مجلة كل الأسرة
28 فبراير 2025

لطيفة الشامسي: أحب أن أكون حاضرة مع عائلتي وأعيش أجواء الشهر الكريم

فريق كل الأسرة

لطيفة الشامسي نجمة غلاف شهر مارس
لطيفة الشامسي نجمة غلاف شهر مارس

لطيفة الشامسي، يعرفها الناس كإحدى المؤثرات في وسائل التواصل الاجتماعي، يتابعها مئات الآلاف كشخصية مُحبة للسفر والتسوّق، تشارك يومياتها في مناسبات مختلفة، وتوثق محطات نجاحها في عالم ريادة الأعمال.. لكن، وراء هذا الوجه المعروف توجد لطيفة أخرى، إنسانة بسيطة وعفوية، تقدّر اللحظات العائلية الدافئة، وتستمد سعادتها من البساطة، والتواصل الإنساني الصادق.

مجلة كل الأسرة

بهذه الكلمات الصادقة، قدّمت رائدة الأعمال وصانعة المحتوى، لطيفة الشامسي، نفسها لقرّاء مجلة «كل الأسرة»، في هذا الحوار الحصري الذي أجرته معها زميلتنا هويدا عثمان، وتكشف لنا لطيفة خلاله جوانب من حياتها في شهر رمضان المبارك، الشهر الذي له مكانة خاصة في قلبها. تحدّثنا عن عاداتها الشخصية في هذا الشهر الفضيل، وكيف توفق بين حياتها العملية، وحياتها الروحانية، فيه.

ومن واقع تجربتها كأم، تقدم لطيفة مجموعة من النصائح القيّمة لأمّهات أطفال التوحد، وتشاركهنّ بعض الأفكار التي قد تساعدهنّ على التعامل مع تحدّيات هذه المرحلة.

pic2

مجلة كل الأسرة

في بداية حوارنا، كنا نرغب في معرفة تفاصيل لا يعرفها المتابعون في مواقع التواصل عن لطيفة الشامسي، وأفصحت لنا عن سمات من شخصيتها «يمكن الشيء الذي لا يعرفه الناس، ومتابعو الـ«سوشيال ميديا» عنّي، البساطة والهدوء، فأنا استمتع جداً بالوقت الذي أقضيه وحدي، سواء كان مع كتاب، كوب قهوة، أو مجرّد جلسة تأمّل في مكان هادئ. وأحب أن أشتغل على تطوير نفسي دائماً، سواء كان جسدياً، في «الجيم»، أو من خلال ورش عمل، وجلسات تساعدني على تطوير نفسي، عقلياً وعاطفياً».

وعندما سألناها عن رأيها بنجاحها كمؤثرة في الـ«سوشيال ميديا»، وطلبنا منها أن تصف هذا النجاح، أكدت على أن تفاعل الناس وردود أفعالهم هو المقياس الفعلي للنجاح «النجاح بالنسبة لي لا يقاس بعدد المتابعين فقط، بل يقاس بالتأثير الحقيقي الذي أتركه في الناس، والذي ألمسه من خلال الرسائل التي تصلني منهم، وكيف تمكنتُ من إلهامهم، بطريقة أو بأخرى. وأهم شي بالنسبة لي هو أن يكون المحتوى أصيلاً وقريباً، من القلب، لأن الصدق هو الذي يصنع الفرق في هذا المجال».

مجلة كل الأسرة

كما كشفت لنا لطيفة عن أسلوب حياتها الصحي الذي يجعلها تبدو مشرقة وبسيطة على الدوام ، وقالت «أنا مؤمنة بأن البساطة والاعتدال هما سرّ التوازن. أحب تناول الأكل الصحي، ولكن من دون حرمان، وأمارس الرياضة كأسلوب حياة، وروتين يومي، حتى لو بالمشي بضع دقائق خلال اليوم، وأحرص على النوم الكافي، لأنه يؤثر إيجابياً في الطاقة، ويحسّن الحالة المزاجية، وغير ذلك، فالحفاظ على الصحة ليس من الناحية الجسدية فقط، إذ يجب أن نهتم بالراحة النفسية، ونبعد عن التوتر والضغوط، قدر الإمكان».

أحاول أن أخفف من المشاغل قبل رمضان كي يتوفر لي وقت أتفرّغ فيه للعبادة، التجمّع مع العائلة

ومع حلول شهر رمضان المبارك، شرحت لنا لطيفة الشامسي استعدادتها التي حرصت على القيام بها قبل الشهر الفضيل «رمضان شهر مميّز بالنسبة لي، ولعائلتي، وأحب أن أستعد له روحياً، ونفسياً. أحاول أن أخفف من المشاغل قبل رمضان كي يتوفر لي وقت أتفرّغ فيه للعبادة، التجمّع مع العائلة، والاستمتاع بالأجواء الرمضانية الجميلة».  وبينت لنا كيف تحافظ على الروحانية الخاصة لهذا الشهر في ظل مسؤولياتها كمؤثرة وأم «الموضوع يحتاج إلى توازن، أحاول دائماً أن أخصص وقتاً للعبادة والتأمّل، وأقلّل من التواصل عبر الـ«سوشيال ميديا»، وأخصّص لها أوقاتاً معيّنة، بخاصة في الصباح، وبعد الإفطار، كي أكون حاضرة مع عائلتي، وأعيش أجواء الشهر الكريم بكل تفاصيله».

