06 مارس 2025

بمناسبة يومها العالمي.. لماذا تسرق المرأة ربطة عنق زوجها؟

كاتبة صحافية

رببطة عنق تحت فستان السهرة
رببطة عنق تحت فستان السهرة

كانت مفاجأة عروض الأزياء الأخيرة في باريس هي مجموعة المصمم فالنتينو، والتي ظهرت فيها العارضات ببدلات وقمصان رجالية، وربطات عنق.

بدلة كاملة مع شورت
بدلة كاملة مع شورت

وكانت نجمة السينما الفرنسية المخضرمة، كاترين دينوف، قد وقفت أمام مصور خاص لكي يلتقط لها صورة بسترة رجالية، وربطة عنق متهدّلة، نشرتها مجلة «مدام فيجارو»، الأسبوع الماضي.

رببطة عنق تحت فستان السهرة
رببطة عنق تحت فستان السهرة

وفي السهرة التي دعا إليها متحف «اللوفر» في باريس، أخيراً، وحضرتها نخبة من شهيرات العالم، ظهرت عارضة الأزياء الأمريكية، آشلي جراهام، ببدلة رجالية صارمة، سوداء اللون. كما رأينا الممثلة البلجيكية ونجمة التلفزيون السابقة، فيرجيني إيفيرا، وهي تضع على كتفيها معطفاً رجالياً من الكشمير، فوق بدلة بصفين من الأزرار، وقميص أبيض، وربطة عنق حمراء منقطة.

ريش وقميص رجال	ي
ريش وقميص رجال ي

النساء وربطات العنق

لماذا تستعير النساء ملابس الرجال؟ هل هو نوع من ردّ التحية، أو بالأحرى الانتقام من الذكور الذين صاروا يظهرون بهيئة الإناث، ويلبسون الزاهي من الألوان، ويتحلون بالأساور، والأقراط، ويحملون حقائب اليد النسائية الصغيرة؟ أم هي رغبة مصممي الموضة، وأغلبهم من الرجال، حين اتفقوا على فرض البدلة الرجالية على أناقة بنات حواء؟

حتى أنت يا جوليا روبرتس؟
حتى أنت يا جوليا روبرتس؟

والحقيقة أن افتتان الشابات بربطة العنق ليس جديداً. وكانت زميلاتنا في الجامعة يفعلنها بين الحين والحين، حين ترى إحداهن ربطة من الحرير الناعم مرسومة بنقوش جذابة، فتقرر أن ترتديها مع قميص ذي لون مناسب. بل إننا رأينا النجمة الأمريكية جوليا روبرتس، في واحدة من صورها القديمة الجميلة، وهي ترتدي زياً رجالياً، مضاداً لتسريحتها ذات الشعر الأجعد الكثيف.

ولو أردنا المضي أبعد من ذلك، لوجدنا أن أول من ارتدت بدلة السهرة الرجالية «السموكينج» كانت الممثلة الألمانية مارلين ديتريش، ومعها مبسم طويل للسيجارة، زيادة في الاستفزاز. ومثلها فعلت النجمة السويدية، جريتا جاربو، ملكة الشاشة في الأربعينيات، حين ظهرت بالسروال في زمن كانت التنورة هي الزي المعروف للمرأة.

أناقة لافتة
أناقة لافتة

مضت عقود كثيرة منذ أن اختارت الشابات تبنّي السروال الرجالي، لأنه أكثر عملية من التنورة، والفستان. فهو يتيح سهولة الحركة، وركوب الدراجة، ويغطي السيقان بشكل يطرد العيون المتلصصة. وصار السروال زيّ طالبات الجامعات، والنساء العاملات. وقد تفنن المصممون في إضفاء لمسات من الأنوثة عليه، فصار فضفاضاً أحياناً، أو ضيقاً، أو ممزقاً، أو يجمع ما بين التنورة والبنطلون.

تقليعة موسمية؟

 المرأة الحديثة تحب التجريب، وهي قد تجنح نحو التحدّي، وترى في تقليدها الرجل نوعاً من الطرافة، ولفت الانتباه. ثم إن اقترابها من المساحة المخصصة للرجل، ولو اقتصرت على المظهر، قد يكون رغبة منها في الاستحواذ على مناطق أكثر جدية. لقد تقاسمت معه أخطر المهن، وأصعبها، دخلت الجيش، والشرطة، وقادت الطائرات، وسافرت بالصواريخ إلى الفضاء، وتسلقت القمم الصعبة، وكتبت الأدب الصريح باسمها الصريح، وترشحت في انتخابات الرئاسة، وقادت الدول والحكومات، بل إنها تزعمت العصابات، ومارست شروراً لا تناسب طبيعتها.

مع هذا، ترى المرأة نفسها مغبونة، ولم تأخذ حقها الكامل من المساواة. وهو أمر ينطبق على الغرب والشرق، معاً. لهذا توقع الكثيرون أن يكون قرننا الحالي هو قرن النساء الذي سيحقق لهنّ أمانيهن. وقد كتب أحد الفلاسفة أن «المرأة هي مستقبل الرجل». ولا ندري كيف ستكون عليه أحوالها مع انتهاء هذا القرن. أما هذه الموضة المتجددة لارتداء البدلة وربطة العنق فلا أظن أنها ستدوم، بل ستبقى تقليعة موسمية تنتهي مع الصيف المقبل، حين تتحرر الأعناق مما يخنقها. إنها موضة تشبه كلام الليل الذي يمحوه النهار.