30 يناير 2025

قراءة متمعنة للأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار 2025

مجلة كل الأسرة

الدورة السابعة والتسعون لجوائز الأوسكار الأمريكي على الأبواب، ففي الثاني من شهر مارس المقبل، سينطلق الحفل كبيراً، كالمعتاد، تحت مظلة منح الجوائز في كل جوانب الصناعة السينمائية.. ماذا نعرف عن هذه الأفلام، وما الذي يجمع أو يفرّق بينها؟

مجلة كل الأسرة

تضم قائمة الأفلام المتنافسة على أوسكار أفضل فيلم، عشرة أعمال بعضها- كما جرت العادة أخيراً- من إنتاج غير أمريكي، من بينها مثلاً «إميليا بيريز» للمخرج جاك أوديار، وهو إنتاج فرنسي، و«أنا ما زلت هنا» لوولتر سايلس، وهو إنتاج برازيلي، وهو أمر دعا مدير عام مهرجان «كان» تييري فريمو، أكثر من مرّة، إلى تجنّبه، وحصر المسابقة المذكورة بالأفلام الأمريكية، لكن هذه الدعوة لم تُستجب حتى الآن.

مجلة كل الأسرة

الحاجة إلى المساواة بين الأفلام

يمكن إضافة طلب آخر هنا، هو رفع عدد الأفلام الأجنبية التي تتسابق في قسم «الفيلم الدولي» من خمسة إلى عشرة، أسوة بتلك الأمريكية، بسبب العدد الكبير من الدول، (والأفلام) التي يتم إرسالها لدخول مسابقة هذا القسم (ما بين 75 - 82 فيلماً كمعدل سنوي). وزيادة عدد الأفلام داخل مسابقة أفضل فيلم عالمي من شأنها منح معاملة، عادلة ومتساوية، مع تلك الأفلام المتنافسة في القسم الرئيسي، ورفع التوقعات، خصوصاً أن الأفلام الأجنبية عادة ما تكون أفضل فناً من بعض تلك الأمريكية.

مجلة كل الأسرة

الأفلام الواردة في مسابقة «أفضل فيلم»

هذه الأفلام، حسب ورودها أبجدياً في الإعلان الرسمي، هي:

Anora لشون بايكر، وThe Brutalist لبرادي كوربت، و«مجهول تماماً» (A Complete Unknown) لجيمس مانغولد، و«اجتماع مقدّس» (Conclave)، وDune Part Two لدنيس فيانيوف، و«إميليا بيريز» لجاك أوديار، و«أنا ما زلت هنا»، I‪’m Still Here) و«نيكل بويز»، و«المادة» الفرنسي الهوية الناطق بالإنجليزية، ثم «شرير» لجون أم تشو‪.

يتكرّر ذكر «أنا ما زلت هنا»، و«إميليا بيريز» في قائمة مسابقة أفضل فيلم عالمي. الأفلام الثلاثة الأخرى المكمّلة للقائمة الأجنبية هي: «الفتاة ذات الإبرة» لماغنوس فون هورن (دنمارك)، و«فلو» (Flow) لغينتز زبلالوديس (لاتفيا)، و«بذرة التين المقدسة» لمحمد رسولاف (ألمانيا).

مجلة كل الأسرة

تأثير مهرجاني «فينيسيا» و «كان» في الأوسكار

اللافت هنا تأثير اختيارات مهرجانَي ڤينيسيا و«كان»، في هذه السباقات. الأول وفّر فيلمين هما: «ذَ بروتاليست» (الذي خطف جائزة أفضل إخراج)، و«أنا ما زلت هنا» (الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو)، والثاني حشد بستة أفلام هي «أنورا»، الذي فاز بالسعفة الذهبية كأفضل فيلم، و«إميليا بيريز» الذي فاز بجائزة لجنة التحكيم، و«بذرة التين المقدسة» (جائزة لجنة التحكيم الخاصّة)، و«فلو» و«المادة» و«أنورا». والباقي ورد من مهرجانات ثلاثة، كل منها حظيت بعرضه العالمي، الأولى هي سيدني، وتوليارايد، وتورنتو.

الجدير بالذكر هنا أن «الغرفة التالية» (The Room Next Door) لبدرو ألمودوفار، الذي حصد الجائزة الأولى من فينيسيا، لم يرد ذكره في أيّ من أقسام الترشيحات هنا.

وكالعادة، لا يتمتع كل مخرجي الأفلام بنصيب متكافئ في سباق أفضل مخرج. الخمسة المحظوظون الذين وجدوا أسماءهم مذكورة في هذه المسابقة المفصلية هم: جاك أوديار عن «إيمليا بيريز»)، وشون بايكر («أنورا»)، وبرادي كوربت («ذَ بروتاليست»)، وكارول فارجَت («المادة»)، وجيمس مانغولد («مجهول تماماً»).

وفي نطاق أفلام الأنيميشن نجد «فلو» مرّة ثانية، ثم ثلاثة أفلام أمريكية هي: «إنسايد آوت 2»، و«مفكرة الحلزون»، و«ذَ وايلد روبوت». الفيلم الخامس بريطاني وهو Wallace ‪& Gromit‪: Vengeance Most Fowl

وعلى صعيد الأفلام التسجيلية الطويلة، فإن الخمسة المختارة هي: Black Box Diaries لشويري إيتو، وحققته عن حادثة اغتصاب تعرّضت لها (الفاعل أحد أصحاب المراكز)، ومحاولاتها النيل منه بتقديمه للمحاكمة.

مجلة كل الأسرة

الثاني هو «لا أرض أخرى» (No Other Land) الذي تم تقديمه باسم «الأراضي المحتلة» في فلسطين، منذ أن تم عرضه في مهرجان برلين، قبل قرابة سنة من اليوم، (وفاز بجائزة أولى منه). الفيلم من إخراج رباعيّ للفلسطينيَّين: باسل عدره، وحمدان بلال، والإسرائيليَّين يوفال أبراهام، وراتشل شور.

هذا الفيلم عن فلسطين قبيل حرب غزّة، ويدور حول الحقوق المهضومة للفلسطينيين عموماً. الفيلم الثالث في عداد هذا القسم هو عن الحرب في أوكرانيا، وهو من تحقيق برندَن بيلومو، وسلافا ليونتييف، ويدور حول كيف لا يمكن قهر حب الحياة لدى الأوكرانيين، رغم الحرب. هناك أيضاً «ساوندتراك لإنقلاب»، وهو من صنع بلجيكي، فرنسي، هولندي، أخرجه يوهان غريمونبريز، عن دور الموسيقا في مواجهة الإنقلاب الذي أطاح بحكم باتريس لومومبا، وقتله.

الفيلم الخامس لا يقلّ أهمية عمّا سبقه، وهو «قصب سكر» (Sugarcane) أمريكي حول اختفاء أطفال من القبائل الأصلية (الهنود الحمر)، وما أدّى إليه من ردّات فعل. الفيلمان الرابع والخامس كانا شوهدا في العام الماضي، عندما تم عرضهما في مهرجان «صندانس».