03 فبراير 2025

مهرجان «طيران الإمارات للآداب» 2025.. فضاء حيوي للتفاعل الثقافي وإلهام الأفكار

محررة في مجلة كل الأسرة

مجلة كل الأسرة

طوى مهرجان طيران الإمارات للآداب صفحته لعام 2025، على وقع 6 أيام مضيئة، حفلت بلقاء الأفكار، وتبادل الحوارات والنقاشات، حيث جمع نخبة من الأدباء، والمفكرين، والمبدعين، من مختلف أنحاء العالم.. ففي دورته الـ17 وتحت شعار «حيث يتجسد الإبداع»، حفل المهرجان الذي يُقام بالتعاون مع «طيران الإمارات»، و«دبي للثقافة»، ببرنامج مكثف بفعاليات متنوعة، استهدفت مختلف الأعمار، والاهتمامات.

وقبل الخوض والإضاءة على جملة محطات هامة في المهرجان، لا بد من الإطلالة على أهمية مهرجان طيران الإمارات للآداب في تشجيع القراءة، ودعم المواهب المحلية، وتعزيز التبادل الثقافي، على المستويين، المحلي والدولي، عبر أنشطة خصّصت للكبار والصغار، وكان اللافت هو محور «بالإماراتي» لهذا العام، والذي رعته هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة»، والذي يبلور الاحتفاء بالثقافة الإماراتية عبر عرض منصة لإنتاجات المثقفين الإماراتيين.

مجلة كل الأسرة

الفائزون بزمالة «الفصل الأول»

وفي سياق الدعم نفسه، تمّ الإعلان عن المتأهلين لزمالة «الفصل الأول» لعام 2025، في الدورة الرابعة للزمالة، بعد اختيار عشرة كُتّاب من الإمارات العربية المتحدة للتأهل لزمالة مؤسسة الإمارات للآداب، وصِدِّيقي للكتّاب، حيث يحظى الفائزون ببرنامج إرشادي مرموق، يخوّلهم ضمان صفقة نشر دولية.

وللتوضيح، يجمع البرنامج بين الكتّاب العشرة المتأهلين، وكتّاب عالميين، ويوفر لهم تدريباً شخصياً، وورش عمل توجيهية، إضافة إلى فرصة الوصول إلى خبراء في صناعة النشر. ويتم اختيار المتأهلين من بين 100 متقدم ومتقدمة، يكتبون روايتهم الأولى باللغة العربية، أو الإنجليزية.

طالبات فائزات بمسابقة
طالبات فائزات بمسابقة "شيفرون" للقراءة

فعاليات وورش عمل وندوات

استقطب المهرجان كُتّاباً ومبدعين من مختلف الجنسيات، ما أتاح الفرصة لتبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين والجمهور، وإضافة إلى ذلك، أرسى منظومة معرفية عبر مسابقات الكتابة والقراءة استهدفت فئة الطلاب، منها كأس «شيفرون» للقرّاء، ومسابقة شعر للجميع.

وإذ يُعدّ مهرجان طيران الإمارات للآداب 2025 فرصة للتفاعل بين الثقافات العالمية من خلال الأدب والفن، وترسيخ دور دبي كمركز ثقافي رائد، نجمع أبرز لمحات المهرجان، وبصماته:

أكثر من 150 فعالية تشمل عروضاً شعرية، ورش عمل، وندوات حوارية، وتقديم محتوى غني يجمع بين الإبداع الأدبي، والتفاعل الثقافي والمعرفي، في أجواء ملهمة عبر فعاليات:

  • «أبيات من أعماق الصحراء»: فعالية جمعت بين الشعر والطبيعة في أجواء صحراوية ساحرة.
  • «بعد النهار في ليل»: فعالية مسائية أتاحت للجمهور فرصة الاستمتاع بجلسات حوارية وقراءات أدبية في أجواء ليلية هادئة.
  • «ملتقى الأفكار»: منصة جمعت المفكرين والكتّاب لمناقشة مواضيع ثقافية وأدبية متنوعة، وتبادل الآراء والأفكار مع الجمهور.
  • برنامج العائلة: مجموعة من الفعاليات المخصصة للعائلات، مثل ورش العمل، والأنشطة التفاعلية التي تهدف إلى تشجيع القراءة والإبداع بين جميع أفراد الأسرة.
مجلة كل الأسرة
  • التواصل بين الكتّاب والجمهور، سواء في حفلات توقيع، أو جلسات ملهمة تناقش قضايا على تماس مع عوالم الأدب، والإبداع الفكري، وبينها فعالية «مرآة الحياة»: نافذة على الأدب العربي، وتُعد هذه الفعالية إحدى أبرز منصات الحوار مع أهم الكتّاب العرب.