مجلة كل الأسرة

أما عن أهم الطقوس والعادات التي تحرص عليها في رمضان، والعادات الجديدة التي تحاول إضافتها هذا العام «أحرص دائماً على الاجتماع مع الأهل على مائدة الإفطار، قراءة القرآن بشكل يومي، ومحاولة تقديم المساعدة بأي شكل، سواء بالتبرّع، أو دعم المحتاجين. أما عن الجديد الذي أحاول أن أضيفه هذا العام، فهو تخصيص وقت أكبر للتطوّع، مساعدة الناس من خلال العمل الخيري، وتقديم هذه الأعمال بالتعاون مع أفراد العائلة، كي نغرس هذه القيم في الأطفال منذ الصغر».

للعائلة نصيب كبير من وقت لطيفة الشامسي التي أشارت إلى أنها تحرص على ممارسة العديد من الأنشطة مع عائلتها خلال شهر رمضان «من أجمل اللحظات هي تلك التي نحب أن نتجمع خلالها بعد صلاة التراويح، نلعب في هذه الأثناء ألعاباً عائلية، وأحياناً نتشارك في إعداد وجبة السحور في البيت، وبطريقة مميّزة، أو نقرر تناول السحور في مكان مختلف».

مجلة كل الأسرة

وفيما يخص دعوات الإفطار، فأوضحت لطيفة أنها تعطي الأولوية للإفطار في المنزل، ولكنها تقبل أحياناً دعوة السحور لأسباب معينة «أحب الاثنين، لكن وقت الإفطار في البيت له مذاق خاص، وأجواء مميّزة لا تعوض مع لمّة الأهل. أما الدعوة للسحور، فأقبلها أحيانا، خصوصاً أنني أحب التغيير، وتجربة أماكن مختلفة مع الأصدقاء والعائلة».

الأزياء جزء لا يتجزأ من طقوس رمضان بالنسبة للمؤثرة لطيفة الشامسي ، فهل تحبّ البساطة أم اتّباع موضة رمضان لهذا العام؟ «أنا دائماً أميل إلى البساطة والأناقة، في الوقت نفسه، أحب العباءات والقفاطين التي تصمم بطريقة مريحة، وأنيقة، هذا بشكل عام، ولكن الزيّ المفضل لديّ دائماً، بخاصة في رمضان، هو لبس المخورة الإماراتية. وإذا أصبحت موضة فهذا سيناسب ذوقي، ولكني أحب أن أضيف إليها بعض القطع من الأزياء والإكسسوارات التي تعطي لمسة تعبّر عن أسلوبي الخاص».

مجلة كل الأسرة

ولكن نرى البعض يبالغ في الاستعداد لحضور دعوات الخيم الرمضانية، فهل لطيفة الشامسي مع أو ضد هذا السلوك؟ «كل شخص له أسلوبه، لكن بالنسبة لي أحب الترتيب والأناقة من دون مبالغة. رمضان شهر روحاني أكثر من كونه موسم عروض أزياء، فالأهم هو الجوهر، والشعور الذي نشعره في هذه التجمعات».

 
ووصلنا في حوارنا مع لطيفة الشامسي إلى محور مهم، حيث أردنا تسليط الضوء على تجربة الأمومة في حياتها، فهي أم لطفلة مصابة بالتوحد، وبالتالي لا بد أن تكون مسؤولية الأمومة تجاهها مختلفة وتجربة لها ميزات خاصة، وهذا ما عبرت عنه بقولها «الأمومة بحدّ ذاتها مسؤولية عظيمة، ومع طفل مصاب بالتوحد، تزيد المسؤولية كثيراً، لكنها في الوقت نفسه تزيد من المهارات والمميّزات الشخصية، تعلّم الصبر، الحبّ غير المشروط، والتقدير لكل لحظة تقدّم فيها. أحاول دائماً أكون قريبة من ابنتي، أفهم احتياجاتها، وأوفر لها بيئة مريحة تساعدها على التطوّر بطريقتها الخاصة».

مجلة كل الأسرة

ومن واقع تجربتها الشخصية، سألنا لطيفة عن النصائح التي تود تقديمها للأمهات اللاتي لديهن أطفال مصابون بالتوحد، فقالت «لقد قررت مشاركة تجربتي، وبعض يومياتي مع ابنتي كأم لطفلة مصابة بالتوحد، كي أشارك الناس تجربتي وأتعرّف إلى تجاربهم، ونتبادل خبرتنا في تربية الأطفال ذوي التوحد، وندعم بعضنا بعضاً أيضاً. فمن المهم فهم احتياجات الطفل المتوحد الفريدة، فكل طفل يختلف عن الطفل الآخر، فلذلك مهم أن أتعلّم كل شيء، لكن اختار ما يناسب طفلي، ولابد من توفير بيئة آمنة، وروتين ثابت، مع استخدام وسائل تواصل تناسبه، كما أنصح الأهل بتعزيز المهارات الاجتماعية لأطفالهم، ولكن بالتدريج، وبالصبر في التعامل معهم، الأمر الذي يساعد على تطوير قدراتهم بشكل أفضل.

وفي الختام، أقول لكل أم وأب لطفل مصاب بالتوحد: لا تستسلموا. رغم الصعوبات، سيُظهر لكم الوقت ثمار جهدكم وتعبكم».

وفي نهاية حوارنا مع لطيفة الشامسي، كشفت لنا عن أهم وأحدث خططها ومشاريعها لهذا العام «عندي مشاريع كثيرة هذا العام، بعضها متعلق بالسفر، وصناعة المحتوى، وبعضها مشاريع خاصة في إدارة الأعمال، في مجال الفعاليات والتسويق، وبالطبع هناك خطط شخصية تتعلق بالعائلة، والأمومة، وأشياء جديدة أحب أن أتعلمها، وأطوّر نفسي فيها».