06 فبراير 2025

في مهرجان الشارقة للأضواء الـ14.. معالم تتلألأ بأنوار الإبداع

محررة في مجلة كل الأسرة

مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار
مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار

من مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار، انطلقت فعاليات مهرجان أضواء الشارقة، في دورته الـ14، ليواصل رحلته على مدار 12 يوماً، في تحويل معالم الإمارة الشهيرة إلى لوحة فنية متوهّجة، مقدمة للجمهور تجارب بصرية استثنائية، تروي قصصاً مستوحاة من التراث، والحداثة.

مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار
مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار

على مدار الفترة من 5 إلى 16 فبراير، تحتضن عدة مواقع رئيسية في الشارقة عروضاً باهرة، بدءاً من مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار، وسدّ الرفيصة في خورفكان الذي يشهد عرض «نور الشرق» ثلاثي الأبعاد، في لوحة تستعرض جمال الطبيعة والتراث، بتقنيات متطورة، وبحيرة الحفية التي تحتضن تجربة «تناغم المحيط»، حيث تتفاعل الأضواء مع المياه عبر قوارب الكاياك الشفافة، في عروض ضوئية نابضة بالحياة، وعرض مسجد الشارقة، الذي يتحول إلى لوحة تعكس التناغم بين الإنسان، والتراث، والطبيعة، من خلال عرض «رحلة نور المعرفة والفن. بينما يضيء مقر مجموعة بيئة بعرض «كسوف الابتكار»، الذي يجسد التزام الشارقة بالتكنولوجيا والتقدم من خلال تجربة ضوئية فريدة. وعلى شاطئ الحيرة، يحتفي عرض «منارات الحوار» بإرث اللؤلؤ في الإمارة، عبر تركيب فني مذهل مستوحى من شكل الصدفة. فيما يشهد مسجد الطياري في دبا الحصن، عرض «الفنون المتناسقة»، عبر تحويل جدرانه إلى تحفة فنية متحركة، عبر الإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد، مقدماً مشهداً بصرياً مذهلاً، يحتفي بجمال الفن الإسلامي.

فيما تزدان واجهة المجاز المائية، بعرض «إشراقة بيئية»، رحلة ملوّنة مستوحاة من الشعاب المرجانية النابضة بالحياة، حيث يتحول ممشى القناة إلى مشهد مضيء، يعكس تمازج المحيط مع السماء، مسلطاً الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة، البحرية والتزام الشارقة بالاستدامة. بينما يحتضن السوق العام الجديد بالحمرية، تجربة فنية فريدة من نوعها مع عرض «حلم نكسوس»، العمل الفني الضخم الذي يتكون من حلقتين متداخلتين، مصنوعتين من مواد ذات خصائص ضوئية مزدوجة، يلتقط الضوء الطبيعي خلال النهار، ويتحول إلى تجربة بصرية نابضة بالحياة ليلاً، في دعوة للتأمل بالكون، واستكشاف الروابط غير المرئية. وفي حصن الذيد، يعيد عرض «قصة الوادي» سرد تاريخ المنطقة من خلال رحلة عبر الزمن، مسلطاً الضوء على دور الواحات كمراكز تجمع مجتمعية، واستعراض المحطات التاريخية الهامة، مثل نشأة الوادي، المستوطنات القديمة، التقاليد الشفوية، وبناء قلعة الذيد، في تجربة بصرية تسلط الضوء على التراث المتجذر في المنطقة.

قرية الأضواء
قرية الأضواء

الشارقة.. وجهة ثقافية وفنية عالمية

وفي تصريح خاص لـ «كل الأسرة»، أكد خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، أن «المهرجان، بنسخته الرابعة عشرة، يعكس هوية الإمارة كوجهة ثقافية وفنية عالمية، حيث يجمع بين الإبداع البصري، والتقنيات الحديثة، في عروض ضوئية باهرة، تزيّن معالمها التي تمتاز بخصوصية معمارية، غنية وفريدة، ما يجعلها بيئة مثالية لاحتضان عروض الأسقاط الضوئي، والتشكيلات الفنية المبتكرة. فالشارقة عرفت بثقافتها العريقة، واهتمامها بالفنون والابتكار، وهي تسير بخطى ثابتة في تعزيز هذه التوجهات، بما يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة» .

مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار
مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار

يكشف المدفع «يشهد المهرجان تطوراً ملحوظاً منذ انطلاقه لأول مرة، حيث يتم في كل عام إضافة عناصر جديدة، تواكب أحدث التقنيات في مجال فنون الإضاءة ، وتقديم محتوى بصري أكثر إبداعاً، يروي قصصاً مستوحاة من تاريخ الشارقة، وثقافتها، وتمنح الزوار تجربة بصرية فريدة، ومميّزة. كما حرصنا على تقديم أفكار جديدة ومبتكرة، بمشاركة نخبة من الفنانين العالميين، يحمل كل فرد منهم رؤيته الخاصة، ويسرد من خلال العروض الضوئية قصة فريدة تزيّن الواجهات المعمارية المميّزة للإمارة. كما تم توسيع نطاق المهرجان ليشمل مواقع جديدة، من أبرزها منطقة الجادة، وبحيرة الحفية في مدينة كلباء، إضافة إلى مواقع أخرى تتيح للزوار فرصة استكشاف المزيد من معالم الشارقة عبر لغة الضوء والفن».

قرية الأضواء
قرية الأضواء

تجربة بصرية فريدة

يمثل مهرجان أضواء الشارقة حدثاً سنوياً لا يمكن تفويته بالنسبىة إلى ليما الخالدي، التي أكدت حرصها على حضوره برفقة أسرتها، منذ سنوات، للاستمتاع بالعروض الضوئية الباهرة التي تزيّن معالم الإمارة، تصف «يبهرنا المهرجان، عاماً بعد عام، بروعة العروض التي تدمج بين الفن والضوء، واختيار المباني الحكومية، والمعالم الثقافية، بأسلوب فني يجعلها تبدو كأنها لوحات فنية حية، وهو لا يتوقف عند كونه عرضاً ضوئياً فقط، بل هو تجربة بصرية متكاملة تعكس الهوية الثقافية والفنية للإمارة، وتخلق لحظات مميّزة للزوار، بخاصة الأطفال، حيث يستمتعون بمشاهدة العروض الباهرة ويتعرفون إلى كيفية توظيف الأضواء الليزرية، واستخدام طائرات «الدرون» في تقديم تجربة بصرية فريدة».

مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار
مجمع الشارقة للتكنولوجيا والبحوث والابتكار

يصف أحمد فتحي زيارته إلى مهرجان أضواء الشارقة برفقة أسرته، بأنها «تجربة ممتعة ومميّزة، وبشكل خاص في «قرية الأضواء»، المهرجان رائع بكل تفاصيله، الأجواء مملوءة بالإبداع، أبهرتنا العروض الضوئية التي زينت سماء الشارقة، كما استمتع الأطفال بالعروض التفاعلية، والألوان الزاهية التي رسمت مشهداً ساحراً يعكس روح الفن والتكنولوجيا».

قرية الأضواء
قرية الأضواء

بينما تحضر ابتسام محمد، مهرجان أضواء الشارقة للمرة الأولى، وتصف العرض الذي فاق توقعاتها بالباهر «العرض لم يتوقف عند جمالية المزج بين الإضاءة واستخدام الألوان، بل حمل لوحات بصرية مميّزة، تناولت موضوعات متنوّعة، من الروحانية والدين، إلى الثقافة والطبيعة، ما جعلها تجربة أكثر إبداعاً، وعمقاً، وهو لا يتوقف عند كونه مجرد عرض ضوئي، بل هو تجربة ثقافية وفنية متكاملة تناسب العائلات، والأطفال، يعزز مكانة الشارقة كوجهة ثقافية عالمية».

* تصوير : يوسف الأمير