لعبت نورة المبارك دوراً محورياً في تطوير متحف زايد الوطني، حيث شاركت في العمل على العديد من مقتنيات المتحف، وقصصه التاريخية. وبمناسبة الاحتفاء بيوم المرأة العالمي، نسلط الضوء على الدور الذي تقوم به كرئيس لقسم شؤون العلاقات المؤسسية والدولية في متحف زايد الوطني، وكإحدى النساء المتميزات ضمن فريق المتحف، والتي يُعد تفانيها في صون تاريخ وتراث دولة الإمارات مصدر إلهام حقيقي للنساء الإماراتيات.
حاورت «كل الأسرة» نورة المبارك التي انضمت إلى فريق متحف زايد الوطني، بعد تخرجها في جامعة زايد عام 2013، حيث تولّت مهمة الإشراف على بناء مجموعة مقتنيات المتحف، ويشمل عملها العديد من المهام، مثل تطوير وتنفيذ استراتيجيات الاقتناء والتجميع، إلى جانب التنسيق المباشر مع المتاحف والمعارض، والمقتنين الخاصّين:
ماذا يمثل لك متحف زايد الوطني؟
دوري في متحف زايد الوطني بمثابة تجربة غنية وقيّمة، ويشرفني أن أكون جزءاً من متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات، هذا المشروع الذي يحتفي بتاريخ الدولة العريق، وثقافتها، وقصصها الملهمة، منذ العصور القديمة، حتى العصر الحديث. فالعمل في المتحف يتيح لنا فرصة استثنائية للتعاون مع مختلف المؤسسات في أنحاء الإمارات، ما يسهم في تعزيز الشعور بالفخر الوطني، وإلهام الأجيال لاستكشاف التراث الثقافي العريق للدولة، وإرث وقيم الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.
فكل يوم في المتحف يحمل تجربة جديدة لنا، ما يجعل المهام التي نقوم بها مملوءة بالحماس والتجدّد. لكن الثابت دائماً هو التزامنا بالتواصل مع شركائنا في جميع أنحاء الإمارات. فالمتحف يمثل المجتمع الإماراتي بكل مكوّناته، ومن الضروري أن تتاح للجميع فرصة التفاعل معه، والمساهمة في تشكيل روايته المتجدّدة.
ما هي طبيعية عملك والمهام التي تقومين بها؟
في عام 2017 شاركت في تنسيق وإدارة أول معرض لمتحف زايد الوطني، بالتعاون مع جامع الشيخ زايد الكبير «معرض الحج: رحلة في الذاكرة»، والذي أصبح المعرض الأكثر زيارة في ذلك الوقت، ضمن الفعاليات التي نظّمتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. كما أشرف على الشراكات مع المؤسسات الثقافية داخل دولة الإمارات، وعلى الصعيد الدولي، وأتولى مسؤولية العلاقات الحكومية، التي تشمل الإشراف على التواصل مع المسؤولين الحكوميين، وكبار الشخصيات.
وفي عام 2020، حصلت على درجة الماجستير من كلية لندن الجامعية (UCL)، واستمررت في عملي ضمن فريق المتحف في العديد من المشاريع، والتي تشرف على التنسيق مع أكثر من خمسين جهة رفيعة المستوى داخل دولة الإمارات، وعلى الصعيد الدولي، الأمر الذي يعزز مكانة المتحف، وشبكة علاقاته.
كيف يسهم متحف زايد الوطني في نشر المعرفة وحفظ التراث الإماراتي؟
بصفته مؤسسة ثقافية تكرّس جهودها لنشر المعرفة وتعزيز مشاركة المجتمع بجميع فئاته، يهدف متحف زايد الوطني إلى إثراء دور دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ كملتقى عالمي، ومركز حيوي لتبادل الأفكار، فهذا التبادل الفكري هو ما يحفّز فريق العمل في متحف زايد الوطني، حيث نتعاون مع المؤسسات التعليمية والثقافية في دولة الإمارات، لتنفيذ مشاريع تعكس رؤية المتحف، ورسالته، وتجسدها على أرض الواقع، كما يسعى متحف زايد الوطني إلى ترسيخ مكانته مؤسسة بحثية عالمية المستوى، ومرجعاً موثوقاً حول تاريخ وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ الماضي القديم، وحتى يومنا الحاضر، وتماشياً مع هذه التطلعات، يأتي قارب ماجان الذي سيُعرض في متحف زايد الوطني ثمرة لأولى شراكاتنا البحثية مع جامعة زايد، وجامعة نيويورك أبوظبي.
بمناسبة يوم المرأة العالمي، حدثينا عن دور تمكين القيادات النسائية المستقبلية في القطاع الثقافي..
عندما نساند بعضنا بعضاً، فإننا نمهّد الطريق لنجاحنا المشترك. نأمل أن تتولى الأجيال القادمة، التي تتفاعل مع المتحف وتشارك في برامجه المتنوعة، زمام المبادرة في صون الثقافة، والتراث الإماراتي، ليبقى جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية، وحاضراً في وجدان المجتمع، تماماً كما هو بالنسبة لنا.