لم تعُد الحقيبة النسائية صندوق الأسرار الصغيرة والحاجيات البسيطة التي تشكل، بتفاصيلها ومحتواها، عالماً صغيراً للنساء، ولغزاً صعباً على الرجال. فبعد أن تحوّلت من مجرّد وسيلة لحمل الأشياء إلى تعبير عن شخصية المرأة، وأسلوب حياتها، ورمز لأناقتها، وحياة الترف التي تعيشها، وجزء من الهوية الشخصية للمرأة الراقية، وأحياناً تقييم لمكانتها الاجتماعية، استطاعت أن تنتقل، بنجاح، من مكانة إلى أخرى، وأن تزاحم أغلى المجوهرات، بل وتتفوق عليها، أحياناً، في أسعارها. وصدرت كتب في عالم الأدب تتحدث عن الحقائب النسائية بصفتها أعمالاً فنية، ورموزاً للجمال والإبداع، وتحكي لنا عن تاريخ صنعها الحافل بالأخبار، والأسرار، وحكايات النساء اللواتي حققن نجاحات شخصية من خلال صنعها، أو الاستثمار فيها.
ويمكن القول إن للنساء في حقائبهن فنوناً وشجوناً، فبعد أن كانت الحقيبة مجرّد قطعة جلدية، أو قماشية بسيطة تتسع للأغراض التي تحتاج إليها المرأة، مثل الهاتف، والمحفظة، وأحياناً بعض أدوات التجميل، والنقود، والمناديل الورقية، والمفاتيح، وزجاجات العطر، وقطع الحلوى، وغيرها، تحّولت إلى تحفة فنية غالية الثمن، تعكس المكانة الاجتماعية للمرأة، وتكمل إطلالتها، وتظهر ذوقها، ومدى أناقتها أمام الجميع.
ومن عالم صغير يحمل قصصاً وذكريات، تحتفظ فيه النساء بأشياء وأوراق صغيرة، وكل ما قد تحتاج، أو لا تحتاج إليه، ولا تستطيع الخروج من بيتها من غيره، احتلت الحقيبة مكانة رفيعة في عالم تميّزها، فمنحتها الثقة اللازمة لمواجهة العالم، والتفرّد، والتميز بين الأخريات، بل وتساعدها، أحياناً، على عقد المزيد من الصداقات عبر الدخول في مجتمعات راقية، والتواصل مع سيدات من ذوات المكانة العالية.
ولم يعد غريباً أن نسمع عن التغيير الكبير في قيمة الحقيبة النسائية، ومهمتها، فهي الآن وبعد أن خرجت من إطار مهمة وسيلة الحمل، أصبحت تخبّئ الكثير مما تعنيه، ومن بين ما تخفيه انتقال الحقيبة من وسيلة لحمل الأشياء إلى استثمار ترتفع قيمته مع الزمن، كما يحدث في سوق العقارات، والأسهم، بل وأحياناً تفضل عليهما بالكثير. فضلاً عن المعنى الذي يكمن وراء شراء المرأة حقيبة جديدة، أو حصولها على هدية، فهو يشبه الفوز بجائزة، وتعتبر لحظة فرح خالصة، قد تتفوق على الكثير من المناسبات التي تعيشها المرأة، وتنتظر تحقيقها.
ودخلت الحقيبة مجال التكنولوجيا من أوسع أبوابه، فهي الآن، وفي عالم التواصل الاجتماعي، باتت جزءاً من الهوية الرقمية للمرأة، ويمكن لصورة مع حقيبة تحمل اسماً معروفاً أن تضمن لحاملتها الكثير من الإعجابات، والتعليقات.
وربما لن يفهم الرجال أبداً السّر الحقيقي وراء عشق النساء للحقائب، لكنهم سيعرفون أنها لم تعُد مجرّد حقيبة، بل مساحة شخصية متنقلة، وقطعة من الحلم، وسواء أكانت الحقائب النسائية تستحق أسعارها الباهظة، أم لا، يجب أن نعترف بأنها لم تعُد مجرّد قطعة إكسسوار يمكن شراء الكثير منها بسهولة، بل عالم كامل، مملوء بالأسرار، والحكايات، والمفاجآت المذهلة، ومن بينها، وأهمّها قصص أشهر النساء اللواتي صنعن حقائب نسائية شهيرة، رغم بساطتهنّ، وعدم ميلهنّ للتكلّف، وكيف أصبحت الحقائب التي صنعنها رمزاً للترف، والأناقة، وتُباع اليوم بأسعار فلكية.