أسبوع أمسيات مقتنيات دبي.. فرصة استثنائية يعيشها الفن للسنة الثالثة، في دبي، ضمن سلسلة من الفعاليات العامة المجانية التي تحتفي بالفن، وتستكشفه، في مختلف أنحاء دبي، وأول مجموعة مؤسسية مخصصة للفن الحديث والمعاصر في المدينة، حيث تمثل مقتنيات دبي، حالياً، 51 جنسية فنية، بما في ذلك 99 فنانة، وتضم المجموعة 22 فناناً إماراتياً، بارزاً وناشئاً.
تقدم أمسيات مقتنيات دبي مجموعة متنوعة من الفعاليات، حيث أوضحت بينيديتا غيون، المديرة التنفيذية لمعرض آرت دبي «فعالية مقتنيات دبي تضم حالياً أكثر من 1000 قطعة فنية، ومن خلال الحدث السنوي الرائد للمجموعة «أمسيات مقتنيات دبي»، تُتاح للزوار فرصة فريدة لاستكشاف مجموعة مختارة من الأعمال الفنية في فعاليات خاصة».
أعمال فنية تبرز أجواء رمضان في دبي
تشمل مقتنيات دبي زيارات إلى استوديوهات فنانين إماراتيين بارزين، ومحادثات جماعية، حيث التقينا الفنان الإماراتي الشاب طلال النجار، الذي شارك في «مقتنيات دبي» بفيلم سينمائي، استغرق تصويره أكثر من شهر، حيث سعى إلى توثيق العلاقة الوثيقة بين الماضي والحاضر، والأصالة والمعاصرة، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال «يسعدني التعاون مع فنانة الطهي عائشة أركين، فأنا أعرض أعمالاً وأفلاماً سينمائية، وعائشة تقدم فنون الطهي، التي تعزز ترابط الفن وأنواع معينة من الأطعمة الموسمية، بشهر رمضان، الذي يبرز فيه دور الفن في جعل الأجواء الرمضانية أكثر تميزاً وبهجة».
وأضاف الفنان طلال النجار «إقامة فعالية مقتنيات دبي في بيت الممزر يعكس تجربة رمضانية مميّزة، وروح دبي، والتقدم التكنولوجي الذي تتمتع به، حيث يتم عرض فيلم سينمائي يستعرض عراقتنا، وأصالتنا، والعادات والتقاليد الإماراتية، على حائط المنزل، بينما يتناول المشاهدون وجبة السحور الذي يشمل أطباقنا التقليدية اللذيذة، الأمر الذي يظهر التناغم والتناسق بين العناصر التقليدية والحديثة، في المجتمع الإماراتي، من خلال تصوير مجموعة متنوعة من المواقع والمعالم في الدولة».
أما عن المعالم السياحية التي قام طلال النجار بتصويرها، فهي برج العرب، ووسط مدينة دبي، ومنطقة الجميرا، ودبي القديمة، والمباني التراثية، إضافة إلى المعالم الحديثة التي تعكس التطور العمراني الذي تشهده دبي. كما خصص جزءاً من الفيلم لتصوير معالم مدينة الشارقة، ومنطقة مليحة، بهدف إبراز التنوع الثقافي والمعماري في الدولة.
وجبة سحور مستدامة تقلل من هدر للطعام
من جهتها، أكدت الطاهية عائشة أركين أن هدفها من خلال المشاركة في فعالية مقتنيات دبي، هو تعزيز الاستدامة، وتقليل النفايات، والاستمتاع بالأكلات التقليدية، خصوصاً خلال شهر رمضان «قدمت، مع طلال، تجربة متعدّدة الحواس، وتعاونّا لإيصال العديد من الرسائل، أهمها بالنسبة لي هو تقديم وجبة السحور التي كانت مقدمة لزوار الفعالية، ولكن بطريقة فنية وصحية، ومن دون أي إهدار للطعام، بمعنى أنني أقدم المأكولات ذاتها التي نجدها في التجمعات الرمضانية اليومية، ولكن بكميات قليلة، وكافية أيضاً، بحيث يمكن الاستمتاع بتذوقها، وتناولها مرة واحدة، ولا يتبقى في الطبق أي شيء منها».
تعزيز الوعي الثقافي والفني في دبي
وتعليقاً على الحدث، أشارت منى فيصل القرق، رئيسة اللجنة التنظيمية لفعاليات «مقتنيات دبي» والمدير التنفيذي لقطاع الثقافة والتراث، في هيئة دبي للثقافة والفنون، إلى الدور المحوري الذي تلعبه هذه الفعاليات في ترسيخ ثقافة مستدامة لاقتناء الأعمال الفنية، وتتيح فرصة فريدة للتفاعل المباشر مع الفنانين، والنقاد، والخبراء في مجال الفن، ما يسهم في تعزيز الوعي الفني والثقافي لدى الجمهور. كما أنها توفر منصة للفنانين الشباب لعرض أعمالهم، وتبادل الخبرات مع فنانين مخضرمين، ما يدعم نموّ وتطوّر المشهد الفني في دبي.
وأوضحت منى القرق أن «مقتنيات دبي» تسعى إلى أن تكون منصة شاملة ومتكاملة لدعم الفنون، والثقافة، وأنها تعمل، باستمرار، على تطوير فعالياتها وبرامجها لتلبية احتياجات الفنانين والجمهور، على حد سواء، كما تعكس التزام دبي الراسخ بأن تكون وجهة ثقافية عالمية، ومركزاً نابضاً بالمواهب والإبداع. وأضافت أن الفعاليات تجسد قيم الانفتاحن والتنوّع، والترابط التي تشكل جوهر روح دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ما يعزز مكانة دبي كمدينة عالمية تحتضن مختلف الثقافات، والفنون.