
تشكيلة من الإبداعات المتفرّدة عرضتها النسخة الـ 13 من مهرجان سكة للفنون والتصميم التي أقيمت برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون، في دبي، في حي الشندغة التاريخي، بمشاركة أكثر من 250 مبدعاً وفناناً من الإمارات، والمنطقة، لفتح آفاق أمام الفنانين وأصحاب المواهب الناشئة، وتحفيزهم على التعبير عن أفكارهم، ووجهات نظرهم المختلفة، وعرض أعمالهم وابتكاراتهم أمام مختلف شرائح المجتمع.

«بيت الزعفران» في مهرجان «سكة»
«بيت الزعفران».. الحدث الأبرز في المهرجان، حيث حمل معاني، رمزية عميقة، في الثقافة المحلية، يعرض 7 أعمال فنية مستلهمة من الزعفران، يأتي على رأسها عمل «استكشاف من خلال الشعر والتقاليد»، للفنانة فاطمة السويدي، وتستكشف فيه مكانة الزعفران في الثقافة المحلية، واستخداماته في الحياة اليومية.
كما يتضمن المعرض عمل «طبعات الزعفران» الذي تتناول فيه الفنانة مريم بيات العلاقة بين الفن والطبيعة. ويوثق الفنان عمر العثمان أهمية الزعفران الثقافية في الإمارات من خلال فيلمه الوثائقي «الزعفران في الإمارات». كما يستعرض بيت الزعفران صناعة العطور، وشعراء يجمعون بين القهوة والقصائد التي تحتفي بالزعفران. وقدمت روضة المزروعي عملها «تضاريس» الذي يصور المناظر الطبيعية الخلابة لإحدى القرى في الإمارات. وتعرض الفنانة روضة بو عبدالله عملها «أكلات إماراتية بالزعفران»، وهو عبارة عن مجموعة تتألف من 6 رسومات مستلهمة من الأطباق الشعبية المحلية التي يستخدم فيها الزعفران. وتشارك الفنانة تقوى النقبي في المهرجان عبر عملها «الزعفران المحفوظ».

جداريات وتركيبات فنية في مهرجان «سكة»
ويستعرض مهرجان سكة جداريات وتركيبات فنية من إبداع نخبة من الفنانين، المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، ومنطقة الخليج، والعالم، من أبرزها جدارية «روابط متجذرة» للفنان التونسي كريم جباري، ويعبّر فيها عن أهمية التواصل وتعقيدات المشاعر الإنسانية، وكذلك جدارية «تراث الليل» للفنانة العمانية إيمان الراشدي، التي تحتفي فيها بالهوية الثقافية الإماراتية، والمرأة التي تمثل روح التراث المحلي، والعمل الفني «أحلم بكبر» للفنان الإسباني نوي بيرو، ويحتفي فيها بتطور دبي الاجتماعي والاقتصادي، وبقدرتها على حفظ تراثها الثقافي الغني، كما شمل المهرجان عمل «عقدة بلا قياس» للشركة البرشلونية التي تتخذ من دبي مقراً لها، «سبايشل فورسس»، وتوثق فيها تراث دبي الغني بالنسيج.

وفي مساحة بيوت الشندغة، يتناول علي حمد سعيد حريمل في عمله «أحلام العصر في فريج»، تأثير الذكاء الاصطناعي في الإبداع الفني، أما هديل أحمد الشعلان، فتناقش في عملها «بلا مذاق» تطور احتفالات أعياد الميلاد في الخليج، كما يستكشف حمد الحارثي، من خلال «زومبي 1 و2»، الملل والرتابة في الحياة اليومية للطبقة المتوسطة.

ويتناول عمل «جدلية التحول» لخديجة أحمد، مفهوم التحول من خلال رمزية الأسماك، بينما تقدم لمياء عيسى وشيخة المطروشي، وعنود العامري، عملاً مشتركاً يحمل عنوان «شو مستوي؟». ويتضمن البيت أيضاً عمل «الحلم على التلال» للفنانة لطيفة العوضي، وعمل «إشعارات» للفنان محمود شريف، كما يعرض الفنان مجاهد المالكي عمله «أحلام في الغسيل»، وتقدم نور العلي عملها «أساطير من معدن»، إضافة إلى الكثير من الأعمال الفنية، الإبداعية والمبتكرة، التي تحتضنها بيوت الشندغة.

