الفيلم الأول للمخرج المنفرد جان-لوك غودار، كان حكاية بوليسية حول شقيّ صغير يسرق أحلامه من الأفلام الغربية، متمثلاً همفري بوغارت، وعاشقاً لسيارات الستينيات الأمريكية.
عن سيناريو لفرانسوا تروفو، أنجز جان-لوك غودار هذا الفيلم الدامج ما بين البوليسي والعاطفي. ميشيل (جان-بول بلموندو)، شاب أرعن يقتل شرطياً، ويعود بسيارته الأمريكية المسروقة (لكونه معجباً بنتاجين أمريكيين فقط: السيارات والأفلام)، إلى باريس ليلتقي المرأة التي يحب (جين سيبرغ).
هي بائعة صحف أمريكية في شارع الشانزليزيه. لطيفة ودودة، لكنها لا تفهمه. تتحدث عن أحلامها معه، بينما يتحدث معها عن رغبته فيها. وهي في النهاية ستخبر البوليس عنه. حال يخرج من الفندق صباحاً يصيح به رجال الشرطة أن يتوقف، لكنه لا ينصاع للأمر، ولا يحاول الدفاع عن نفسه أيضاً. يلقى حتفه سريعاً.
إلى حد بعيد، الفيلم هو مقارنة تكشف عن تناقض أكثر من تلاق. تخبره في أحد المشاهد: «لا أدري إذا كنت غير سعيدة لأنني لست حرّة، أو غير حرّة لأنني غير سعيدة». في تلك الليلة معاً يقول لها: «الرجل يحب من تكون سبباً في نهايته»، وهذا ما يحدث له. ذلك اللقاء الليلي عبارة عن حوار طويل كرّره المخرج لاحقاً في أفلام عدّة، كنقاش حول كل شيء، سينما، وفن، وحياة، وأحياناً سياسة.
كذلك هناك أسلوبه المنفرد في سرد الحكاية، وتوليفه الذي يقفز من مشهد لآخر بلا تمهيد (ولو أنه محدود هنا قياساً بأفلامه اللاحقة). يتوقف غودار عند فيلمين معروضين في صالتين، الأول Ten Seconds of Hell لروبرت الدريتش (1959)، فيلم حربي من بطولة جاك بالانس وجف شاندلر، والثاني هو The Harder They Fall للمخرج مارك روبسون، وبطولة همفري بوغارت ورود شتايغر (1956).
يعكس كذلك إعجاب بطل الفيلم الفرنسي ببوغارت، إذ يعيش ميشيل عالمه الخيالي الذي لا يستطيع تحقيقه من خشونة بوغارت، وسيجارته، وقبّعته، وتلك الحركة التي كان بوغارت يقوم بها في بعض أفلامه: يمرّ بأصبعه على شفته العليا ماسحاً ما ليس هناك.