
شهد العالم، في العقود الأخيرة، ثورة رقمية هائلة أدت إلى ازدهار صناعة المحتوى، سواء على الإنترنت، أو عبر وسائل الإعلام المختلفة. ومع هذا التطور، نشأت العديد من الصناعات التي لم تكن لتظهر لولا الحاجة المتزايدة إلى إنتاج المحتوى، وتوزيعه بطرق مبتكرة...
في هذا المقال، سنتعرف إلى أهم الصناعات التي برزت بسبب صناعة المحتوى:

صناعة التسويق الرقمي
مع تزايد المحتوى الرقمي، أصبح التسويق عبر الإنترنت من أهم الصناعات الحديثة، فيوماً بعد يوم تتزايد، وتشهد منصة «لينكد إن» العديد من الوظائف التي تبحث عن شباب متخصصين في التسويق الرقمي، وكتابة محتوى الـ«سوشيال ميديا»، ومصورين، وغيرهم من المبدعين في هذا المجال، كما تعتمد العلامات التجارية على المحتوى للترويج لمنتجاتها وخدماتها من خلال الإعلانات الرقمية، التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحسين محركات البحث (SEO). أدى هذا إلى ظهور وكالات متخصصة في التسويق الرقمي، وصناع محتوى متخصصين في تحسين ظهور العلامات التجارية.

صناعة منصات التواصل الاجتماعي
لم تكن منصات مثل «يوتيوب»، و«تيك توك»، و«إنستغرام» لتحقق هذا النجاح لولا صناعة المحتوى. فهذه المنصات ليست مجرد وسائل تواصل، بل أصبحت بيئات متكاملة لصنّاع المحتوى الذين يحققون أرباحاً من خلالها، ما أدى إلى ظهور اقتصاد يعتمد على المؤثرين، والمحتوى الرقمي.
شركات دعم صنّاع المحتوى
مع الانتشار الواسع لمنصة «تيك توك»، وتحقيقها لملايين المستخدمين حول العالم، أصبح إنشاء المحتوى الرقمي مصدر دخل أساسياً لكثير من الأفراد. لكن النجاح على هذه المنصة لا يعتمد على جودة المحتوى فقط، بل يحتاج أيضاً إلى دعم استراتيجي يساعد المبدعين على الوصول إلى جمهور أكبر، وتحقيق الأرباح. وهنا يأتي دور الوكالات والشركات التي توفر لصنّاع المحتوى الدعم الفني، والتسويقي، والإداري، اللازم لتطوير مسيرتهم.
وكالات «تيك توك»
من جهته، أوضح مشاري أمين، مؤسس شركة دعم صنّاع المحتوى، أن دور الشركات، أو الجهات الرسمية يكون كوسيط بين المنصة وصنّاع المحتوى، حيث تساعدهم على تحقيق الانتشار، وزيادة التفاعل، والاستفادة من الميزات الإعلانية والمالية المتاحة على المنصة. كما تقدم خدمات مثل تحسين الحسابات، وإدارة العقود الإعلانية، وتوجيه المبدعين حول كيفية تحسين محتواهم لجذب المزيد من المشاهدات، والمشتركين.

أهمية إنشاء أماكن مخصصة لتصوير المحتوى
ومع تطور صناعة المحتوى ازداد عدد الأماكن المخصصة لتصوير أنواع مختلفة من المحتوى، الأمر الذي يحفز الاقتصاد عبر خلق فرص عمل جديدة، سواء في مجال التأجير، أو التصوير، أو حتى خدمات ما بعد الإنتاج، مثل المونتاج والتعديل، حيث يمكن للمبدعين إنتاج مواد عالية الجودة، في بيئات احترافية توفر لهم الأدوات والخدمات اللازمة، مثل «ثينك هب»، «يوتيوب سبيس»، «آية»، «هاوس أوف هايب»، إضافة إلى العديد من الاستوديوهات المجهزة بأحدث معدات التصوير والتسجيل، خصوصاً لصنّاع البودكاست، وتوفر هذه الأماكن إضاءة احترافية، خلفيات متنوعة، وعزلاً صوتياً يساعد على إنتاج محتوى أكثر احترافية، ما يعزز من جاذبية المحتوى لدى الجمهور.
محرّرون متخصصون لصناعة المحتوى
يُعدّ متخصصو الكتابة لصناعة المحتوى حجر الأساس في إنتاج مواد إبداعية، وجذابة، تلبي احتياجات الجمهور المستهدف. فهم يمتلكون مهارات البحث والتحليل، ويجيدون صياغة النصوص بأسلوب يتناسب مع مختلف المنصات، ويقول المحرر الإبداعي محمد عثمان «سواء كانت منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، نصوص الفيديوهات، أو حتى سيناريوهات البودكاست، لابد من وجود محترفين يفهمون العمق لاستراتيجيات التسويق بالمحتوى، واستخدامهم للكلمات المفتاحية بذكاء لتعزيز ظهور المحتوى في محركات البحث. كما أنهم قادرون على تحويل الأفكار إلى قصص مؤثرة، ما يساعد صنّاع المحتوى على بناء هوية قوية والتفاعل مع جمهورهم بفعالية، وهذه المهنة تجذب المئات من الصحفيين والمترجمين، فأعادت للكتابة رونقها، وخلقت آلاف الوظائف التي لم تكن مطلوبة في وقت من الأوقات».
هواتف ذكية تدعم صناعة المحتوى

من جهتها، تولي شركات تصنيع الهواتف المحمولة أهمية لتطوير قدرات التصوير والمعالجة في طُرزها الحديثة، لضمان تقديمها لتجربة صناعة محتوى ترقى للمستوى الاحترافي، وقد بيّن فادي أبو شمط، رئيس مجموعة الهواتف المحمولة لدى سامسونج جلف للإلكترونيات «تجسد سلسلة الهواتف الجديدة سعينا المستمر للابتكار، حيث أطلقت مرحلة جديدة يتكامل فيها الذكاء الاصطناعي مع تجارب الهواتف المحمولة اليومية، بكل سلاسة. وتعمل الهواتف الحديثة على تحسين التواصل والقدرات الإبداعية، وتزود المستخدمين بتفاعلات أذكى، وأكثر بداهة، وطبيعية. وتسهم التقنيات الحديثة المزودة بها في تقديم تجربة تصوير فائقة التفاصيل في جميع الظروف، ما يضع معياراً جديداً للتصوير الفوتوغرافي عبر الهواتف المحمولة، من خلال تزويدها بمستشعر كاميرا فائقة العرض بدقة 50 ميجابكسل، ما يوفر وضوحاً استثنائياً، وحيوية في الصور، حتى في ظروف الإضاءة المنخفضة، ويتيح التقاط تفاصيل دقيقة تصل إلى أربع مرات أكثر في التصوير الماكرو، وحرصاً على تقليل الضوضاء المحيطة، وضمان التزامن، يتم تزويد الطرز الجديدة بمرشحات وفلاتر متطورة، مثل فلتر Spatio-Temporal، الذي يحلل الحركة والزمن لتقليل الضوضاء، بشكل أكثر فعالية، واكتشاف الأجسام المتحركة والثابتة بدقة أكبر، ما يضمن لقطات أكثر وضوحاً ونقاء في أيّ سيناريو».