متاجر محلية في مهرجان «سكة»
في قلب سكة، ينبض استوديو «أهلاً وسهلاً»، بأفكار إبداعية لا تنتهي، مستوحاة من عبق التراث المحلي، ليقدم لنا تحفاً فنية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، حيث يتأمل الزوار حقائب «كليك» الساحرة، المصممة بلمسة فنية فريدة، كأنها تحكي قصصاً من الماضي الجميل. أما حقائب «إلین ِنت» الأنيقة، فهي تمزج بين الحرف التقليدية والتصميم العصري، لتعكس ذوقاً رفيعاً يعشق التجدد. و«منشورات غاف» تأخذ عشاق الفن في رحلة بصرية إلى عالم من الإبداع، حيث تتجسد الثقافة المحلية في أبهى صورها. أما متجر «خيالي» الذي أسّسته الفنانة المبدعة مريم العبيدلي، فهو جنة لعشاق التصاميم الفريدة، حيث يجدون قطعاً فنية تحاكي روحهم. وتتألق تصاميم الفنانة نور الخميري المستوحاة من الحياة اليومية في الإمارات، لتذكّرنا بجمال التفاصيل الصغيرة التي تصنع حياتنا. ويمزج متجر «ذي نور كريتف» بين عناصر تقليدية محلية، ولمسات عصرية أنيقة، تعكس أصالتها بطريقة مبتكرة.

معرض سكة يقدم ورشاً فنية متنوعة
شهد معرض سكة تشكيلة العديد من ورش العمل والجلسات النقاشية التي تدعم وتمكّن أصحاب المواهب، وتحفزهم على تطوير مهاراتهم وتطوير قدراتهم في كل مجالات الفنون، ما يعزز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي. وشملت الورش مجالات الفنون والتصميم والعمارة والرواية البصرية، إلى جانب الحرف التقليدية، حيث تحولت بيوت وأجنحة متحف الشندغة إلى مساحات إبداعية، استعرضت «فن صناعة الجبس»، والنقوش الجصية، وفي بيت «المجوهرات التقليدية» كانت ورشة «صنع المجوهرات: مرّية (قلادة)»، أما بيت «الإيمان والحياة» فقد شهد ورشتي «ملصقات الحناء»، و«صناعة المسبحة»، لأساليب التزيين التراثية، بينما عقدت في بيت «الحرف التقليدية» ورشة «المغزل»، التي تستعرض مهارات الحياكة اليدوية باستخدام أدوات تقليدية.
وكان للتقنيات الحديثة دور في ورشة «الخربشات والذكاء الاصطناعي»، حيث تم تحويل الخربشات العشوائية إلى أعمال فنية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكذلك ورشة «فن العطل الرقمي» لاستكشاف أساليب تصاميم فنية مستوحاة من الأعطال الرقمية.

عروض موسيقية في مهرجان «سكة»
يقدم مهرجان سكة سمفونية فنية فريدة، تتراقص فيها الألحان على وقع نحو 100 عرض موسيقي حي، حيث تتزين مسارح المهرجان بنخبة من الفنانين والموسيقيين الموهوبين، الذين يمتعون الجمهور بأصواتهم الساحرة، وإبداعاتهم المتنوعة.
وتشمل الأمسيات الموسيقية 6 عروض أوركسترا ضخمة، تأخذنا في رحلة إلى عالم الموسيقى الكلاسيكية الراقية، بقيادة عمالقة الموسيقى، مثل الموسيقار العالمي إي. آر. رحمان، الذي يقود أوركسترا الفردوس في عرض باهر، بالإضافة إلى أوركسترا الإمارات السيمفونية للشباب، وفرقة دبي سيتي ساوند، وفرقة آلات النفخ لكبار العازفين من مركز الفنون الموسيقية، وفرقة الموسيقى العربية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، وأوركسترا الإمارات الفيلهارمونية من «تودا»، ليقدموا معزوفات خالدة تأسر القلوب.
وتحتفي «ليلة الموسيقى الإماراتية» بالمواهب المحلية الصاعدة، وتمنحهم منصة للتعبير عن إبداعاتهم، وتقديم فنهم للجمهور. ويشارك في هذه الليلة المميزة نخبة من الفنانين الإماراتيين الموهوبين، من بينهم خليفة محمد الجهوري، وأحمد الهاشمي، وأميرة العلي، وزايد الزعابي، وهنا الهاشمي، وشيخة الزرعوني، ولطيفة ماجد الشحي، ومريم العبدولي، وغيرهم، ليصدحوا بأصواتهم في سماء دبي، ويؤكدوا أصالة الموسيقى الإماراتية وتنوعها.