاً أن هؤلاء الشباب استحقوا إدراج أسمائهم في قائمة فوربس الشرق الأوسط 30 (Under30) للشباب المبدعين تحت سن الثلاثين، ولكن بعد رحلة شاقة مملوءة بالتحديات.
بدورها، حرصت «كل الأسرة» على لقاء عدد من الشباب المدرج في القائمة، وممن لهم تجارب رائدة أثرت في أبناء جيلهم خلال عام 2024، وألهمتهم لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام المقبلة، وذلك خلال الاحتفاء بهم في قمة فوربس الشرق الأوسط (Under30) للشباب المبدعين تحت سن الثلاثين، التي انعقدت للمرة الأولى، مؤخراً، في العاصمة أبوظبي، للاحتفال بالمواهب الاستثنائية التي تحدد ملامح مستقبل العالم العربي في مجالات ريادة الأعمال والابتكار، حيث وصفت خلود العميان، الرئيسة التنفيذية ورئيسة تحرير فوربس الشرق الأوسط النسخة الثالثة من قمة (Under30)، بأنها مصدر إلهام ودافع للتغيير المؤثر بين الجيل القادم من القادة في العالم العربي.
وضع هدف نبيل لتحقيقه في العام الجديد
وفي هذا الصدد، أوضحت سارة الخوري أحد أسرار تحقيق الإنجازات العظيمة، فهي باحثة إماراتية في جامعة خليفة، وحصلت مؤخراً على درجة الدكتوراه في العلوم وهندسة المواد، وتعمل على ابتكار محفزات تساعد على إنتاج الوقود المستدام، قائلة: «تركز أبحاثي على إنتاج الوقود الحيوي من مصادر متجددة مثل زيت النخيل، مع التركيز على تطوير مواد تحفيزية لعملية إزالة الأكسجين من الزيت لتحويله إلى وقود محايد للكربون، ومن أبرز إنجازاتي في العام أنني حصلت على براءة اختراع مؤقت من مكتب أمريكا لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، وقد يبدو الإنجاز مقدماً للبشرية وللحفاظ على الموارد البيئية، ولكن ما حققته على الصعيد الشخصي أثناء رحلتي لتحقيق هذا الإنجاز أكثر بكثير مما توقعت، ونصيحتي للشباب من واقع تجربتي أن يضعوا نصب أعينهم هدفاً نبيلاً يخدمون البشرية من خلاله، وهذا الهدف هو الذي سيفتح لهم آفاقاً لمزيد من الأهداف والنجاحات».
الإيمان بالفكرة مهما كانت متكررة
أما رائدة الأعمال الشابة فاطمة حسان، فترى أن الجرأة والعفوية في اتخاذ القرار هما الوسيلة لتحقيق الإنجازات، وتبين: «لقد قررت دراسة الطبخ في كندا بدعم وتشجع من عائلتي، وانطلقت بعد عودتي بمشروع خاص لصناعة مخبوزات «الدوناتس» المحلي، والمشروع لاقى ناجحاً لم أكن أتوقعه، والسبب هو إيماني بالفكرة وعدم استماعي لنقد وإحباط الآخرين، خصوصاً ممن يرددون مقولة «هذه الفكرة موجودة ومكررة» وأرى أن إنجازي الأكبر الذي قدمته للحياة هو إعطاء الأمل في قدرة الشباب على المنافسة والتفوق على العلامات التجارية العالمية».
تحمل الصعاب والاستمرارية
وصل صانع المحتوى عيسى الحبيب إلى قلوب وعقول الملايين من متابعيه، من خلال برنامج «اشرحلي» الذي أطلقه مطلع عام 2021 لتسليط الضوء على التنوع الثقافي في العالم العربي، ويرى أن الاستمرار والسعي وعدم التوقف هي سر النجاح بالنسبة لجيل الشباب، خصوصاً في هذا العصر السريع جداً «عندما حصد برنامجي أكثر من مليار مشاهدة عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، تأكدت أنني أسير في الطريق الصحيح، لكنه صعب ويحتاج إلى عمل متواصل، وبناء علاقات متشابكة، ووجودي في قائمة «فوربس» أعتبره تتويجاً لهذه الرحلة الطويلة والملهمة، ونصيحتي للشباب هي التحمل؛ تحمّل الصعاب واستغلال الفرص مهما كانت صغيرة، وأن يضعوا خططاً ويقاتلوا من أجل تحقيقها».
اتباع الشغف مهما كانت الإخفاقات
من جهتها توضح الممثلة الصاعدة ياسمينا العبد: «العمل في الصغر يكون مملوءاً بالرفض والتحديات، خصوصاً من أفراد الأسرة التي تخشى على أولادها من الانشغال عن الدراسة، ولكن في وجود الشغف خصوصاً في عالم التمثيل، تتولد الطاقة والصبر ويُخلق الأمل، فقد انتظرت طويلاً الفرصة للوقوف أمام الكاميرا والتمثيل في عمل كبير مع ممثلين عظام، فقد استغرق الأمر أكثر من 8 سنوات، وهي فترة طفولتي بأكملها، التي لم أفقد شغفي خلالها ولو لمرة واحدة، وهذه نصيحتي للشباب، السعي خلف شغفهم مهما تعرضوا لإخفاقات».
الاستمرار في التعلم
العالم حامد البلوي، مرشح لنيل درجة الدكتوراه في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وتركز بحوثه على استخدام تقنية الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، لترميم المرجان وهندسة الأنسجة العظمية، ونصيحته للشباب أن يستمروا في رحلة العلم، لخدمة البشرية: «الممتع في رحلة الباحث هو التعثر في مشاكل وتحديات لم يكن يخطط لمعالجتها في البداية، فكان هدفي هو إنتاج مواد مفيدة لجسم الإنسان، وخلال العمل اكتشفت أن هناك مشكلة تواجه نبات المرجان البحري، الذي تتشابه أنسجته مع أنسجة الإنسان، فبسبب ارتفاع درجة الحرارة نفقد كميات كبيرة منه، فطورت تقنية طباعة ثلاثية الأبعاد موحدة لهيكل المرجان تحمل اسم (3D CoraPrint) تعمل على تسريع نمو المرجان، وتوفير هيكل مطبوع ثلاثي الأبعاد يحاكي من كثب شكل المرجان الطبيعي، باستخدام مادة مكونة من كربونات الكالسيوم. وعملت على تكييف وتعديل هذه المادة، لاستخدامها في تطبيقات تجديد وهندسة الأنسجة العظمية للإنسان».