ومن بين الجلسات اللافتة كانت ندوة «السرد كمرآة للتحولات الاجتماعية» التي قدمت رؤى جديدة حول كيفية تفاعل الأدب مع التحولات الكبرى في العالم العربي. كما شارك الكتّاب في حوارات مفتوحة حول تجاربهم الشخصية في الكتابة، متيحين للحضور فرصة التعمق في عوالمهم الإبداعية.

وهذا التواصل أتاح لقاءات مع نخبة من الكتّاب العالميين والعرب، لمناقشة أعمالهم، وتقديم قراءات حية، من بينهم:

  • أبراهام فيرجيز، كاتب وطبيب أمريكي، مؤلف كتاب «عهد الماء» الذي تصدّر قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً.
  • عبدالرزاق قرنح، روائي تنزاني -بريطاني حائز على جائزة نوبل للآداب عام 2021، ويعرف بأعماله التي تتناول قضايا الهوية والهجرة.
  • هالة غوراني، صحفية حائزة على جائزة «إيمي»، وعرفت بتغطياتها الإعلامية المميزة، وهي تعمل في المكتب الرئيسي لـ«سي إن إن» في أتلانتا
  • جورجيا.
  • جيف كيني، مصصم ألعاب ورسام كرتون، واشتهر بتأليفه روايات يوميات الفتى الجبان.
  • د. محمد المنسي قنديل، الكاتب والرحالة المصري المعروف، والذي اعتزل الطب لأجل الأدب وفاز بعدة جوائز.
مجلة كل الأسرة
  • مسرح الفنون الحية: منصة لعرض مواهب الشباب في مجالات متعدّدة، مثل الموسيقى، الدراما، والشعر. وكان مهرجان طيران الإمارات للآداب قد أعلن عن تعزيز شراكاته لتوسيع «برنامج الشباب» في هذه الدورة، جامعاً الشباب، للعام الثاني على التوالي، من مختلف أنحاء العالم لتجربة ثقافية مميّزة، تشمل جلسات وورشاً ملهمة، كما ركز البرنامج على موضوعات كالأدب، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة.
مجلة كل الأسرة

مهرجان طيران الإمارات للآداب 2025 وآفاق إبداع مستمر

استمتع زوّار المهرجان بتجارب ثقافية لا تُنسى، مع تنوّع فعالياته بين الحوارات الأدبية، العروض الفنية، والأنشطة التفاعلية، حيث يرسّخ المهرجان مكانته كجسر يربط بين الثقافات...

ويمكن تلمس أهمية المهرجان في مجالات عدّة، أهمها:

  • تعزيز الهوية الثقافية والتعدّدية الفكرية: جمع المهرجان كتّاباً من مختلف الخلفيات الثقافية، ما فتح المجال للحوار حول القضايا الأدبية والاجتماعية. فعلى سبيل المثال، جلسة «صورة جماعية للخليج»، ناقشت التعبيرات الثقافية والفنية في منطقة الخليج، وتسلط الضوء على دور الأدب في بناء هوية جماعية شاملة.
مجلة كل الأسرة
  • مناقشة قضايا إنسانية عميقة: غاص المهرجان في القضايا الإنسانية العميقة، مثل جلسة «عالم من جسور: الطرق المتعدّدة إلى السلام والتسامح»، التي تناولت أهمية تعزيز التسامح والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
  • استكشاف البعد النفسي والإبداعي للأدب: سلط المهرجان الضوء على التفاعلات العاطفية والذهنية التي تنتج عن الكتابة، كما هو الحال في جلسة «أنا لا أكذب.. لكني أكتب: هل للأدب وجه قبيح؟»، والتي بحثت في العلاقة بين الإبداع الأدبي والمشاعر المتناقضة، مثل القلق، والعزلة.
  • إعادة إحياء التراث الأدبي العالمي: عبر تقديم قراءات وتحليلات لأعمال أدبية خالدة.
  • توفير منصة للإبداع والمواهب الصاعدة: أتاح المهرجان للكتّاب الشباب والأصوات الجديدة فرصة الظهور والتفاعل مع القرّاء والمفكرين.

* تصوير: هيثم الخاتم