26 يناير 2025

مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي.. تعريف بإبداعات الثقافة والحضارة في القارة السمراء

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

في احتفالية استثنائية بالثقافة والأبداع، انطلق مهرجان الشارقة للأدب الإفريقي الأول، ليستضيف 29 أديباً من الإمارات وإفريقيا، ويسلط الضوء على العمق الثقافي والتاريخي لقارّة إفريقيا التي أثرت العالم بحضاراتها القديمة، وحركاتها الأدبية والفنية، التي تعبّر عن هوية القارة وروحها. شهد المهرجان حلقات نقاشية، وحفلات وعروضاً فنية، إضافة إلى ورش العمل، المخصصة للأطفال والبالغين، وعروض الطهي التي يقدمها مشاهير طهاة القارة السمراء.

مجلة كل الأسرة


في حوار خاص مع «كل الأسرة»، أوضحت ديمة الشامسي، مدير قسم العلاقات الإعلامية في هيئة الشارقة للكتاب «تسعى إمارة الشارقة، وبشكل دائم ومستمر، إلى الجمع بين الكتّاب والمبدعين، من مختلف أنحاء العالم، ويُعد المهرجان استكمالاً لسلسلة المبادرات الثقافية البارزة التي تنظمها الإمارة، مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي أصبح حدثاً سنوياً عالمياً، وقد حرصنا في هيئة الشارقة للكتاب على جمع الثقافة الإفريقية مع الثقافة الإماراتية، لتقديم تجربة استثنائية تجمع بين الكتابة، والفنون، والحِرف اليدوية، فالمهرجان لا يقتصر على كونه احتفالاً بالكتب فقط، بل يقدم أنشطة متنوعة تسلط الضوء على الموروث الثقافي الإفريقي».

الكاتب وولي سوينكا
الكاتب وولي سوينكا

وولي سوينكا.. الحائز على جائزة نوبل للآداب

وتقديراً لجهود المبدعين في المجال الأدبي، سلّط المهرجان الضوء على إنجازات وولي سوينكا، أول كاتب إفريقي ينال جائزة نوبل للآداب عام 1986، والذي اشتهرت أعماله باستكشاف قضايا الحرية، والعدالة الاجتماعية، مع مزجها بالأساطير والتقاليد الإفريقية. كما شهد المهرجان تنظيم العديد من الندوات والجلسات الحوارية بمشاركة مجموعة كبيرة وبارزة من الكتّاب، من بينهم الكاتبة مارا مينزيس التي لطالما أسَرت جمهورها بأسلوبها الفريد الذي يجمع الأساطير والفولكلور، بالسرد الشخصي، لاستكشاف موضوعات الهوية، والانتماء، والتراث الثقافي، وغالباً ما يتعمق عملها في تعقيدات تجارب الشتات الإفريقي، ويربط بين الثقافات والأجيال، باستخدام القصص العالمية.

جلسة حوارية للكاتبة الأمريكية النيجيرية الأصل نيدي أوكورافو
جلسة حوارية للكاتبة الأمريكية النيجيرية الأصل نيدي أوكورافو

نيدي أوكورافور وروايات الخيال العلمي

كما حظي المهرجان بمشاركة الكاتبة الأمريكية، النيجيرية الأصل، نيدي أوكورافور، الحاصلة على عدة جوائز أدبية مرموقة، عن أعمالها في أدب الخيال العلمي، مثل هوغو ونيبولا، إضافة إلى جائزة وولي سوينكا للأدب الإفريقي عن روايتها الأولى «زهرة باحثة الرياح».

عبد الرزاق قرنح.. صراع الاختلافات الثقافية بين القارات

كما استضاف الروائي التنزاني من أصول عربية يمنية، عبد الرزاق قرنح، الذي تميّز بكتاباته التي تعالج قضايا الاستعمار، والهوية، واللاجئين، وكان لتنقله بين الثقافات المختلفة أثر كبير في عمق إنتاجه الأدبي، حيث وصلت روايته «الجنة» إلى القائمة القصيرة لجائزتي بوكر، وويتبريد، لما تحمله من معالجة عميقة وثرية للمواضيع، التاريخية والثقافية، كما حققت روايات أخرى له مثل «عن طريق البحر»، و«الهجران» إشادة واسعة، حيث أدرجت الأولى في القائمة الطويلة لجائزة بوكر، ووصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة لوس أنجلوس تايمز للكتاب، كما حاز جائزة نوبل في الأدب لعام 2021، تقديراً لما أظهره من رؤية نقدية حادة تجاه آثار الاستعمار، وتعاطفه العميق مع معاناة اللاجئين، حيث برز في أعماله صراع الهويات، والاختلافات الثقافية بين القارات، ووصفت لجنة نوبل كتاباته بأنها تتميز بـ«حسن استبصار خالٍ من أي مساومة»، ما يجعل إرثه الأدبي علامة فارقة في الأدب العالمي المعاصر.

ورشة صناعة المجوهرات
ورشة صناعة المجوهرات

ورشة صناعة المجوهرات الإفريقية

ومن بين أبرز فعاليات المهرجان ورشة صناعة المجوهرات الإفريقية، التي تأخذ المشاركين في رحلة ممتعة لاستكشاف تاريخ الحلي التقليدية، مقدمة لمحة عن أصول الخرز وأهميته الثقافية في القارة، والتركيز على الرموز والدلالات التي تحملها التصاميم المختلفة، في مناطق مثل نيجيريا وإثيوبيا، موضحة قدرة المجوهرات على التعبير عن هوية المجتمعات وقيمها، بعد تقديم شرح وافٍ لأنواع الخرز، وطريقة صناعته، حيث أتاحت الفرصة للأطفال وذويهم، تصميم قطع مستوحاة من التراث الإفريقي أضافت جواً من الإبداع والتعلم، يعكس التراث بلمسات شخصية.

لعبة رمي أوتاد البولينغ
لعبة رمي أوتاد البولينغ

فعاليات وأنشطة من عمق القارة السمراء

بينما خطفت الفرق الاستعراضية المشاركة الأنظار بعروض استثنائية، مزجت بين قرع الطبول، والحركات المتناغمة التي تعكس روح القارة السمراء، وتقاليدها الغنية، كما حظيت ألعاب الخفة والألعاب البهلوانية، مثل لعبة رمي أوتاد البولينغ، ومشاهد القفزات الهوائية، بتفاعل كبير من قبل الحضور.

ورش الطهي
ورش الطهي

وشهد المهرجان كذلك تقديم ورش طهي تستعرض نكهات المطبخ الإفريقي التقليدي، بتقديم أطباق تعكس غنى تراثه، وعمقه الثقافي، وتظهر تنوّع المذاقات الإفريقية من خلال استخدام التوابل الفريدة، والمكوّنات الطازجة، ما أتاح للحضور فرصة للتعرف إلى أصالة هذه الأطباق، وتجربة أجواء الطهي الإفريقي التي احتفت بالتراث العريق للقارة.