العطر ليس مجرد رائحة؛ إنه رسالة تلامس الحواس وتترك أثراً لا يُمحى في ذاكرتنا. في هذا السياق، نشهد اليوم تطوراً مذهلاً في عالم صناعة العطور، الذي يجمع بين الفن والعلم لإنتاج روائح فريدة تأسر القلوب. ومن أجل فهم أسرار هذه الصناعة بشكل أعمق، سيكشف لنا السيد عبدالله أجمل، المتحدث الرسمي والرئيس التنفيذي لـ"أجمل برفيومز"، من خلال تجربته الطويلة في هذا المجال، عن التفاصيل الدقيقة التي تساهم في إبداع الروائح المثالية لنأخذكم في رحلة مثيرة نحو عالم العطور.
أيهما أفضل لوضع العطر، الجلد أم الملابس؟ وهل يعتبر دهن العود آمناً للاستخدام الموضعي على الجلد؟
تبرز مكونات العطر بشكل أفضل مع حرارة الجسم، لذا فإن وضعه مباشرة على الجلد هو الطريقة المثلى لإطلاق سحره. تتشبث الروائح بالأقمشة لفترة أطول مقارنة بالجلد، فتحيطك بهالة عطرية. وللحصول على تأثير يدوم طويلًا، يوصى بوضع العطر على الشعر أو على الجزء الخلفي من العنق، حيث تساعد حرارة الجسم على إبراز شذا العطر بشكل مثالي طوال اليوم. بالتأكيد، يمكنك استخدام دهن العود على جلدك، لكن تأثيره قد لا يستمر طويلًا كالطرق الأخرى.
يُرجى تقديم تفصيل لكيفية إنتاج العطر خطوة بخطوة
كالشعلة التي تُوقد من شرارة، يبدأ إبداع العطر بفكرة أو إلهام، يستمد قوته من التاريخ أو يستقي جماله من الطبيعة. وينطلق إنتاج العطور من اختيار أجود أنواع المواد الخام، والتي تشمل الزيوت العطرية والمواد العطرية المصنّعة والمستخلصات النباتية. وبمهارة فائقة، يجمع خبراء صناعة العطور بين المكونات المختارة بنسب دقيقة، لينتج عن ذلك التركيبة النهائية. ويخضع العطر المركب لمرحلة تعتيق، تمتد عادة من بضعة أسابيع إلى أشهر، بهدف نضج مكوناته وتجانسها. ويتم بعدها تقييم العطر للتأكد من جودته وثبات رائحته.
ما المقصود بفن طبقات العطور، وكيف يُسهم في إبقاء شذا العطر عبقاً على مدار اليوم؟
يعد تركيب العطور رحلة استكشافية في عالم الروائح، حيث نبحر بين نفحات مختلفة لنصل إلى وجهتنا العطرية المثلى. وفي عالم صناعة العطور، يكمن سر ابتكار عطر فريد يدوم طويلًا في اختيار مزيج متناغم من الروائح التي تكمل بعضها البعض.
ما خصائص رائحة العود؟ وما أفضل رائحة للعود؟ وأوجه الاختلاف بين زيت العود وزيت العطر؟ وهل يُعتبر العود مناسبًا لجنس دون آخر؟
إن العود نفيس عند أهل الطيب، فهو يفيض شذا عذباً فيه حلاوة التمر وروائح الأغصان اليابسة، وأريجه عطِر يثير في النفس بهجة. وله استخدامان: إما زيوتاً عطرية تُستخرج من دهن العود، وإما راتنجات تُؤخذ من عوده الخام. وتُستخدم زيوت العود غالباً في صناعة العطور لثباتها الأخّاذ.
ليس ثمة عطر هو الأفضل على الإطلاق، فالأمر رهين الذوق والتجربة. لكن، ما يؤثره أكثر الناس هو عبير العود الخشبي، فإن لم يسبق لك التعرف على سحر زيت العود، فاختر ذلك النوع الذي تتجنب نفحاته أي إثارة للأنف.
يتلاءم زيت عطر العود الحلو، بتصميمه المتألق بالحياة، مع الشباب من الجنسين في حياتهم اليومية. وتتفرد زيوت العطور برائحة ساحرة تنبعث من مكوناتها اللطيفة، لتلامس بشرتك بعبير طبيعي فريد.
في الواقع، يختلف الأمر في دول الخليج العربي، موطن العود ومنبعه، حيث يُستخدم ، وإن كان الرجال هم الأكثر استخدامًا له في المناسبات الاستثنائية، كحفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية الكبرى. وفي اليمن، لا يكتمل مهر العروس إلا برائحة العود الزكية التي يهديها لها عريسها. إنه هوية عطرية تعبّر عن الذات.
من يستخدم العطور بشكل أكبر، الذكور أم الإناث؟ وما سبب الارتفاع المفاجئ في نسبة إقبال الرجال على استخدام العطور؟ ما النقاط التي يجب الانتباه إليها عند شراء العطور؟
عبر التاريخ، كان العطر رفيق المرأة الدائم، تزدان به وتعبّر عن أنوثتها من خلال طقوس متفننة في التعطير. غير أننا نشهد مؤخراً تحولاً ملحوظاً في نظرة الرجال إلى العطور. ففي ظاهرة غير مسبوقة، أثبتت الأبحاث المعاصرة أن الرجل يولي اهتماماً متزايداً بمظهره، منفقاً بسخاء على مستحضرات العناية الشخصية، لا سيما العطور التي تشكل عنواناً لأناقته.