موهبة في طريقها لأن تثبت ذاتها في عالم الفن التشكيلي، عشقت الرسم، وتعلّمت فنونه على يد والدتها التي كان مرسمها بمثابة الحضن الذي شهد موهبة مريم يونس الفيل، الطالبة في الصف الحادي عشر.
نستعرض قصة مريم مع الرسم في يوم الطفل الإماراتي، الذي يصادف الخامس عشر من شهر مارس، كل عام، لنقدمها نموذجاً ملهماً لأبناء جيلها، يرسم من خلال موهبته مستقبل يملأه الطموح والرغبة في صنع الإنجازات:
في البداية، تتحدث مريم الفيل عن نفسها، قائلة «بدأت موهبتي مع الرسم منذ الطفولة، عندما كنت أرى والدتي وهي ترسم كل صباح، وأُعجبت كثيراً برسوماتها، وبدأت هي تنتبه لانجذابي لعالمها، لتقرر أن تمنحني من وقتها لتعلّمني الرسم. وأتذكر كم كنت أجد متعة كبيرة في تقليد الرسومات البسيطة، وملاحظة التفاصيل من حولي، لأجسّدها على لوحة يعجب بها كل من يراها، ومع مرور الوقت، ومن خلال التدريب المستمر، تطوّرت مهاراتي لتدعم موهبتي التي اكتشفتها والدتي في صناعة فنانة تشكيلية تخطو نحو المستقبل».
وتكمل «بلا شك للأسرة دور كبير في اكتشاف مواهبنا، فما تقدمه من دعم مادي ومعنوي كفيل بإنجاح أيّ موهبة، بخاصة إذا كان وراءها مجتمع تقف مؤسساته خلف المواهب، وتدعمها، فقد شجعني القائمون في مركز سجايا فتيات الشارقة، ودعموا موهبتي، ووجهوني لتطويرها من خلال الورش والدورات، وخوض تجربة المعارض، إذ شاركت في معرض أجيال، والمعرض الدولي للصيد والفروسية، وكانت تجربة رائعة أظهرت لي أهمية عرض أعمالي أمام الناس، ومعرفة آرائهم في ما أرسمه، ما زاد من شغفي بالإبداع، ورغبتي في تقديم شيء مميّز يستحق الثناء والتقدير».
أثناء مشاركة أعمالها في أحد المعارض
وعن نوعية الرسومات التي تنجذب إليها مريم الفيل، وتحب أن تجسدها في لوحاتها، تبيّن «أحب رسم الواقع كما هو، بخاصة المتعلق منه بالحيوانات، والتي أجد من خلال تفاصيلها وتعبيراتها تحدّياً فنياً رائعاً، يستحق التجسيد، فحبي لهذه الكائنات يجعلني أشعر من خلال الرسم كأني ألمسها بيدي، وأحنو عليها من خلال ريشتي، والمتابع لأعمالي يجد ذلك واضحاً، فمتعتي الحقيقية حيث تكون الريشة، والألوان، والذهن الحاضر المنفصل عن الواقع، والحقيقة أن والدتي تهيئ لي الجو المثالي كي أتفرغ للرسم، وتخصص لي وقتاً انفرد فيه بمرسمها الخاص، كي أبدع من دون أن يقاطعني أحد، فمتعتي تتمثل في تجسيد حيوان رأيته على الطبيعة، وحفظت تفاصيله في ذهني، وطبعت ملامحه على لوحة».
موهبة لا تتوقف عند حدود الرسم
تشير الرسامة مريم الفيل «يحظى جيلنا بالعيش تحت مظلة دولة ترعى العنصر البشري، وتراه ثروتها الحقيقية، ما يحفزني، وأبناء جيلي، على الانطلاق نحو التميّز، فإلى جانب هوايتي في الرسم لديّ اهتمامات أخرى تتعلق بالبرمجة والتقنيات التكنولوجية، والتي أجد فيها متعة كبيرة، حيث تصميم البرامج الإلكترونية، وحلّ المشكلات التقنية، فأنا أسعى في هذه الفترة إلى عمل شيء مميّز في هذا المجال، ودمج الفن بالبرمجة، فحلمي أن أصبح فنانة تشكيلية مشهورة على مستوى العالم، تدمج بين الفن والابتكار، في مشاريع تخدم المجتمع، كما أتمنى أن أفتتح معرضي الخاص، وأقدم فيه أعمالي للجمهور، الذي رغم أنني ما زلت في البدايات، أجد دعمه في ما أقدمه، فهدفي الأساسي إلهام غيري من الشباب لتطوير مواهبهم، وتحقيق أحلامهم المستقبلية».