ما هي الخطوات والسبل التي يتبعها المؤثرون الشباب لتحقيق الأرباح من خلال صناعة المحتوى؟ وما هي الفرص التي تعطى لهم عن طريق الـ«سوشيال ميديا»؟
لم تعد صناعة المحتوى مجرّد هواية، أو وسيلة للتعبير عن الذات، فقد صارت مصدراً اقتصادياً يدرّ أرباحاً طائلة. فمع تزايد اعتماد الناس على الإنترنت، كمصدر للمعلومات والترفيه، أصبح لدى صنّاع المحتوى القدرة على الوصول إلى جمهور واسع، وبالتالي طَرق العديد من أبواب الدخل، مثل الإعلانات، التعاون التجاري مع العلامات التجارية، بيع المنتجات الرقمية، والاشتراكات المدفوعة. وبفضل هذه المصادر، استطاع العديد من المؤثرين تحويل شغفهم إلى مهنة مربحة، وخلق صناعة جديدة فتحت المزيد من أبواب الرزق، لهم وللعاملين معهم، من مصورين، ومنسقين لحساباتهم.
في قمّة المليار متابع التي عقدت مؤخراً، التقيناهم، هم كثر، ولديهم أعداد كبيرة من المتابعين، يملكون القدرة على التأثير، والحصول على الشهرة، من خلال نوعية المحتوى وأسلوب عرضه، وبعضهم قدم نصائح للشباب للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين والاستفادة مما يقدمونه، أرباحاً وشهرة.
أكد صانع المحتوى العقاري، مهند الوادية، أن التخصص هو مفتاح النجاح في عالم صناعة المحتوى «عندما تركز على مجال معين، وتتعمق فيه، تصبح خبيراً حقيقياً فيه. هذا الأمر لا يجعلك مميزاً عن الآخرين فحسب، بل يكسبك ثقة متابعيك أيضاً. فالمشاهدون يبحثون عن المحتوى الموثوق، والمفيد، والذي لا يمكن تقديمه إلا من خلال التخصص، وعندما تكون متخصصاً تستطيع بناء علاقة قوية مع جمهورك، وهذا بدوره يؤدي إلى الاستمرارية، وتحقيق الأرباح المالية على المدى الطويل. فالتخصص يعني أنك تستطيع تقديم محتوى عالي الجودة وبشكل منتظم، وتستطيع أن تفهم احتياجات جمهورك، وتلبيتها بشكل أفضل».
أما ناجي القاق، الذي يقدّم محتوى ترفيهياً، فلفت إلى المعاناة والتضحيات التي يشعر بها صانع المحتوى كي يصل إلى جمهور أوسع، ويجني الأرباح «بمجرد أن تبدأ بجني ثمار جهودك في عالم الـ«سوشيال ميديا»، وتحقيق أرباح مالية، لا تفكر للحظة في التوقف. بل على العكس، انظر إلى هذا النجاح كبداية رحلة جديدة مملوءة بالإمكانات. فالعالم الرقمي يتطور بسرعة، والجمهور يبحث دائماً عن الجديد والمبتكر. لذلك، يجب عليك الاستمرار في الاستثمار في نفسك وفي محتواك، والعمل على تطوير مهاراتك وتوسيع نطاق تأثيرك. تذكر، النجاح في هذا المجال هو رحلة مستمرة، وليست وجهة».
ترى سارة فهمي، التي تصوّر يومياتها، أن اختيار المحتوى الخفيف والقريب من الأسر العربية كان قراراً حكيماً للتواصل، وتحقيق الأرباح، المحتوى الأسري يجمع الناس ويخلق روابط قوية، وتضيف «عندما بدأت بتقديم هذا النوع من المحتوى على «سناب شات»، لم أكن أتوقع أن يحقق هذا النجاح الكبير. ولكن مع مرور الوقت، أدركت أن هناك شريحة كبيرة من الجمهور تتوق إلى هذا النوع من المحتوى. والجميل في الأمر أنني أستطيع الجمع بين شغفي بمشاركة لحظاتي اليومية مع عائلتي، وبين تحقيق دخل جيد. هذا يدل على أننا نستطيع أن نكون مبدعين، ونحقق أرباحاً في الوقت ذاته، فمنذ أن بدأت بتقديم محتوى أسري على «سناب شات» لم أتوقف عن تلقّي عروض التعاون من مختلف العلامات التجارية، فالشركات تبحث دائماً عن مؤثرين موثوقين يستطيعون الوصول إلى الأسر العربية. وهذا يعني أنني أستطيع تحقيق أرباح هائلة من خلال المحتوى الذي أحبّه، وأقدّمه».
من عالم الأرقام والأوراق في عملها في أحد المصارف في الأردن، انتقلت صانعة المحتوى التقني رواء الجلاد، إلى عالم الإبداع والابتكار في الـ«سوشيال ميديا»، وتقول «كانت رحلتي مملوءة بالتحدّيات، والفرص. لم أتوقع أبداً أنني سأترك وظيفتي في بلدي، والانتقال إلى دبي لمتابعة ما بدأته بصناعة المحتوى، فبفضل شغفي تلقيت عرضاً للعمل في مجال صناعة المحتوى في دبي، وقرّرت أن أغتنم الفرصة، وأن أجعله مصدر دخل، وربح، واستثمار كبير، في موهبتي في هذا المجال».
حول سبب تحوّل المزيد من صنّاع المحتوى نحو «سناب شات» كمنصة لتحقيق الربح المادي، التقينا آية كالوتي، مديرة الشراكات في منصة «سناب شات» لشمال أفريقيا والشرق الأوسط، لتخبرنا عن برنامج «نجوم سناب شات» الجديد «هذه المبادرة المميزة التي أطلقناها لدعم صناع المحتوى المبدعين، نسعى خلالها إلى تمكينهم من تحقيق أقصى استفادة من منصتنا، فبرنامج «نجوم سناب شات» هو أكثر من مجرد برنامج مكافآت، إنه فرصة لتطوير مهارات صناع المحتوى، وتواصلهم مع جمهور أوسع، وبناء مستقبل مهني واعد في هذا العالم، فهو يسمح بظهور إعلانات في فيديوهات اليوميات التي يصوّرها صناع المحتوى، وبالتالي جني أرباح طائلة».