أيام الشارقة التراثية تعود في دورتها الـ22.. فماذا ينتظركم من فعاليات؟

شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلاق فعاليات الدورة 22 لأيام الشارقة التراثية، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، بمشاركة، محلية وعربية ودولية، واسعة. واستُقبل موكب صاحب السمو حاكم الشارقة لدى وصوله إلى منطقة قلب الشارقة بعروض الفرق الشعبية المتنوعة التي احتفت بقدوم سموه، وحيّته بالأهازيج التقليدية، مثل الندبة، والعيالة، والحربية، والهبان.

هي أيام الشارقة التراثية تعود في دورتها الـ22 لتنعش الذاكرة، وتروي جذور الماضي على إيقاع الفرح بالحاضر. في قلب الشارقة، تتنسم رائحة الزمن بتفاصيله، وملامح الماضي الجميل الذي يفتح أبوابه ليروي قصص الحِرفيين القدامى، ويعانق نبض الأسواق الشعبية التقليدية، ويرنّم أهازيج البحارة .

وعلى امتداد أيامها، من 12 إلى 23 فبراير، يكون التراث هو العنوان، والرمز، وظلال الذاكرة، ذاكرة المكان والإنسان، وإحياء «جذورنا العميقة»، وهي جذور راسخة وقوية، وإعادة التذكير بقيم لم تزل قائمة، قيم ترتكز عليها هويتنا الإماراتية .

وتحت شعار «جذور»، تعود أيام الشارقة التراثية، التي ينظمها معهد الشارقة للتراث في منطقة التراث، بقلب الشارقة، لتحيي إرث الأجداد، وتبني جسور التواصل، وتتشارك الإمارات قصص الماضي، مع دول مشاركة تتماهى مع تراثها، وهويتها، وهي سلطنة عمان، المملكة العربية السعودية،  قطر، الكويت، البحرين، من دول مجلس التعاون الخليجي، إلى دول عربية، وهي المغرب، مصر، الأردن، سوريا، العراق، فلسطين، تونس، الجزائر، ولبنان. وتتضمن المشاركات، محلياً وإقليمياً ودولياً، ثلاثة معارض رئيسية، وأعمالاً فنية، وورشاً تعليمية  تستعرض الفنون الشعبية، والحِرف التقليدية، بمشاركة 150 حِرفياً من مختلف أنحاء العالم.

وفي جولة لـ«كل الأسرة»، في فعاليات المهرجان، نصادف هِبة الهطالية، أول عمانية تصنع الورق  من سعف النخيل، وهي حاصلة على شهادة مدرب معتمد من الأكاديمية الوطنية للإدارة والتكنولوجيا. تحدثنا عن مهنتها بشغف، حيث كانت الوحيدة التي أتقنت هذه المهارة، وحوّلتها إلى قصة نجاح في عمان، إذ تستعين بالخطاطين لاستكمال حكاية فنّ أصيل، يستقي مفرداته من سعف النخيل، وجماليات الخط العربي .

وعلى مسافة أمتار، حضر الشواب والشباب لممارسة لعبة الدامة، وهي لعبة يحدثنا عنها المتقاعد القطري ناجي بن راشد النعيمي، من جيل الخمسينيات، مؤكداً أن لعبة الدامة هي من الألعاب الذهنية التي تقدم العديد من الفوائد، الذهنية والاجتماعية، ومنها  تعزيز التفكير الاستراتيجي، وتحسين مهارات التركيز والانتباه، وتعزيز الصبر والانضباط، لافتاً إلى إقبال كبير من قبل شباب الشارقة على هذه اللعبة التي لا تستند إلى الحظ بتاتاً، لكونها تعتمد على التخطيط، وبناء الاستراتيجية، وعلى التضحية بحيث «لا يمكن أن تكسب من دون أن تضحي، ولا أن تأخذ من دون أن تعطي».

وتوزعت الفعاليات المختلفة في أرجاء المهرجان، حيث روائح الأطباق التقليدية، وأهمها اللقيمات التي سارع مرتادو المهرجان إلى شرائها، كما جسّدت بعض الأجنحة الكثير من صور الماضي، ومنها قصص الغوص على اللؤلؤ، وعرَض جناح لؤلؤ أبوظبي اللؤلؤ المستزرع ذات الأحجام، والألوان، والدرجات المختلفة بحيث يتم تصنيف جودة اللؤلؤ، كما جاء في لوحة الشرح، بناء على خمسة معايير، هي «اللمعان، السطح ، الشكل، اللون والحجم».

وتواكب أيام الشارقة التراثية أنشطتها، وينتظركم الكثير من الفعاليات التي تجسد مشاركات مراكز الحرف الإماراتية من أكثر من إمارة، كما أنشطة تشرك كل المراحل العمرية، وورش عمل يدوية، إلى فعاليات يومية في متجر المبدعين، وردهة الرسامين، وركن المهن، وركن الورش، والمجلس الشبابي، والساحة الرملية، والبرامج الجماهيرية، والدورات التدريبية في مجال الحرف التقليدية، وجملة فعاليات تفاعلية في بيت الألعاب الشعبية.

وتضم فعاليات أيام الشارقة التراثية 3 معارض رئيسية:

وتتوزع فعاليات الدورة هذا العام على سبع مدن في إمارة الشارقة، هي: مدينة الشارقة، خورفكان، مليحة، الذيد، كلباء، دبا الحصن، والحمرية، حيث ستقام العديد من فعاليات العروض الفنية الحية، وورش المسرح، وفعاليات الحرفيين الشعبية المختلفة، والفقرات الترفيهية المعرفية.

كما تقدّم أيام الشارقة التراثية العديد من الفعاليات الجديدة، أبرزها:

إضافة إلى 4 برامج تراثية ينظمها معهد الشارقة للتراث في دورة هذا العام:

وعلى صعيد برنامج التراث العربي:

 تنظيم الطاولة المستديرة بمشاركة 9 من خبراء «اليونيسكو»، و 6 حرفيين حول حرف مدرجة في قائمة التراث العالمي في «اليونيسكو». كما يتضمن برنامج التراث العربي تنفيذ مختبر اللهجات، وبرنامج أعمال فنية «جذور الأزياء»، واستعراض شهادة «تعهد لحفظ التراث».

وفي إطار برنامج مركز الحرف الإماراتية، يشارك 150 حرفياً من مختلف الدول في استعراض 33 حرفة ومهنة، مع برنامج مواكب :

وتشارك عشرات الفرق الشعبية، وفرق الجاليات العربية، والفرق الدولية، في أيام الشارقة التراثية، وتقدم فرق الجاليات المشاركة عروضاً أخرى تتضمن جانباً من الفنون الخليجية، مثل: العرضة السعودية، والجلسة العراقية، واليمنية، والقافلة الإماراتية، وعروض الفرقة الوطنية من جورجيا، وروسيا، وعدد من فنون الجاليات العربية.

* تصوير: السيد رمضان